سعوديون لأردوغان: مؤامراتك مرصودة ومنتجاتك مرفوضة
حملة المقاطعة دفعت الليرة التركية لمزيد من التراجع أمام النقد الأجنبي، فيما يتوقع مراقبون أن تسجل مزيدا من الهبوط مع تصاعد المقاطعة.
لهيب الغضب يتصاعد، للأسبوع الثاني على التوالي، في السعودية، بتنامي الدعوات لمقاطعة شعبية للمنتجات التركية، تنديدا بالسياسات العدائية للرئيس رجب طيب أردوغان.
وجدد إعلاميون واقتصاديون دعواتهم لمقاطعة شاملة للمنتجات التركية، محذرين من أن كل ريال يدفع لشرائها يستخدم في سفك دماء الأشقاء في سوريا وليبيا والعراق، والتآمر على المملكة ودول المنطقة.
وتصدر هاشتاق #الحملة الشعبية لمقاطعة تركيا ترند الأعلى في تغريدات الخميس، وذلك ضمن سلسلة هاشتاقات تدعو للمقاطعة، تصدرت الترند منذ مطلع أكتوبر/ تشرين أول الجاري.
حملة وطنية
مع نهاية الأسبوع الثاني للمقاطعة، صمم رسام الكاريكاتير السعودي المعروف، فهد الجبير، شعارا للحملة الشعبية لمقاطعة تركيا.
ودعا لاستخدام الشعار كصورة للبروفايل عبر مواقع التواصل، وخلفيات للهاتف الجوال، لتفعيل الدعوة للمقاطعة ونشرها على نطاق أوسع.
بدوره، قال المغرد السعودي منذر آل الشيخ مبارك، إن الهاشتاق الجديد #الحملة الشعبية لمقاطعة تركيا تم إطلاقه "ردًا على أردوغان وتطاوله السافر على الأمة العربية "، داعيا إلى التفاعل معه "ليكون الأول عالميًا".
وحذر آل الشيخ من شراء المنتجات التركية قائلا :"تأكد أنك ستكون شريكا في كل دم يسفك بسوريا أو العراق أو ليبيا أو الأحواز إن اشتريت منتجات تركيا".
وتابع: "وتأكد بأنك ستكون من ممولي كل هارب يقيم عند أردوغان، ويبث سمومه ضد ولاتك ووطنك، وتأكد أنك بشراء المنتج التركي توقع ورقة نزع كرامتك بيدك".
وفي إطار تفعيل المقاطعة والتوعية بها، قال المغرد أحمد بن محمد، إن "الموضوع سهل وبسيط جدا: عند شرائك أي مادة غذائية أو غيرها، وكان عندك شك أنها يمكن أن تكون تركية، إبحث عن عبارة Made in Turkey أو أنظر إلى باركود (رمز شريطي) المادة، فإذا كان يبدأ بأحد الرقمين 868 أو 869 فهذا يعني أنها تركية الصنع !"
رسالة شديدة اللهجة
السعوديون وجهوا رسالة شعبية شديدة اللهجة لأردوغان رفضا لسياساته ومؤامراته.
وفي هذا الصدد، قال الأمير السعودي عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز: "أقل رد على سياسات أردوغان وتصريحاته المسيئة لبلادنا هو تفعيل المقاطعة للمنتجات التركية الى أن يكف عن أفعاله .. هذه حملة شعبية تصرف فيها السعوديون بفطرة وبحب معهود لوطنهم ومشهود أثبتته المواقف وتثبته".
وكشف الأمير السعودي أنه يتعرض للهجوم من قبل وسائل إعلام تركية على خلفية دعواته للمقاطعة، مؤكدا أنها حملة شعبية بدأت من سعوديين محبين لوطنهم، ورافضين لسياسات أردوغان.
بدوره، دعا الكاتب السعودي إبراهيم السليمان إلى المقاطعة قائلا: "مقاطعتك ومقاطعتي ومقاطعة الجميع للمنتجات التركية ماهو إلا تسجيل موقف شعبي وطني يرفض ما تتعرض له بلداننا العربية من تدخلات أردوغانية سافرة ..".
أما المغرد السعودي الشهير بن عويد، فقال إن: "تركيا تقود حربا إعلامية وغيرها ضد بلادك، وتحالفت مع جميع أعداء بلادك وتسعى إلى إلحاق الضرر في كل أمر يتعلق ببلادك وشعبها وقيادتها. »
وحذر من أن "تركيا دولة معادية لبلادك، تركيا معادية لكل ما هو سعودي وخليجي وعربي، ولا تتمنى الخير لنا ، أعطني عدوا واحدا لبلادك لم تتحالف معه تركيا ؟.. لن تجد".
واجب وطني
من جهته، أكد المغرد عبدالله بن خضران الجهيمي أن "مقاطعة المنتجات التركية واجب وطني وأخلاقي؛ يستشعرهُ الشعب السعودي العظيم في مواجهة العثمانيين الجُدد الذين استمرأوا علينا في مراهقاتهم السياسية التي يرتع فيها قادتهم الصيبيانيين!"
فيما قال الإعلامي السعودي فيصل العبدالكريم: "بدأها الشعب السعودي ووصلت هذه المقاطعة لشعوب أخرى وأصبحوا يتحدثون عن #مقاطعة المنتجات التركيه بعد أن وصل أذى زمرة أردوغان لكل مكان".
وتابع: « لديهم (أنقرة) مشروع استعماري ضخم سيموت بإذن الله وسينقلب السحر على الساحر، ولا نرضى أن يجندوا بأموالنا العرب لقتل العرب".
مقاطعة مؤلمة
على مدار الأشهر الماضية، تتجدد بين الفينة والأخرى الدعوات للمقاطعة، رفضا لسياسات أرذوغان، فيما بدأت المقاطعة الشعبية تأخذ منحى أكثر تصعيدا وتنظيما مع بداية الشهر الجاري.
جاء ذلك في أعقاب دعوة عجلان العجلان رئيس مجلس الغرف السعودية، رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض، في 2 أكتوبر الجاري، إلى "المقاطعة لكل ماهو تركي، سواء على مستوى الاستيراد أو الاستثمار أو السياحة".
والأربعاء، جدد عجلان دعوته للمقاطعة، في تغريدة قال فيها :"أقولها بكل تأكيد ووضوح: لا استثمار، لا استيراد، لا سياحة، نحن كمواطنين ورجال أعمال لن يكون لنا أي تعامل مع كل ماهو تركي".
وتأتي حملة المقاطعة في وقت حساس للغاية بالنسبة للاقتصاد التركي الذي يواجه انهيارا في سعر الليرة أمام الدولار، وحالة من الإفلاس الجماعي للشركات المعتمدة على التصدير.
وتثبت الأرقام أن الحملات حققت نجاحات فاقت كل تصور، في ظل إيمان الشعب السعودي خاصة، والشعوب العربية إجمالا، بأن كل دولار يتم إنفاقه لشراء أي منتج تركي سيرتد على المنطقة بكل شرور نظام أردوغان.
ودفعت حملة المقاطعة الليرة إلى مزيد من التراجع أمام النقد الأجنبي، فيما يتوقع مراقبون أن تسجل العملة التركية المزيد من الهبوط مع تصاعد المقاطعة.