بعد 12 عاما.. بلاتر: كأس العالم أكبر من قطر
بعد نحو 12 عاما من منح قطر حق استضافة كأس العالم 2022، قال السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السابق إن الأمر كان خطأ.
ونقلت صحيفة سويسرية عن بلاتر، الذي كان رئيسا للفيفا وقت التصويت على البلد المستضيف للمونديال الذي ينظلق الشهر الجاري في 2010، قوله: "قطر كانت خطأ"، ووصف الاختيار بأنه: "كان سيئا".
ومنذ فوز قطر بحقوق استضافة كأس العالم، ثار جدل حول القرار، وسط مزاعم بوجود مخالفات فساد وانتهاك لحقوق الإنسان.
وقال بلاتر لصحيفة "تاجيس أنزيجير" السويسرية عن قطر وهي أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف كأس العالم: "إنها دولة صغيرة جدا، كرة القدم وكأس العالم أكبر كثيرا منها".
وتورط بلاتر، الذي تولى رئاسة الفيفا لمدة 17 عاما، في اتهامات فساد خلال فترة ولايته، وبرأته محكمة سويسرية في يونيو/حزيران من تهم الاحتيال، وتقدم الادعاء باستئناف على الحكم.
وأضاف بلاتر أن الفيفا أجرى في 2012 تعديلا على معايير اختيار الملف الفائز بالتنظيم، في ضوء المخاوف المحيطة بشأن ظروف العمل في مواقع بناء الملاعب الخاصة بالبطولة في قطر.
وأوضح الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم: "منذ ذلك الحين، أخذنا الأمور الاجتماعية وحقوق الإنسان بعين الاعتبار".
وأشار بلاتر إلى إنه كان يفضل ملف الولايات المتحدة الأمريكية لاستضافة البطولة قبل إجراء التصويت، مضيفا: "منح قطر حق تنظيم البطولة كان خطأ، وأنا كنت مسؤولا عن هذا كرئيس للفيفا في تلك الفترة".
وأعاد بلاتر التأكيد أن ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السابق، كان السبب في اختيار قطر المفاجئ لاستضافة البطولة، حيث تعرض لضغوط من الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي لكي يصوت لقطر، وبعد ذلك ذهبت عدة أصوات لها.
وأكمل بلاتر، الذي ترأس الفيفا من 1998 إلى 2015، تصريحاته بالتأكيد على أنه لن يحضر البطولة، منتقدا رئيس الفيفا الحالي جياني إنفانتينو لانتقاله لقطر مطلع هذا العام، قائلا إن هذا يضعه على مقربة بشكل كبير من المنظمين، موضحا: "رئيس الفيفا ينبغي أن يكون هو المسؤول".
وختم: "على سبيل المثال، هناك مقترح لإنشاء صندوق للعمال المتوفين والناجين، قطر ترفض، ما الذي ينبغي على الفيفا أن يقوله عندما يكون رئيسه في نفس المركب مع قطر؟".
حملة من الافتراءات
وترى الدوحة أنها تتعرض لحملة من الافتراءات، حيث قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن بلاده تعرضت "لحملة غير مسبوقة" من الانتقادات بشأن الاستعدادات لاستضافة كأس العالم لكرة القدم.
وأضاف الأمير في وقت سابق الشهر الماضي: "منذ فوزنا بشرف استضافة كأس العالم، تعرضت قطر لحملة غير مسبوقة لم تشهدها أي دولة مضيفة، بلغ بعضها حد الافتراء".
وأردف: "تعاملنا مع الأمر في البداية بحسن نية، بل اعتبرنا بعض الانتقادات إيجابية ومفيدة وتساعدنا على تطوير جوانب تحتاج إلى تطوير، لكن سرعان ما اتضح أن الحملة مستمرة وتتوسع وتشمل التشهير والازدواجية في المعايير".
وكان الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري قال إن بلاده تواجه حملة ممنهجة ضدها منذ 12 عاما، عند اختيارها لاستضافها كأس العالم؛ وهي حملة لم تواجهها أي دولة أخرى حظيت بحق استضافة هذه البطولة.
واعتبر أن من المفارقات اللعب على هذا الوتر في دول أوروبية تسمي نفسها ديمقراطيات ليبرالية؛ ورأى أنّ هذا التصرف ينمّ عن غطرسة وعنصرية.
وقال الوزير القطري إن هناك أشخاصا لا يستطيعون قبول أن تستضيف دولة صغيرة في الشرق الأوسط كأس العالم، واصفا أولئك الذين ينتقدون استضافة قطر المسابقة بـ"المتعجرفين".
وشدد على أن صندوق التعويضات المخصص للعمال المتوفين في بناء ملاعب كرة القدم للمونديال يعمل بشكل فعال، وأن نحو 350 مليون دولار وُزعت على عائلاتهم.
aXA6IDMuMTQ0LjIwLjY2IA== جزيرة ام اند امز