"سيلفي الحياة البرية" يهدد الحيوانات
المشاهير أسهموا في شهرة سيلفي الحياة البرية مثل صور لاعب التنس روجر فيدرير والممثلة الأسترالية مارجو روبي مع حيوان الكوكا في أستراليا.
أبدى عدد من الخبراء قلقهم من سعى كثيرين لالتقاط صور "سيلفي" مع الأحياء البرية؛ إذ يرون أن بحث المشاهير عن اللقطة المثالية قد يؤثر على سلوك الحيوانات.
وقال فيليب سيدون، مدير برنامج إدارة الحياة البرية بجامعة أوتاجو النيوزيلندية: "نفقد احترامنا للحياة البرية، لا نفهم البرية على الإطلاق"، مشيرًا إلى أن التقاط سيلفي الحياة البرية يؤذي الحيوانات، ويسبب إجهادا بدنيا ونفسيا لها، بل يدفعها لمقاطعة عادات التغذية، مبديا تخوفه من تسبب طريقة التصوير هذه في تقليص معدلات الولادة.
ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن سيدون قوله إن "مشكلة التقاط سيلفي الحياة البرية هو ظهورها دون سياق، ما يتسبب في ضياع الرسالة الحقيقية حتى وإن كان مفادها تشجيع حماية الحياة البرية، لأن كل ما يراه الناس هو شخص يحتضن بطريق أحد الكائنات الحية، ويريد فعل نفس الشيء أيضا".
يتعامل "سيدون" مع مخاوفه بشكل جاد جدا لدرجة أنه منع طلابه من نشر صورهم عبر حسابات التواصل الاجتماعي أثناء دراستهم وعملهم مع الأحياء البرية المحلية، خشية أن تؤخذ تلك الصور بعيدا عن سياقها وتسهم في زيادة التقاط "سيلفي" مع الحيوانات البرية عبر الإنترنت.
منذ عامين اكتشف باحثون من الجمعية العالمية لحماية الحيوانات يحللون "سيلفي الحياة البرية"، في تقرير صدر 2017، أن هناك زيادة 292% في أعداد سيلفي الحياة البرية المنشور عبر "إنستجرام" خلال الفترة بين 2014 و2017، ووصفوا 40% من الصور المنشور بأنها "سيلفي سيء"، بمعنى أن شخصا ما يحتضن أو يحمل أو يتفاعل بشكل غير لائق مع حيوان بري.
وعرف الباحثون "السيلفي الجيد" بالصورة التي لا يوجد فيها تواصل بين الحيوان والإنسان، ولا يحدث فيها تقييد أو احتجاز للحيوان بهدف استخدامه كركيزة للصورة.
اعتبرت "الجارديان" أن المشاهير أسهموا في شهرة سيلفي الحياة البرية، مثل صور لاعب التنس روجر فيدرير والممثلة الأسترالية مارجو روبي مع حيوان الكوكا في أستراليا، وجاستن بيبر مع نمر، وكيم كارديشان مع فيل، وتايلور سويفت مع كنجر.
وفي نيوزيلندا، أمسكت السلطات بسائحين يرقصون مع أسود البحر المعرضة لخطر الانقراض لالتقاط سيلفي، أو يطاردون البطريق النادر أصفر العينين، أو يحاولون معانقة طائر الكيوي الخجول والمنعزل.