وفد مجلس الأمن على حدود غزة.. جهود إماراتية لا تتوقف لإغاثة القطاع
حراك إماراتي متواصل لدعم وقف الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وزيادة المساعدات الإنسانية التي تصل القطاع.
وضمن هذا الحراك، لجأت دولة الإمارات إلى خطوة رائدة وغير مسبوقة لدفع جهودها قدما، باتجاه إقناع المجتمع الدولي باتخاذ خطوات فعلية لوقف الحرب الدائرة منذ أكثر من شهرين، حيث دعت بالتعاون مع مصر مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لزيارة معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة لإطلاعهم مباشرة على الحاجة الماسة لوقف إطلاق النار وزيادة المساعدات الإنسانية .
وتأتي تلك الخطوة بعد 3 أيام من إخفاق مجلس الأمن الدولي، الجمعة الماضي، في اعتماد مشروع قرار إماراتي بوقف إنساني لإطلاق النار في قطاع غزة بعد موافقة 13 عضوا وامتناع بريطاني ورفض أمريكي.
كما تم بالتزامن مع زيارة وفد مجلس الأمن الدولي افتتاح دولة الإمارات العربية المتحدة 3 محطات لتحلية مياه البحر في مدينة رفح المصرية، ضمن عملية "الفارس الشهم 3" لإغاثة أهالي غزة.
أيضا تأتي زيارة الوفد الأممي غداة توجه 10 متطوعات من المجال الطبي من الإمارات إلى قطاع غزة للانضمام إلى المستشفى الميداني المتكامل الذي أقامته داخل قطاع غزة لتقديم العلاجات والإسعافات الطبية اللازمة للأشقاء الفلسطينيين في القطاع.
كذلك تأتي زيارة وفد مجلس الأمن قبيل يوم من عقد الجمعية العامة للأمم المتحدة دورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة حول فلسطين غدا الثلاثاء.
خطوات إنسانية ودبلوماسية إماراتية متتالية لا تتوقف لإغاثة غزة من جانب وحلحلة موقف المجتمع الدولي لوقف الحرب وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع من جانب آخر.
مجلس الأمن على حدود غزة
ووصل وصل مندوبو عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي الاثنين إلى مدينة العريش المصرية على متن طائرة إماراتية، وبدعوة من الإمارات العضو العربي الوحيد بمجلس الأمن الدولي ومصر.
وتأتي الزيارة غير الرسمية التي تستمرّ يومًا واحدًا في خضمّ أزمة إنسانية متفاقمة في قطاع غزة الذي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنه "مقبرة للأطفال".
ومن المقرر أن يزور الوفد الأممي مستشفى العريش لزيارة عدد من الجرحى الفلسطينيين كما سيتوجه إلى الجانب المصري من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة.
ويشارك في الزيارة أكثر من 10 سفراء دول بينها روسيا والمملكة المتحدة التي امتنعت من التصويت على مشروع القرار الداعي لوقف إطلاق النار.
وغاب مندوب الولايات المتحدة التي استخدمت حق النقض (الفيتو) يوم الجمعة الماضي ضد مشروع قرار طرحته الإمارات، ومثله فعل مندوب فرنسا.
وقالت السفيرة لانا زكي نسيبة المندوبة الإماراتية لدى الأمم المتحدة إن بعض الدول تشارك في الزيارة "بصفة وطنية وشخصية"، موضحة أن الزيارة تهدف إلى مساعدتهم "ليس فقط على فهم المعاناة والدمار الذي يعيشه سكان غزة، ولكن أيضًا أملهم وقوَّتهم".
افتتاح 3 محطات تحلية
وبالتزامن مع الزيارة، افتتحت دولة الإمارات العربية المتحدة 3 محطات لتحلية مياه البحر في مدينة رفح المصرية، ضمن عملية "الفارس الشهم 3" لإغاثة أهالي غزة.
وحضر افتتاح المحطات الـ3، التي تعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى 600 ألف غالون من الماء يوميًا، أعضاء من مجلس الأمن الدولي.
وجرى تشغيل المحطات الـ3 من الجانب المصري، من خلال مد الأنبوب عبر الحدود، لتزويد قطاع غزة بالماء يوميًا.
يأتي ذلك ضمن عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني، التي أمر بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
حراك متواصل
تأتي دعوة وفد من مجلس الأمن الدولي إلى حدود غزة لإطلاعهم على الوضع الإنساني عن قرب، وإطلاعهم على جهود الإمارات الإنسانية لدعم القطاع في إطار جهود الإمارات لحلحلة موقف مجلس الأمن الدولي من تلك القضية.
ومنذ تجدد التصعيد بغزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقد مجلس الأمن 11 جلسة حول القضية الفلسطينية والوضع في غزة، لم يمر أي منها دون أن تسجل دولة الإمارات رسائل قوية داعمة للقضية الفلسطينية وأهل غزة، إضافة إلى سعيها لدعم جهود السلام وتخفيف حدة التصعيد.
أحدث تلك الجلسات تم عقدها يوم الجمعة الماضي، لبحث مشروع قرار إماراتي يدعو إلى "وقف إطلاق نار" في قطاع غزة، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت حق النقض "الفيتو" ضدّ القرار.
وصوّتت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لصالح مشروع القرار الذي طرحته الإمارات وحظي بدعم عشرات الدول غير المنضوية في مجلس الأمن، ومنظمات دولية وإنسانية.
في المقابل، امتنعت المملكة المتحدة عن التصويت، بينما عارضت الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل، المشروع واستخدمت الفيتو، ما أدى إلى إسقاطه.
بعد التصويت على مشروع القرار المقدم من بلاده، أعرب محمد أبوشهاب نائب المندوبة الدائمة للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، عن خيبة أمل بلاده بشأن نتيجة التصويت.
وتساءل "ما هي الرسالة التي نوجهها للشعب الفلسطيني إن لم نتمكن من الاتحاد وراء نداء يدعو للكف عن قصف غزة بلا هوادة؟".
ومن بين تلك الجلسات الـ11 في مجلس الأمن 6 اجتماعات تم عقدها بطلب من دولة الإمارات، حرصت خلالها على إتاحة المجال لأعضاء المجلس الاستماع إلى إحاطات من مسؤولين أمميين وآخرين في المجال الإنساني، كشفت حقائق الوضع الإنساني المأساوي في غزة.
إحاطات كان لها الأثر الكبير في حلحلة مواقف أعضاء مجلس الأمن الدولي، وصولا إلى اتخاذ أول قرار أممي بشأن الوضع في غزة يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
في ذلك الاجتماع، خرج مجلس الأمن عن صمته منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، بإصدار قرار يدعو إلى «هدنات وممرات إنسانية» في قطاع غزة.
كما بعثت رسائل عدة للعالم خلال تلك الاجتماعات تعبر عن رؤيتها لحل الأزمة، وترسم من خلالها خارطة طريق لنشر السلام بشكل مستدام عبر حل القضية من جذورها، بالتوصل لحل سياسي يفضي إلى قيام دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في وئام وسلام.
وعبر جميع تلك الجلسات، قدمت دولة الإمارات مطالب عاجلة تتعلق بالأزمة الراهنة، إضافة إلى روشتة لتحقيق سلام مستدام، أبرزها مطالبتها بوقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكلٍ آمن وعاجل ومستدام ودون عوائق.
كما طالبت بحماية جميع المدنيين واحترام القانون الإنساني (وقف القتل وإطلاق سراح جميع الرهائن)، إضافة إلى رفض التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم، احتراما للقانون الدولي الإنساني.
حراك دبلوماسي إماراتي متواصل في أروقة مجلس الأمن الدولي، سعيا نحو وضع حد لحرب غزة وحماية المدنيين وإيجاد أفق للسلام، يأتي امتدادا للدعم الإماراتي التاريخي للقضية الفلسطينية عبر الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، والذي يعد أحد ثوابت السياسة الخارجية الإماراتية منذ تأسيسها عام 1971.
جلسة استثنائية
أيضا تأتي زيارة وفد مجلس الأمن قبيل يوم من عقد الجمعية العامة للأمم المتحدة الجلسة العامة الخامسة والأربعين للدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة حول: "الأعمال الإسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وبقية الأرض الفلسطينية المحتلة".
وقال دبلوماسيون، إنه من المرجح أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة، الثلاثاء، على "مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في الصراع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس بقطاع غزة".
وتناقش الجمعية العامة، في جلسة استثنائية طارئة، مشروع القرار الجديد الذي قدمته مجموعة الدول العربية والذي يطالب بـ"وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن، والتزام جميع الأطراف بالقانون الدولي".
وتأتي هذه الخطوة بعد استخدام الولايات المتحدة يوم الجمعة حق النقض (الفيتو) ضد مطلب مماثل في مجلس الأمن الدولي.
وتلزم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالقرارات الصادرة عن مجلس الأمن، بينما لا تُعَد القرارات الصادرة عن الجمعية العامة ملزمة لكنها وسيلة لحشد التأييد الدولي.
وفي أكتوبر/تشرين الأول اعتمدت الجمعية العامة قرارا، بتأييد 121 صوتا من بينها الإمارات مقابل 14 صوتا رافضا وامتناع 44 عن التصويت، يدعو إلى "هدنة إنسانية فورية دائمة ومستدامة تفضي إلى وقف الأعمال العدائية".
ملحمة إنسانية
جهود إماراتية تتواصل ضمن ملحمة سياسية وإنسانية يقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لدعم غزة والقضية الفلسطينية.
وتتواصل حاليا عملية «الفارس الشهم 3» التي أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، العمليات المشتركة في وزارة الدفاع ببدئها لدعم الشعب الفلسطيني في غزة، ضمن مبادرات إنسانية ودبلوماسية عديدة لدعم القطاع.
وأرسلت دولة الإمارات حتى اليوم، 103 طائرات وسفينة شحن واحدة تحمل 5857 طنا من المساعدات الإغاثية، في إطار تلك العملية.
وتواصل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي توزيع طرود المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة على أهالي قطاع غزة، ضمن العملية.
وزعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي 1679 طرداً غذائياً على الأهالي في شرق محافظة رفح وذلك ضمن عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية، التي أطلقتها دولة الإمارات لدعم الأشقاء الفلسطينيين.
وتضمنت العملية توزيع 500 طرد في منطقة حي التنور و500 طرد في منطقة حي النصر إضافة إلى 500 طرد آخر في حي خربة العدس.. فيما تم توزيع 179 طردا في منطقة المستشفى الميداني.
ووصل إجمالي عدد المستفيدين من الطرود الغذائية التي وزعها فريق هيئة الهلال الأحمر 10242 مستفيدا.
وإلى جانب ذلك تم تركيب 25 خيمة إيواء استفاد منها عدد 150 مستفيداً.
وقررت دولة الإمارات في إطار تلك العملية -أيضا- إقامة مستشفى ميداني إماراتي متكامل داخل القطاع، والذي جرى تدشينه في 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وباشر الفريق الطبي الإماراتي المختص في المستشفى الميداني في قطاع غزة، والذي يضم كوادر متخصصة ومؤهلة في المجالات والفروع الطبية المختلفة، تقديم خدماته العلاجية لأبناء القطاع.
وغادرت 10 متطوعات من المجال الطبي من الإمارات، الأحد، متجهات إلى قطاع غزة للانضمام إلى المستشفى الميداني المتكامل الذي أقامته دولة الإمارات داخل قطاع غزة لتقديم العلاجات والإسعافات الطبية اللازمة للأشقاء الفلسطينيين في القطاع.
كما وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية في مستشفيات الدولة.
كذلك وجه باستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم. ووصلت بالفعل عدة دفعات من الأطفال المصابين ومرضى السرطان في إطار تلك المبادرات.
وكانت دولة الإمارات قد أطلقت حملة لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين المتأثرين من الحرب في قطاع غزة، تحت شعار «تراحم من أجل غزة» بمشاركة المؤسسات الإنسانية والخيرية ومراكز التطوع والقطاع الخاص وأطياف المجتمع كافة في الدولة، ووسائل الإعلام.
aXA6IDMuMTQ0LjI5LjIxMyA=
جزيرة ام اند امز