حرب الغاز تشتعل.. روسيا تقطع الإمدادات عن هولندا بعد شرط الروبل
أعلنت شركة جازتيرا الهولندية، الإثنين، أن شركة جازبروم الروسية قررت وقف تسليم كميات الغاز بعد رفض الدفع بالروبل الروسي.
ورفضت شركة جازتيرا الهولندية دفع ثمن الغاز الروسي وفقًا للخطة التي اقترحتها شركة جازبروم (بالروبل).
وذكرت الشركة الهولندية أن "جازبروم قد أبلغتها بإنهاء التوريد اعتبارًا من 31 مايو/أيار، وكنتيجة، بموجب العقد الحالي، لن تتلقى 2 مليار متر مكعب من الغاز".
وأضافت الشركة الهولندية أنها لا تعرف ما إذا كانت السوق الأوروبية ستتعامل مع خسارة ملياري متر مكعب من الغاز التي كانت تمر عبرها دون "عواقب وخيمة".
وكانت هولندا أعلنت أبريل الماضي عزمها وقف استيراد الغاز الطبيعي والنفط من روسيا بنهاية العام الجاري.
وكشفت الحكومة أنها خططت لملء كل مستودعات التخزين بالبلاد قبل الشتاء. ويتم توفير نحو 15% من احتياجات هولندا من الطاقة من روسيا في الوقت الراهن.
وقالت الحكومة إنها ستتفاوض على اتفاقيات إمداد مع دول أخرى في أقرب وقت ممكن، وتعتزم أن تستورد بشكل كبير المزيد من الغاز الطبيعي المسال في المستقبل.
وسيتم توسيع محطة قائمة للغاز الطبيعي المسال في روتردام، وبناء محطة عائمة في إيمشافين في شمال البلاد. كما أعلنت الحكومة أنها ستركز على إجراءات توفير الطاقة لخفض الطلب على الغاز.
من جانبها، استهلت شركة جازبروم، عملاق الطاقة الروسية، حرب الغاز من فنلندا في 21 مايو الجاري، حيث أعلنت وقفًا كاملًا لإمدادات الغاز إلى فنلندا.
وذلك ردًا على العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وتطالب شركة جازبروم الروسية الدول الأوروبية بأن تدفع ثمن الحصول على الغاز الروسي بالروبل بسبب العقوبات المفروضة على روسيا، لكن فنلندا رفضت ذلك.
وقالت شركة جازجريد فنلاند التي تشغل نظام نقل الغاز الفنلندي في بيان، إن "واردات الغاز عبر نقطة دخول إيماترا توقفت". و"إيماترا" هي نقطة دخول الغاز الروسي إلى فنلندا.
وكانت شركة "جازوم" الفنلندية لبيع الغاز بالجملة المملوكة للدولة قد قالت الجمعة 20 مايو/أيار الجاري، إن "جازبروم" الروسية نبهت إلى توقف التدفقات اعتبارا من السبت وهو ما أكدته "جازوم" لاحقا ، وقالت في بيان "توقفت إمدادات الغاز الطبيعي لفنلندا".
في 19 مايو/أيار الجاري، قال نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، إن حوالي نصف العملاء الأجانب لشركة "جازبروم" امتثلوا لطلب الرئيس الروسي بفتح حسابات لدى مصرف "جازبروم بنك (Gazprombank JSC)".
يأتي هذا التحول في الإجراءات بعد طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس/آذار 2022 بأن يفتح المشترون الأجانب حسابات بالروبل والعملات الأجنبية في البنك لتسوية مدفوعات مشتريات الغاز الطبيعي.
لكن الشركات الأوروبية تخشى أن يؤدي ذلك إلى انتهاك العقوبات المفروضة على روسيا في أعقاب شن عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وقال "نوفاك"، في منتدى أقيم بموسكو: "أعتقد أن لدينا حوالي 54 شركة لديها عقود مع جازبروم إكسبورت". وأضاف: "وفقاً للبيانات المتوفرة لدي، فتح حوالي نصفها بالفعل حسابات خاصة في بنكنا المعتمد حسابات بالعملة الأجنبية والروبل".
وأوقفت موسكو بالفعل الإمدادات إلى بولندا وبلغاريا لعدم الامتثال.
وانقسم الاتحاد الأوروبي، الذي استورد العام الماضي نحو 40% من غازه من روسيا، بشأن طلب بوتين.
وأبلغ التكتل الدول الأعضاء أن آلية الدفع المقترحة تنتهك العقوبات، ومع ذلك لا يوجد شيء مكتوب من المفوضية الأوروبية يمنع الشركات صراحة من الدفع لشركة جازبروم بموجب القواعد الجديدة.
ومن جانبها، تتوقع وزارة الاقتصاد الروسية أن ينخفض إنتاج الغاز 5.6 % إلى 720.9 مليار متر مكعب هذا العام. ومن المتوقع أن تنخفض صادرات الغاز عبر خطوط الأنابيب بنسبة 10% لتصل إلى 185 مليار متر مكعب، على الرغم من أنه من المتوقع أن تنمو شحنات الغاز الطبيعي المسال بنسبة 5.5% لتصل إلى 30.7 مليون طن.
ومن المقرر أن تتواصل خلال اليوم والأيام التالية المحادثات، التي تدفع باتجاه فرض حظر على النفط الروسي المنقول بحرا بحلول مطلع العام المقبل.
وعلقت وكالة "بلومبرج" للأنباء بأن حظر النفط سيعيد المخاطر لصناعة الطاقة الأوروبية بعد فترة من الهدوء النسبي للغاز. وأضافت أنه يبدو أن السوق تجاوز أسوأ المخاوف بشأن الإمدادات الروسية في الوقت الراهن، بعد امتثال غالبية المشترين لطلب موسكو لتلقي مدفوعات الوقود وفقا لآلية جديدة.