"العين الإخبارية" تعرض روشتة تربية الأولاد على تقبل الظروف الاقتصادية
العديد من الأسر العربية تمر بظروف اقتصادية صعبة مؤخرا، وتسعى إلى التكيف مع الظروف الجديدة، لكن بعضها يشتكي من عدم استيعاب أطفالهم للواقع الجديد.
وتعاني العديد من الأسر من تذمر أطفالهم من الأوضاع الاقتصادية، والذين يقارنون أنفسهم بقرنائهم في المدارس والأندية.
"العين الإخبارية" استطلعت آراء الخبراء لتوضيح الأسلوب الذي يُمكن الآباء من تربية أبنائهم على تقبل الظروف الاقتصادية.
تعليم وتدريب
في البداية، يقول الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي، إن الاقتصاد ليس بعيدا عن الطب النفسي، لأن هناك تأثيرات نفسية على الأفراد تنتج بسبب الأزمات الاقتصادية.
ويضيف حسين، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن العرب ليس عندهم ثقافة التوفير، ويستهلكون أكثر ما ينتجون، لكن هذه الظروف تحتم على الجميع الاقتصاد والتوفير، ويجب أن يعلم الآباء أبناءهم ذلك.
ويقول حسين إن الآباء لابد أن يشرحوا لأولادهم الفرق بين الأشياء الأساسية والكمالية والترفيهية، ويوضحون لهم أن الاقتصاد ليس بخلا، ولكنه مراعاة لارتفاع الأسعار، فبالتالي يتم الاستغناء عن بعض الأمور غير الأساسية.
ويكشف حسين أن أفضل طريقة لتعليم الطفل ذلك، هي أخذه للأسواق ليشاهد الأسعار بنفسه، أو إرساله ليشتري بعض السلع التي يحتاجها المنزل ليكتشف فارق السعر.
ويطالب حسين بتعليم الأطفال الصغار الاقتصاد في مرحلة عمرية مبكرة، حتى يكونوا قادرين على التكيف مع الظروف العالمية الصعبة، وأن نشرح لهم باستضافة طبيعة الأوضاع العالمية.
ويشدد استشاري الطب النفسي على ضرورة التأكيد على الطفل بألا يقارن نفسه بأقرانه، فربما فيهم من مستواه المادي مرتفع، ويؤكد أنه على الأب ألا يخجل من إخبار أولاده بأنه لا يستطيع أن يفي بكل طلباتهم بسبب غلاء الأسعار، وأن عليهم إن كانوا قادرين أن يعملوا في الصيف لمساعدته في مصاريف المنزل، مع ضرورة مقاطعة البضائع المبالغ في ثمنها، وتعليم الأطفال أن يأكلوا كل شيء، وألا يتعالوا على طعام بعينه.
تثقيف وعمل
أما إبراهيم عبدالحميد البري، الخبير التربوي والموجه بوزارة التعليم المصرية، فيرى أن التدريب يكون بإخبار الطفل بقصص كفاح والده والظروف الصعبة التي عاشها في العقود الماضية، لأن هذا يهيئ الطفل لتقبل الأوضاع الحالية.
ويضيف البري، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية، أنه على الوالد أن يهيئ أولاده بالتجربة لمثل هذه الظروف، من خلال عدم تقديم الحياة بصورة سهلة لهم دائما، وأن يطلب منهم أن يعملوا في أشهر الصيف ليتعلموا الانضباط والحياة الخشنة.
وأكد البري ضرورة ممارسة الأولاد لعمل في طفولتهم، لأن هذا يجعلهم يعتمدون على أنفسهم، ويشعرهم بقيمة المال، وبالتالي تقدير الظروف الصعبة التي تمر بها أسرهم.
ولمنع المقارنة بين الزملاء، يقول البري إنه يفضل ألا يضع ولي الأمر أبناءه في مكان يفوق مستواه المادي، كأن يدخلهم مدارس خاصة أو لغات وهو موظف ليس له إلا راتبه، لأن هذا يعمل على خلق أزمة نفسية ومقارنة في نفوس أبنائه.
وطالب البري، بتعليم الأولاد الثقافة الدينية لأنها ستمنعهم من النظر إلى ما في يد غيرهم.
الجميع يدرك الأزمة
ويؤكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن الأطفال في هذا الوقت لديهم دراية كاملة بما يحدث حولهم، ويتابعون أخبار الأحداث والأزمات العالمية والوطنية.
وأضاف فرويز، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن الأطفال يدركون وجود ضغوطات وأزمات مالية، وهم أكثر حرصا هذه الأيام من الكبار.
وعن وجود حالات لأطفال يشتكون لآبائهم من المقارنة مع زملائهم، يقول فرويز: "حالات شخصية لا يجوز تعميمها، فـ90% من الأطفال يدركون وجود أزمة، ومن يفتعل مشاكل مع والديه مفصول عن الواقع".
ويقول فرويز: "على الأب أن يشرح لأولاده إن كانوا لا يدركون ما يحدث، ويكون ذلك من خلال الشرح بمعلومات بسيطة".
aXA6IDE4LjE5MC4yMTkuMTc4IA== جزيرة ام اند امز