بينو يقترب.. هل يواجه كوكب الأرض كارثة كونية تهدد الحياة؟
![إذا اصطدم بينو بالأرض فإن النتائج ستكون كارثية](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/07/196-131052-scientists-expect-great-destruction-earth-2182_700x400.jpg)
يُصنَّف الكويكب "بينو" ضمن الأجرام القريبة من الأرض، ويصل حاليًا إلى أقرب نقطة له منا، على بُعد 299 ألف كيلومتر، وهي مسافة يبلغها مرة كل 6 سنوات.
وعلى الرغم من أن مساره الحالي لا يشكل تهديدًا مباشرًا، فإن العلماء يقدّرون أن احتمالية اصطدامه بالأرض في سبتمبر/ أيلول 2182 تبلغ 1 من 2700.
إذا اصطدم بينو بالأرض، فإن النتائج ستكون كارثية، وفقًا لدراسة حديثة اعتمدت على محاكاة حاسوبية لمثل هذا الاصطدام.
يُتوقع أن يُطلق الاصطدام ما بين 100 و400 مليون طن من الغبار في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى حجب أشعة الشمس لسنوات، والتسبب في اضطرابات مناخية حادة.
وتشير الدراسة إلى أن درجات الحرارة العالمية قد تنخفض بنحو 4 درجات مئوية، في حين قد يتراجع متوسط هطول الأمطار بنسبة 15%، وهو ما قد يفاقم مخاطر الجفاف ويؤثر بشدة على النظم البيئية.
إلى جانب التغيرات المناخية، يمكن أن يعرقل الاصطدام التمثيل الضوئي للنباتات بنسبة تتراوح بين 20 و30%، ما سيؤثر بشكل مباشر على الإنتاج الزراعي.
كما أن طبقة الأوزون، التي تحمي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، قد تتقلص بنسبة تصل إلى 32%، ما يزيد من مخاطر التعرض للإشعاعات الشمسية.
وعلى المستوى الجيولوجي، من المرجح أن يؤدي اصطدام كويكب بحجم بينو إلى موجة صدمة هائلة، وزلازل عنيفة، وحرائق غابات واسعة، بالإضافة إلى إطلاق كميات ضخمة من الحطام إلى الغلاف الجوي، مما يفاقم التأثيرات البيئية لعقود.
وتشير تقديرات الباحثين إلى أن تأثيرات مثل هذا الاصطدام قد تستمر لسنوات، متسببةً في اضطرابات مناخية واسعة وانعدام الأمن الغذائي.
ورغم أن الدراسة لم تحدد عدد الضحايا المحتملين، فإن الباحثة لان داي، إحدى المشاركات في إعدادها، أوضحت أن التأثير سيكون مرتبطًا بموقع الاصطدام، إذ إن سقوطه في منطقة مأهولة بالسكان سيؤدي إلى خسائر بشرية هائلة.
أما الباحث أكسل تيمرمان، فقد أشار إلى أن مثل هذا الحدث قد يؤدي إلى أزمة غذائية عالمية طويلة الأمد، بسبب الأثر المدمر على المحاصيل الزراعية والنظم البيئية.
يعد بينو أحد أكثر الكويكبات التي تحظى بمراقبة دقيقة من قِبل العلماء، نظرًا لطبيعته غير المتماسكة، حيث إنه ليس جسمًا صلبًا بل كتلة من الصخور المتجمعة، وهو ما يجعله أكثر عرضة للتأثر بالقوى الخارجية. يُعتقد أن بينو هو بقايا صخرية لجسم سماوي أكبر تشكَّل في المراحل المبكرة من النظام الشمسي قبل 4.5 مليار سنة.
وفي عام 2020، قامت مركبة "أوسيريس-ريكس" التابعة لوكالة ناسا بجمع عينات من سطحه لتحليلها، في محاولة لفهم تركيبه ومساره المحتمل بشكل أفضل.
ورغم أن احتمالية اصطدام بينو بالأرض لا تتجاوز 0.037%، فإن العواقب المحتملة لهذا الحدث تستدعي اهتمامًا علميًا مستمرًا. فكما يؤكد تيمرمان، فإن وقوع مثل هذا الاصطدام قد يؤدي إلى "انعدام هائل في الأمن الغذائي على المدى الطويل"، وهو ما يجعل دراسة مسار الكويكب والبحث عن سبل للتعامل مع أي خطر محتمل أمرًا بالغ الأهمية.
aXA6IDMuMTI4LjE5Ny4xODIg جزيرة ام اند امز