مبادئ وأولويات وتغييرات.. فاي يرسم ملامح «السنغال الجديد»
الرئيس السنغالي الجديد يكشف الخطوط الكبرى لسياسته ويرسم ملامح «السنغال الجديد»، في توجهات تحدد مبادئ وأولويات المرحلة المقبلة.
وفاز اليساري باسيرو ديوماي فاي بالانتخابات الرئاسية المقامة بالسنغال في 24 مارس/آذار الماضي، بعد أن حصد 54,28% من الأصوات، وهي المرة الأولى منذ استقلال البلاد عام 1960 التي يفوز فيها معارض بالرئاسة من الجولة الأولى.
وبعد 24 ساعة من تنصيبه، ألقى فاي (44 عاما)، خامس وأصغر رئيس للسنغال، أول خطاب له إلى الأمة، بمناسبة الذكرى 64 للاستقلال، وفيه قدم المبادئ التوجيهية العامة لسياسته.
أولويات وتحديات
ومن خلف مكتبه، أعلن فاي في الخطاب التقليدي للأمة، عن مشاورات بهدف اتخاذ إجراءات صارمة فيما يتعلق بتكاليف المعيشة، لكنه أشار أولا إلى أن الشباب هم محور اهتماماته.
وقال إن التعليم والمعلومات المهنية والتوظيف وريادة الأعمال للشباب والنساء تحديات جسيمة، يجب التغلب عليها، مؤكدا أنه سيجعلها أولوية قصوى في السياسة العامة، من أجل السنغال الجديد، وذلك بالتشاور مع القطاع الخاص.
وأضاف أنه لتحقيق هذه الغاية يجب إعادة النظر في الآليات القائمة، وتحسينها وترشيدها بحيث تلبي بشكل أفضل احتياجات العمالة وغيرها من الأنشطة ذات الدخل للشباب.
وقال إنه لتشجيع خلق فرص العمل، فإنه ينوي الاعتماد على قطاع خاص قوي، لأنه مدعوم من الدولة. وبطبيعة الحال سيضطلع هذا القطاع بدوره الكامل، حسب قوله.
سياسة جريئة
واعتبر الرئيس الجديد أن السنغاليين شجعان، لكنهم متعبون وينتظرون حلولا منه لمواجهة غلاء المعيشة، مشددا على أن هذه مسألة تهمه بشكل خاص، بل تحظى باهتمامه الكامل.
وقال إنه سيتم في الأيام المقبلة اتخاذ إجراءات قوية بشأن مواجهة غلاء المعيشة، بعد المشاورات التي سيجريها مع الأطراف المعنية.
كما أشار الرئيس السنغالي الجديد إلى الرغبة في إصلاح النظام الانتخابي بشكل جذري، بعد التشاور مع الطبقة السياسية والمجتمع المدني، متحدثا على وجه الخصوص عن "ترشيد الأحزاب السياسية وتمويلها".
لكن قبل كل شيء، شدد فاي على رغبته في إقامة "حكم رشيد"، خاصة فيما يتعلق بالاستغلال المستقبلي لموارد النفط والغاز، وذلك ضمن "سياسة جريئة" على حد وصفه، "من خلال مكافحة الفساد بلا هوادة".
وجدد تأكيده على انفتاح السنغال على "الدول الصديقة والشركاء"، مذكرا في الوقت نفسه بأن بلاده تظل ملتزمة بالحوكمة العالمية، التي تكون "أكثر عدلا وشمولا مع احترام الكرامة المتساوية للقيم والثقافات والحضارات".