بعد اشتباكات طرابلس.. أزمة مليشيات ليبيا تحت مجهر مجلس الأمن

اشتباكات عنيفة شهدتها العاصمة الليبية في هزة عميقة تبعثر جوهر توازن هش، وتعيد ملف المليشيات المعقد إلى طاولة مجلس الأمن الدولي.
وفي أعقاب الاشتباكات الدموية التي حاصرت طرابلس، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لحوار جاد بين الأطراف الليبية.
كما عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، جلسة طارئة حول الاشتباكات والأوضاع في ليبيا، تضمنت إحاطة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان.
طرابلس الليبية تلتقط أنفاسها.. ومطالبات بحكومة موحّدة
دعوة أممية للحوار
ودعا غوتيرش جميع الأطراف في طرابلس الليبية إلى اتخاذ خطوات عاجلة للحفاظ على الهدنة والبناء عليها من خلال الحوار.
وشدد على أن وتيرة التصعيد المتسارعة، والتي شملت انخراط مجموعات مسلحة من خارج المدينة واستخدام نيران المدفعية الثقيلة في أحياء مكتظة بالسكان، كانت مقلقة للغاية.
كما أعرب المسؤول الأممي عن حزنه العميق من مقتل ما لا يقل عن 8 مدنيين في الاشتباكات الأخيرة، مذكرا جميع الأطراف بالتزاماتهم بحماية المدنيين.
أيضا، دعا الأطراف الليبية إلى الانخراط في حوار جاد وبنوايا حسنة لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع، مشددا على استعداد الأمم المتحدة لتقديم مساعيها الحميدة لتيسير التوصل إلى اتفاق يمهّد الطريق نحو سلام واستقرار دائمين في ليبيا.
عملية سياسية
خلال الجلسة، أكد نائب المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة، جيمس كاريوكي، أن أحداث طرابلس تؤكد الحاجة إلى عملية سياسية موثوق بها بتيسير أممي توفر السلم الدائم لشعب ليبيا.
كما أعرب عن قلق بلاده إزاء تصاعد العنف في طرابلس واستخدام الأسلحة الثقيلة في الأحياء المأهولة مما أدى لضحايا مدنيين، مرحبا في الآن نفسه بوقف إطلاق النار ودعا لاحترامه الكامل وغير المشروط.
تحقيقات «الجنائية الدولية»
بدورهم، أعرب ممثلو عدد من الدول عن موقفهم من الاشتباكات في طرابلس، وتحقيقات المحكمة الجنائية الدولية بالخصوص.
وأكدت ممثلة الدنمارك في مجلس الأمن، كريستينا ماركوس لاسن، عن دعم استمرار تحقيقات مكتب المدعي العام للجنائية الدولية بشأن الانتهاكات بليبيا.
فيم عبر ممثل باكستان، عاصم افتخار أحمد، عن قلق بلاده بشأن التصعيد الأخير في ليبيا، ودعا لحوار شامل وجامع لكل الأطراف هناك.
أما نائب الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة توفيق قودري، فقد أعرب عن قلق بلاده الشديد من الأوضاع في ليبيا والاشتباكات الأخيرة في العاصمة طرابلس.
كما جدد مناشدة الليبيين إجراء الحوار بعيدا عن الانقسام، مؤكدا أن ولاية الجنائية الدولية في ليبيا يجب أن تتم بالتكامل مع السلطات القضائية هناك وليس بعيدا عنها.
أما القائم بأعمال الممثل الأمريكي البديل لدى الأمم المتحدة، السفير جون كيلي، فدعا السلطات الليبية لضمان محاسبة رموز نظام القذافي، مشككا في قدرات الجنائية الدولية ورغبتها في تحقيق تقدم بالخصوص.
إمبراطور التهريب
من جهته، أكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، أن «هناك ما يمكن وصفه بصندوق أسود للمعاناة على ساحل البحر المتوسط في ليبيا، يسمع فيه بكاء الفئات الأكثر هشاشة»، مشيرا إلى حصولهم على أدلة من شهود وناجين عاشوا وقبعوا في مراكز الاحتجاز.
ولفت خان إلى «توقيف المليشياوي الليبي البارز أسامة انجيم في إيطاليا بناءً على مذكرة توقيف من مكتبه، إلا أنه أعيد تسليمه إلى ليبيا للمكان الذي يُتهم بارتكابه فيه جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بما في ذلك التعذيب».
وأشار خان إلى أن «العديد سجنوا بسبب معتقداتهم الدينية وآرائهم، وهناك سخط في صفوف الضحايا بسبب عودة انجيم إلى ليبيا»، داعيا النائب العام الليبي الصديق الصور إلى توقيف انجيم وتسليمه إلى الجنائية الدولية.
جرائم المليشيات
شدد خان على ضرورة إنهاء الصمت حول الجرائم التي ترتكب في ليبيا، حتى تتخلص من الظلام المحيط بهذه المليشيات.
وأوضح خان أن مكتبه يتابع عددا من قادة المليشيات لبحث لأي مدى من الممكن أن يصل بهذه التحقيقات، مشيرا إلى أن مكتبه سيصدر عدة مذكرات توقيف بحق أشخاص إضافيين بشأن جرائم ارتكبت في مراكز الاحتجاز.
وأكد أنه على من يرتكبون جرائم في ليبيا أن يعلموا بأنه لا توجد فجوة بين ما يحدث في ليبيا والمحكمة الجنائية الدولية.
وتابع خان أن فريقه يواجه تحديات ضخمة تتعلق بالأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا تؤثر على عمل المحكمة الجنائية الدولية، إلا أن المكتب سيواصل عمله لإنفاذ القانون.
وشهدت العاصمة الليبية طرابلس، خلال الأيام الماضية، اشتباكات دامية أسفرت عن عدد من الضحايا غالبيتهم من المدنيين، وتدمير في البنى التحتية وممتلكات المواطنين.
aXA6IDMuMTcuMTU2LjExNCA= جزيرة ام اند امز