«فوضى الشوارع» في أمريكا.. تمويل خفي يُعيد رسم المشهد الداخلي

كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية عن تقرير جديد وُصف بأنه "الأخطر من نوعه"، يتهم شبكة من المليارديرات والمنظمات غير الربحية -وعلى رأسها مؤسسة الملياردير الأمريكي جورج سوروس- بالوقوف وراء ما سماه "فوضى الشوارع" في الولايات المتحدة.
واتهم التقرير تلك المؤسسات، بتمويل حركات يسارية متطرفة ومنظمات تعمل ظاهريًا في مجال الدفاع عن المشردين.
يحمل التقرير عنوان "تم الاختراق: السيطرة الأيديولوجية على نشاط الدفاع عن المشردين"، وقد أعدّه مركز الأبحاث المحافظ كابيتال ريسيرش سنتر، وسلّمه شخصيًا إلى البيت الأبيض الباحث والصحفي المقيم في سياتل جوناثان تشو، المعروف بتتبّعه للنشاطات اليسارية في الساحل الشمالي الغربي للولايات المتحدة.
ويزعم التقرير، المؤلف من 113 صفحة، أن قطاع الخدمات الاجتماعية المخصص للمشردين في أمريكا قد "اختُطف" من قبل منظمات راديكالية تستخدم الأموال الحكومية والتبرعات الخيرية لتغذية أجندات سياسية، بدلًا من مساعدة المحتاجين على الخروج من الشوارع.
ووفقًا للتقرير، حوّلت هذه الجمعيات، المحمية بوضعها القانوني كمنظمات غير ربحية، مليارات الدولارات من أموال الضرائب إلى حملات مناهضة للشرطة، ومبادرات مقاومة لقوانين مكافحة المخدرات، ومشاريع تدعم ما يسميه التقرير بـ"الحركات المتطرفة المناهضة للدولة".
منظمات في دائرة الاتهام
أشار التقرير إلى عدد من الكيانات والمنظمات التي وصفها بأنها "بوابات أيديولوجية" تربط بين نشاط الدفاع عن المشردين والجناح اليساري المتطرف.
كما تناول التقرير مؤسسات كبرى مثل فورد وهيلتون وتايدز، بالإضافة إلى مؤسسة المجتمع المفتوح التي يديرها جورج سوروس، متهمًا إياها بتمويل دعاوى قانونية ضد قرارات حظر التخييم في الأماكن العامة وضد ممارسات إنفاذ القانون، معتبرًا أن هذه الخطوات تأتي ضمن "خطة أوسع لتعزيز أجندات سياسية متطرفة".
تمويل غير مباشر لحركة "أنتيفا"
وفي تصريحات للصحيفة، قال الباحث جوناثان تشو: "ما لا يدركه المواطن الأمريكي هو أن أموال الضرائب تمر عبر هذه الجمعيات الخيرية لتصل في نهاية المطاف -بطريقة غير مباشرة- إلى حركة (أنتيفا)".
وأوضح تشو أنه بدأ يشك بوجود هذه الروابط في أثناء تغطيته لحملة "أوقفوا الإخلاء في سياتل"، حين لاحظ أن المتطوعين الذين يشاركون في تلك الحملة هم أنفسهم الذين يظهرون في احتجاجات (أنتيفا).
وأضاف: "بدأنا نربط الخيوط، ووجدنا أن العديد من ناشطي (أنتيفا) يستخدمون هذه المنظمات كغطاء لأنشطتهم الميدانية".
تقرير يشعل الجدل
نشر التقرير يوم الجمعة، مرفقًا بمقدمة كتبها الناشط المحافظ كريستوفر روفو، وتضمن قوائم بأسماء عشرات المنظمات العاملة في مجال المشردين من ولاية ماين شرقًا إلى كاليفورنيا غربًا. وقد أثار صدوره ضجة كبيرة في الأوساط اليمينية، التي عدته دليلًا على وجود ما وصفوه بـ"المجمّع الصناعي للمشردين" - وهو نظام يستفيد من استمرار الأزمة الاجتماعية بدلًا من حلّها.
ودعا التقرير إلى مراجعة شاملة لمصادر تمويل الجمعيات المنخرطة في القضايا السياسية، وإعادة تركيز برامج المشردين على "العلاج والمساءلة وإنفاذ القانون"، بالإضافة إلى التحقيق في الروابط بين المنظمات المعفاة من الضرائب والشبكات المتطرفة.
موقف ترامب وردود الفعل
استغل الرئيس دونالد ترامب الاجتماع لتجديد دعوته إلى حملة اتحادية واسعة ضد ما سماه "التطرف اليساري"، قائلًا: "لقد هددونا طويلاً، لكننا سنكون أكثر تهديدًا لهم - بمن فيهم من يمولونهم".
وناقش ترامب خلال الاجتماع إمكانية نشر قوات الحرس الوطني في مدن مثل بورتلاند وشيكاغو وممفيس لـ"حماية الأمن العام"، ملوّحًا بتفعيل قانون مكافحة التمرد الذي لم يُستخدم منذ أحداث لوس أنجلوس عام 1992.
من جانبها، نفت مؤسسة جورج سوروس جميع الاتهامات، ووصفتها بأنها "ادعاءات باطلة ذات دوافع سياسية"، مؤكدة أنها لا تموّل ولا تدعم أي احتجاجات عنيفة. كما رفضت مؤسسات فورد وهيلتون وتايدز المزاعم التي وردت في التقرير، معتبرة أن دعمها يهدف إلى "تعزيز العدالة الاجتماعية ومساعدة الفئات المهمشة".
ورغم ما شهدته الأشهر الأخيرة من تصاعد في أعمال العنف المنسوبة إلى مجموعات يسارية، فإن دراسات متعددة تشير إلى أن الجماعات اليمينية المتطرفة ما تزال مسؤولة عن الجزء الأكبر من الحوادث ذات الدوافع السياسية في الولايات المتحدة.