القضاء التركي لا يزال ينظر دعاوى قضائية لمشتبه بهم يصل عددهم إلى 69 ألفًا و567 شخصًا.
كشف كاتب تركي أن سلطات الرئيس رجب طيب أردوغان، تجري تحقيقات سرية مع أكثر من 150 ألف شخص؛ بزعم انتمائهم لجماعة رجل الدين فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير المحاولة الانقلابية المزعومة صيف العام 2016.
جاء ذلك بحسب ما ذكره صايغي أوزتُرك، كاتب صحيفة "سوزجو" التركية المعارضة، في مقال نشرته الصحيفة، الثلاثاء، أشار فيه إلى أن التحقيقات طالت كل من له صلة بالجماعة.
- انهيار الليرة يصيب مؤشر تكلفة المباني التركية بالجنون
- خبايا النظام التركي.. باباجان يفضح فساد أردوغان بالأرقام
ولفت الكاتب إلى أن هناك 6 آلاف و502 معتقل لا يزالون معتقلين، ولم تعدّ بعدُ النيابة العامة مذكرات لعرضهم على القضاء حتى الآن، إلى جانب وجود 22 ألفًا و700 شخص صادرة بحقهم أحكام قضائية بالفعل.
وأشار إلى أن التحقيقات السرية تجري مع 152 ألفًا و399 آخرين ممن يشتبه في وجود علاقة لهم بغولن.
وأوضح أوزتُرك أن القضاء التركي لا يزال ينظر دعاوى قضائية لمشتبه بهم يصل عددهم إلى 69 ألفًا و567 شخصًا.
الكاتب بيّن في مقاله أنه تم صدور أحكام في دعاوى خاصة بـ268 ملفًا، تم الإفراج عن 695 مشتبها به بشروط، من بين ألف و804 مشتبهين بهم”.
وأشار إلى أن الأحكام تنوعت بين السجن المؤبد المشدد بحق ألف و216 متهمًا، والمؤبد في حق ألف و97 متهمًا، والسجن لمدة تتراوح بين عام واحد و20 عامًا بحق ألف و491 متهمًا.
بينما تم صدور الحكم بالبراءة في حق ألفين و621 متهمًا، فيما لم تصدر أحكام بحق 525 متهمًا، ليكون الإجمالي صدور أحكام في حق 3 آلاف و804 متهمًين، وبراءة ألفين و621 آخرين.
وذكر كذلك، "أن نظام أردوغان قام عقب المحاولة الانقلابية بفصل 3 آلاف و926 قاضيا ومدعيا عاما، فيما أحال للتقاعد 133 منهم بعد اعترافهم بصلتهم بجماعة غولن".
ويزعم الرئيس، أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية"، أن غولن متهم بتدبير المحاولة الانقلابية، وهو ما ينفيه الأخير بشدة.
فيما ترى المعارضة التركية أن أحداث ليلة 15 يوليو/تموز كانت "انقلاباً مدبراً" لتصفية المعارضين من الجنود وأفراد منظمات المجتمع المدني.
وتشن السلطات التركية بشكل منتظم حملات اعتقال طالت الآلاف منذ المحاولة الانقلابية، تحت ذريعة الاتصال بجماعة غولن.
وأمس الإثنين، أعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أن عدد من تم فصلهم من التشكيلات الأمنية المختلفة بوزارة الداخلية، منذ العام 2013 لما بعد محاولة الانقلاب المزعومة عام 2016، بلغ 33 ألف شخص، بزعم صلتهم بغولن.
وفي 10 مارس/آذار الماضي، كشف الوزير، عن توقيف 511 ألف شخص، اعتقل منهم 30 ألفا و821، في إطار العمليات التي استهدفت جماعة غولن، وحزب العمال الكردستاني، منذ المحاولة الانقلابية المزعومة.
وبحلول 3 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الوزير ذاته أن عدد المعتقلين في عام 2018 بلغ 750 ألفا و239 شخصا، بينهم أكثر من 52 ألفا فقط بشبهة الانتماء إلى غولن.
وفضلا عن هذه الأرقام، ذكر تقرير نشرته وكالة "رويترز" في وقت سابق، أنه منذ المحاولة الانقلابية وحتى الآن تم اعتقال أكثر من 77 ألف شخص، وفصل 150 ألف موظف عمومي وعسكري من وظائفهم بزعم صلتهم بغولن.
يذكر أن المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، إلى جانب المنظمات المحلية المعنية بحقوق الإنسان في تركيا كشفت عبر تقارير موثقة عن انتهاكات حكومة أردوغان في مجال حقوق الإنسان، خاصةً في إطار تحقيقات مسرحية الانقلاب.