شيزوفرينيا أم رقص للحياة؟.. الفنانون على شيزلونج "العين الإخبارية"
أثارت الفنانة المصرية يسرا جدلا كبيرا بعد أن التقطتها عدسات المصورين وهي ترقص بحفل للنجمة إليسا على هامش مهرجان البحر الأحمر السينمائي.
وعرّض هذا المقطع الفنانة المصرية لانتقادات كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً أن ذلك يأتي بعد وقت قصير من وفاة الفنان هشام سليم، شقيق زوجها.
وطرح هذا التحول من أقصى درجات الحزن والتأثر إلى أقصى حالات الفرح المرتبط بسلوك الأفراح، الكثير من التساؤلات بين رواد السوشيال مديا عن حالة التناقض التي تغلف حياة المشاهير، بحسب قولهم.
وعادة ما يبرر بعض المشاهير هذه التصرفات بشكل أو بآخر في محاولة منهم للدفاع عن أنفسهم وعن السلوك الذي قاموا به، ولكن هذه التبريرات قد تزيد الأمور سوءاً، وتثير الكثير من حالات الاستياء والغضب من سلوك بعض الفنانين والفنانات الذين يقعون تحت وابل الانتقادات.
وحول هذا الأمر، ترى الدكتورة هبة عيسوي، أستاذ الطب النفسي في جامعة عين شمس المصرية، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الفنانين بوجه عام لديهم ولع وغرام بالتمثيل في حياتهم اليومية مثلما يفعلون في أعمالهم الفنية.
واستنكرت "عيسوي" تقييم الجمهور للفنانين ومواقفهم وآرائهم والحكم عليهم كأشخاص عاديين، لافتة إلى أن شخصياتهم بشكل عام تختلف كثيراً عن شخصياتهم كممثلين، بالتالي تتناقض مواقفهم وممارساتهم في الحياة مع إبداعاتهم.
واستشهدت في هذا السياق بنماذج وأسماء فنية كبيرة، مثل إسماعيل يس وعبدالمنعم مدبولي وفؤاد المهندس وغيرهم من الفنانين الكوميديانات الذين شاركوا في رسم البسمة على وجوه الجميع، بينما عانوا من مواقف مأساوية على مدار حياتهم.
وتشير "عيسوي" إلى أن أغلب النجوم يعانون في نهاية حياتهم من مراحل متأخرة من الاكتئاب، بسبب الجودة والإتقان والذوبان في الشخصيات التي يقدمونها، فضلاً عن معايشتهم الحياتية للأدوار.
في السياق ذاته، قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي المصري في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" إن الحزن والفرح وجهان لعملة واحدة وهي "الحياة".
وتابع: "مواقف الفنانين وتصرفاتهم في الحياة اليومية متشابهة تماماً مع ما يقوم به باقي البشر، ولكنهم يمتلكون القدرة على سحب الكاميرا لهم أينما كانوا، سواء في عزاء أو في حفلات وأفراح".
وأكد "فرويز" أن الفنانين أثناء تقديم واجب العزاء يتعمدون إظهار حزنهم بشدة، وعند حضورهم أفراحا وحفلات يظهرون فرحة عارمة، لافتاً إلى أن هذه الصورة التي يظهرون بها لا تمثل تعبيراً عما يجيش بداخلهم.
ويعتقد أن الهجوم على الفنانين وانتقادهم باستمرار من قبل رواد السوشيال ميديا، السبب فيه أن حياتهم محاطة بالأضواء طوال الوقت، فأصبحت مباحة ومشاعًا للجميع.
ومن جانبها، رفضت الدكتورة هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع إطلاق مصطلح "ظاهرة التناقض" على أقوال الفنانين وأفعالهم في الحزن والفرح، واصفه إياه بـ"تصرف صحي".
وترى "زكريا" أن وجود الفنان باستمرار تحت أضواء الشهرة يجعل حياته مفتقرة للخصوصية، وتبدو مرئية يتناقل الناس أخبارها بشكل كبير.
وأكدت أن حياة المشاهير الخاصة تمثل هوسًا للكثيرين، وتضاعف هذا الهوس بشكل كبير بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعى.
ونصحت "زكريا" في نهاية حديثها لـ"العين الإخبارية" الجمهور، قائلة: "لا تجعلوا حياة المشاهير ميزانًا للأشياء، فعلينا الابتعاد عن الغوص والإبحار في تفاصيل حياتهم الخاصة، والاهتمام والتركيز على واقعنا الشخصي فقط".
وتابعت: "ينبغي أن نتوقف عن تناول مواقف وتصرفات الفنانين في الحياة العامة، ونركز فقط على إبداعاتهم وأعمالهم الفنية فقط، باعتبار أن هذه الإبداعات هي كل ما يهمنا".
وطالب الناقد الفني المصري، طارق الشناوي الجمهور والمتابعين بأن يكفوا ألسنتهم عن إطلاق الأحكام على الفنانين، ففي النهاية جميعهم يؤدون واجبهم الاجتماعي تجاه زملائهم في الفرح والعزاء.
وأرجع السبب في تناقض الفنانين في مراسم الفرح والعزاء إلى اختلاف الكثير من المفاهيم والمبادئ التي تبدلت بتطور الزمان، فأصبحت مجالس العزاء في السنوات الأخيرة ذات طابع وبرستيج خاص بعيداً عن العرف الاجتماعي المتعارف عليه.
وأكد "الشناوي" لـ"العين الإخبارية" أن معظم الفنانين يقعون ضحية للأحكام النظرية والاتهامات التي يطلقها الجمهور بأنهم يتعمدون المبالغة في مشاعرهم أمام عدسات المصورين في أثناء تأديتهم واجب العزاء.
وعبر عن استيائه ورفضه للحكم على الغالبية العظمى من الفنانين بأنهم يفتعلون الحزن أمام الكاميرا، مشيراً إلى أن عددا كبيرا منهم صادق في مشاعره ولا يلجأ للتمثيل لإظهارها.
aXA6IDMuMTQyLjE1Ni41OCA= جزيرة ام اند امز