"هجمات سبتمبر 2001".. في 10 روايات عالمية
ظهرت في السنوات الـ 15 الماضية مجموعة من الاستجابات الفنية للكارثة في السينما والمسرح والرواية التي يمكن تسميتها الآن بـ"روايات 9/11"
آلاف الناس زاروا موقع النصب التذكاري لهجمات سبتمبر، وما زالت نظريات المؤامرة حول هذا الحدث المروع تتكاثر، لكن بعد 15 عاما، يبقى تدمير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك بالطريقة التي تم بها يثير الخيال، فخلال السنوات الماضية ظهرت مجموعة من الاستجابات الفنية للكارثة في السينما والمسرح والموسيقى، وطبعا في الرواية، التي يمكن تسميتها الآن بـ"روايات 9/11".
بعض المقاربات الأدبية للهجمات ظهرت بشكل مبكر، خصوصا مع النصوص الأولى التي نشرها كل من إيان ماك إيوان، ودون ديليليو، ومارتن أميس، وجون أبدايك، مثل تلك التي حملت عنوان "لمحات قاتمة" وظهرت في صحيفة "نيويورك تايمز" مع تفصيل لافت حول صعوبة كتابة الخيال حول أحداث لا يمكن تخيلها.
وعندما ظهرت روايات ديليليو، وكلير مسعود، وجاي ماك إينيرني، وكين كالفوس، سارع النقاد إلى ملاحظة تشابهات بينها، فالروايات التي ظهرت خصوصا بين عامي 2006 و2007، ركزت بشكل رئيسي على سكان نيويورك (خصوصا البيض منهم) وكيفية تعاملهم مع الصدمات النفسية، وكان مثيرا، على سبيل المثال، المقال الذي كتبته باكنجا ميشرا بعنوان "نهاية البراءة".. وفيه تثير تساؤلات مستمدة من الروايات، خصوصا رواية ديليليو، حول هل يجوز اعتبار الخلافات الزوجية رمزا لما بعد هجمات 9/11؟
في المجمل، فإن هناك شبه إجماع بين النقاد، بأن الأعمال الروائية في الجانب الخيالي كانت أضعف من التغطيات الصحفية والتحقيقات الممتازة التي أعقبت الهجمات، على الرغم من أن بعض الروايات كانت أفضل من غيرها في هذا المجال. ومن الواضح أن الجدل الذي أثارته "رواية هجمات سبتمبر"، قد أعادت مسألة الخيال إلى حظيرة البحث الأكاديمي والنقدي، عند التعامل مع أحداث شبيهة.
هنا قائمة بأفضل الروايات الأمريكية التي ظهرت خلال الـ15 سنة الماضية حول هجمات سبتمبر، وقاعدة التفضيل اعتمدت بشكل أساسي على الترحيب النقدي الذي لاقته الروايات، وكذلك تميز موضوعاتها، وبالطبع مسألة "الرواج" التي تهتم بها في العادة وسائل الإعلام الأمريكية.
1 - (أصولي رغمًا عنه) لمحسن حميد:
حميد روائي باكستاني، وفي روايته هذه يستخدم كل الأساليب السردية تقريبا، تنطلق الرواية من مقهى في مدينة لاهور الباكستانية حيث يروي بطل الرواية قصة حياته لأمريكي، الباكستاني عاش في الولايات المتحدة، وهو خريج جامعة برينستون المرموقة، وقد حصل خلال وجوده هناك على وظيفة جيدة وكانت لديه حبيبة أمريكية، لكن بعد هجمات سبتمبر تخلى عن كل ذلك، لكن السؤال الذي تثيره الرواية هو: ما مدى الحرية التي كان يتمتع بها هذا الأمريكي/الباكستاني في اتخاذ خياراته الجديدة؟
2 - (أطفال الإمبراطور) للروائية كلير مسعود:
مسعود روائية وأكاديمية أمريكية معروفة، وقد عدت روايتها (أطفال الإمبراطور) من أفضل الأعمال الروائية عن هجمات سبتمبر، والتي تجسد فيها نضالات الطبقة المثقفة في مانهاتن، من خلال تقديم صورة شخصية لثلاثة أصدقاء، تقارب فيها مجريات الأشهر القليلة التي سبقت هجمات سبتمبر.
3 - (غريبو أطوار في البلد) لكين كالفوس:
كين كالفوس هو صحفي وروائي أمريكي، حصلت ثلاثة من أعماله على تصنيف "نيويورك تايمز" باعتبارها كتب العام، في روايته (غريبو أطوار في البلد) يقدم كوميديا سوداء حول 11/9 باعتباره شيئا آخر، وهي محاولة ساخرة لا يبرع إلا من يمتلك موهبة كالفوس في تقديمها، مثلا يسأل كالفوس في روايته بجرأة مستفزة: هل كنت ستشعر بالارتياح لو عرفت للحظة أن زوجتك كانت في البرجين اللذين تعرضا للتدمير؟ ماذا لو أن نجاة من كانوا هناك يعبر عن خيبة أمل آخرين؟ الرواية تقدم صورة عن علاقة منهدمة بين شريكين في اللحظة التي كان فيها العالم يتعرض لحالة انقسام لا تنسى.
4 - (الصفر) لجيس والتر:
(الصفر) للروائي والكاتب جيس والتر هي كوميديا سوداء أخرى حول 11/9، يحاكي فيها المؤلف الأجواء الكافكاوية بفرضياته المفاجئة: فهو يجعل أحد عناصر شرطة نيويورك الذي كان قد أطلق النار على نفسه ويعاني من فجوات رهيبة في ذاكرته، يقود مجموعة من الزوار المشاهير في جولة على المكان الذي كان يقوم فيه برجا مركز التجارة العالمي والمسمى "غراوند زيرو".
5 - (سقوط رجل) لدون ديليلو:
ديليلو روائي ومسرحي وباحث أمريكي، وهو في عمله هذا يقدم فرضية بسيطة عن محامٍ يعمل في مركز التجارة العالمي نجا من الهجوم، لكنه لم يتمكن من إعادة ترتيب حياته كما كانت عليه قبل الهجمات، تتداخل في قوام الرواية فنون سردية عديدة.
6 - (فتى المنزل) لـ هـ. م. نقفي:
HM Naqvi روائي بريطاني باكستاني (يعيش حاليا في كراتشي) وقد أصاب شهرة في الولايات المتحدة من خلال مشاركاته في مسابقات شعرية، تجمع هذه الرواية في مزيج مدهش بين العديد من العناصر الكلاسيكية: خيال المهاجرين الجدد، وعادات سكان مدينة نيويورك، في الرواية ثلاثة شبان من أصل باكستاني، يحاول من خلالهم "نقفي" استكشاف وسيلة لنقل خبرات وتجارب المسلمين في نيويورك بعد 11 سبتمبر، ويقدم أيضا أفكارا حول ما يعنيه أن يكون المرء أمريكيا.. الآن أو في أي وقت آخر.
7 - (العرض) لإيمي والدمان:
والدمان صحفية عملت مع "نيويورك تايمز" لعدة سنوات، وهي تضع في روايتها هذه فرضية مع عواقب غير محدودة: ماذا لو تم اختيار أمريكي مسلم بشكل عشوائي لتصميم نصب تذكاري في "غراوند زيرو" (في مكان البرجين المدمرين)؟ تدرس المؤلفة هذه الفكرة من زوايا متعددة، وتقدمها بكامل فرضياتها وعواقبها في هذا النص المميز.
8 - (النسيان) لديفيد فوستر والاس:
هذا الكتاب هو مجموعة قصصية تدخلك في أجواء مظلمة، متعبة، صعبة، ومؤلمة، والاس يغوص في خيبة أمل الحياة الأمريكية بشكل مثير، الأكثر تميزا في المجموعة هي قصة طويلة نسبيا، حول مجلة تقع مكاتبها في مركز التجارة العالمي، وتدور أحداثها خلال الأشهر التي سبقت الهجمات.
9 - (تأثير العيش في الخلف) لهايدي جيلفاتز:
هذه واحدة من أعنف وأغرب الروايات حول هجمات سبتمبر، وتتميز بجرأة الابتكار والأسلوب التجريبي العبثي، شقيقتان تسافران عبر المغرب عندما يتم خطف طائرتهما، المؤلفة في هذه الرواية تسعى إلى استكشاف أفكار الشقيقتين، من خلال أحاديثهما التي تدخل أحيانا في دائرة اللامعقول حول الماضي والمستقبل.
10 - (أفضل ملاك) لكريس أدريان:
ثلاثة من القصص في هذه المجموعة (خصوصا الثالثة) تغوص مباشرة في أجواء 11/09، كتاب مسكون بالحزن، وفيه يبدع أدريان أسلوبه النموذجي في تناول الجانب الأخلاقي والقيمي للناس بشكل مكثف، حيث يعطي شخصياته مسحة ديناميكية.