«أشباه الموصلات».. أزمة تعطل مسار العالم إلى المستقبل
وسط تنامي السباق العالمي على ريادة الذكاء الاصطناعي ومنتجاته العصرية، تتسع دائرة المخاوف من استمرار أزمة نقص الرقائق لتنذر بقيود على النمو المنشود بقطاع التكنولوجيا المتقدمة.
طلب متصاعد.. مهدد!
وتوقعت شركة فوكسكون Foxconn التايوانية للإلكترونيات زيادة الإقبال على منتجات الذكاء الصناعي خلال 2023.
لكن في الوقت ذاته أشارت فوكسكون، التي تعد أكبر شركة لتجميع أجهزة آيفون وتصنيع المنتجات الإلكترونية، إلى أن استمرار التوترات الجيوسياسية سيؤثر في طلب المنتجات الاستهلاكية، كما أوردت "فوربس".
وقال رئيس مجلس إدارة الشركة ليو يونغ واي، الأحد "قمنا بعمل جيد العام الماضي رغم تعرضنا لعملية شطب كبير في الربع الأول".
وأشار إلى شطب في القيمة الدفترية تتعلق بحصة فوكسكون البالغة 34% في شركة "شارب Sharp" اليابانية لصناعة الإلكترونيات.
فيما تراجعت أسهم الشركة بنسبة 2.4% منذ بداية العام، كما انخفضت إيرادات فوكسكون في الربع الأخير من العام الماضي بنسبة 5.4% على أساس سنوي إلى 1.851 تريليون دولار تايواني (59.7 مليار دولار أمريكي)، بسبب تباطؤ الطلب في السوق.
وأضاف ليو للصحفيين على هامش الحفل السنوي لموظفي الشركة في تايبه "فيما يتعلق بتوقعات العام الحالي، أعتقد أنها ستكون أفضل قليلاً من العام الماضي".
وكانت الشركة قد اتفقت مع إنفيديا الأمريكية في أكتوبر/تشرين الأول على إنشاء مراكز عملاقة لتطوير الذكاء الصناعي، إذ تسعى إلى دخول عالم إنتاج قائمة كبيرة من الإلكترونيات الأخرى، بينها السيارات الكهربائية.
- أوراق بحثية صنيعة «ChatGPT» وأخواته.. قمامة علمية
- بايدن ومهمة تحسين الاقتصاد الأمريكي.. «الرقائق» سلاح استراتيجي
ضعف مبيعات الهواتف الذكية
ذكرت فوكسكون أن إيرادات الربع الأخير من منتجاتها الإلكترونية الاستهلاكية الذكية، بما في ذلك الهواتف الذكية، كانت "ضعيفة" على أساس سنوي بسبب تباطؤ الطلب في السوق.
توقعت شركة أبل Apple، الخميس الماضي، انخفاضا في مبيعات آيفون، فيما بلغت إيراداتها الإجمالية المستهدفة نحو 6 مليارات دولار في عام 2024 الجاري، نتيجة تضرر أعمالها في الصين.
على الرغم من أن أبل سجلت إيرادات بقيمة 119.6 مليار دولار، وبلغت ربحية السهم 2.18 دولار أو (33.9 مليار دولار من إجمالي صافي الدخل) في فترة الثلاثة أشهر الأخيرة من عام 2023، متجاوزة متوسط تقديرات المحللين البالغة 118 مليار دولار من المبيعات.
ولكن تزيد مخاوف المحللين من أن آيفون بدأ يفقد قوته في السوق الآسيوية، حيث يشتري المستهلكون هواتف قابلة للطي وهواتف أخرى من هواوي، مدعومة بشريحة صينية الصنع.
أمريكا تستبق بتحفيز ضخم
أما على مسار تعزيز الهيمنة الأمريكية في مجال صناعة أشباه الموصلات، فيعتزم الرئيس جو بايدن منح دعمٍ بمليارات الدولارات للشركات الكبرى المنتجة للرقائق بالولايات المتحدة.
وتُعد صناعة أشباه الموصلات «الرقائق» ركيزة استراتيجية لتعزيز جاهزية الدول للمستقبل، وسط عصر الثورة الصناعية الرابعة ومتغيراته الحيوية.
ومن المتوقع أن تعلن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قريباً عن إعانات جديدة بمليارات الدولارات لشركات صناعة الرقائق، بما فيها "إنتل" و"تايوان لتصنيع أشباه الموصلات"، كجزء من جهود إعادة توجيه الإنتاج إلى الوطن، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال".
هذه المنح، التي يمكن تقديمها في الأسابيع المقبلة، تعد جزءاً من قانون تصنيع الرقائق، الذي يهدف إلى إعادة شركات صناعة الرقائق إلى كنف الولايات المتحدة.
كما تهدف الإعانات المرتقبة إلى تحفيز تصنيع أشباه الموصلات المتقدمة التي تعمل على تشغيل الهواتف الذكية والذكاء الاصطناعي ونظم الأسلحة، وفقاً للصحيفة الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين تنفيذيين في الصناعة مطلعين على المفاوضات.
وستكون هذه الإعانات جزءاً من قانون بايدن للرقائق والعلوم الذي يخصص 53 مليار دولار لمساعدة صانعي الرقائق على إنشاء مصانع جديدة لتصنيع الرقائق، والمعروفة أيضاً باسم «فابس» في الولايات المتحدة.
وتهدف المصانع إلى مساعدة الولايات المتحدة على التخلص من اعتمادها على مصانع الرقائق الأجنبية، على أمل تحسين الاقتصاد الأمريكي.
ميتا تسعى لجمع 600 ألف شريحة
فيما قام مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا Meta»، قبل أيام بالكشف عن عدد وحدات الرقائق التي ستمتلكها Meta بحلول نهاية عام 2024، وقد تصل فاتورة كل هذا إلى 18 مليار دولار، بناءً على تقديرات المتخصصين.
وأوضح زوكربيرغ في مقطع فيديو قصير صدر الخميس 18 يناير/كانون الثاني الماضي: "نحن نبني كمية هائلة من البنية التحتية" لدعم جهود ميتا المزدهرة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ولتحقيق هذه الغاية ستشتري شركة Meta نحو 350 ألف وحدة من الرقائق من إنتاج Nvidia H100 بحلول نهاية عام 2024، وبشكل عام ستمتلك الشركة ما يقرب من 600 ألف من هذه الأنواع من الرقائق.
aXA6IDE4LjIxOC45OS44MCA= جزيرة ام اند امز