صربيا وكوسوفو.. اتفاق على "تطبيع العلاقات" ومحادثات للتنفيذ
أعلن الاتحاد الأوروبي، الإثنين، موافقة زعيمي صربيا وكوسوفو على اتفاق لتطبيع العلاقات يدعمه الغرب.
وقال جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، في تصريحات بعد استضافته محادثات في بروكسل بين الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ورئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، إن "الزعيمين اتفقا على عدم الحاجة لمزيد من المحادثات بشأن الاتفاق".
- التوتر في كوسوفو هل يتحول لحرب؟.. رئيس صربيا يستبعد
- صربيا وكوسوفو.. هل يصلح الانضمام للاتحاد الأوروبي ما أفسده الصراع؟
لكنه استدرك: "لا تزال هناك حاجة لمزيد من المفاوضات حول كيفية تنفيذ الاتفاق والالتزامات السابقة التي قطعها الجانبان".
وأوضح أن "الملحق الخاص بالتنفيذ هو جزء لا يتجزأ من الاتفاق ولم يتم الانتهاء منه بعد".
ولفت بوريل إلى أن "الاتفاق قد يفتح آفاقا اقتصادية جديدة ويجذب المزيد من الاستثمارات في كوسوفو وصربيا، ويعزز التجارة أيضا، لأن الشهادات التي كانت مطلوبة في السابق للواردات والصادرات لم تعد ضرورية".
وقال مسؤولو الاتحاد الأوروبي إن "هدف الاتفاق هو تسهيل الحياة على مواطني كوسوفو وصربيا".
وأوضحوا أنه "من خلال الاتفاق سيتم الاعتراف المتبادل بالوثائق الرسمية مثل جوازات السفر".
تفاصيل خطة التطبيع
والخطّة المكوّنة من 11 مادة تنصّ على أنّ "صربيا لن تعارض انضمام كوسوفو لأيّ منظمة دولية"، وهو طلب رئيسي لبريشتينا، وتنصّ كذلك على أنّه "لن يقوم أيّ من الطرفين بعرقلة، أو تشجيع الآخرين على عرقلة، تقدّم الطرف الآخر في مساره الأوروبي".
وتقترح الخطّة منح "المجموعة الصربية في كوسوفو مستوىً مناسباً من الإدارة الذاتية (...) وإمكانية حصولها على دعم مالي من صربيا"، وهي نقطة بالغة الحساسية لبريشتينا التي رفضت السماح للبلديات ذات الأغلبية الصربية في كوسوفو بالاتّحاد ضمن رابطة تدعمها بلغراد، خوفا من قيام جيب صربي يقوّض سيادتها.
وتنصّ المادة الأولى من مسودّة الاتفاق على أنّ "الطرفين يعترفان بصورة متبادلة بالوثائق والرموز الوطنية لبعضهما البعض، بما في ذلك جوازات السفر والدبلومات ولوحات سير المركبات والطوابع الجمركية"، وهو ما سيسمح لمواطني كوسوفو وصربيا بالتنقل بحرية.
وأوضح أن اجتماعا جديدا "رفيع المستوى" سيعقد "خلال شهر مارس/آذار وسيتوجه موفد الاتحاد الأوروبي في هذا الوقت الى بلغراد وبريشتينا".
ولفت إلى أن "الجانبين تعهدا بعدم السماح باتخاذ خطوات أحادية الجانب يمكن أن تقوّض العملية".
"الطريق الصحيح"
وفي أعقاب الاجتماع، قال كورتي "أعتقد أنّنا نسير على الطريق الصحيح لتطبيع العلاقات مع صربيا".
وأضاف: "لم أوقّع (الاتّفاق) لأنّ الطرف الآخر لم يكن مستعدّاً لذلك. لقد أعربت عن رغبتي واهتمامي بالتوقيع على هذا النصّ".
من جهته، كتب الرئيس الصربي على حسابه على إنستجرام، إن "اللقاء كان صعباً كما كان متوقعاً. ليس هناك استسلام".
تاريخ الصراع
يذكر أن كوسوفو، التي كانت أحد أقاليم صربيا في السابق، كانت قد أعلنت استقلالها عام 2008 بعد أعوام من حرب نشبت في عامي 1998 و1999.
وفي الفترة من عام 1999 إلى عام 2008، أدارت بعثة الأمم المتحدة للإدارة المؤقتة في كوسوفو الإقليم، حتى أعلنت قرارها بالاستقلال.
وقصف الناتو خلال تلك الحرب يوغوسلافيا التي كانت تضم، آنذاك، صربيا والجبل الأسود، لحماية كوسوفو ذات الأغلبية الألبانية.
وكانت المناطق الحدودية بين كوسوفو وصربيا تشهد توترات بين الحين والآخر، آخرها حدث في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عندما ترك مئات الموظفين الصرب بالشرطة والقضاء وظائفهم، احتجاجا على قرار يمنع الصرب في كوسوفو من استخدام لوحات المركبات الصادرة من بلغراد، لكن بريشتينا تراجعت في النهاية.
وفي 10 ديسمبر/كانون الأول الماضي، شهدت الحدود بين البلدين اضطرابات عندما أقام الصرب حواجز على الطرقات، احتجاجا على اعتقال شرطي سابق يشتبه في تورطه بهجمات ضد ضباط كوسوفيين ألبان، ما أدى إلى توقف حركة المرور بمعبرين حدوديين.
وقد أثارت المواجهات بين الجارتين في البلقان على مر السنين المخاوف من عودة شبح الحرب.
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4yMjUg
جزيرة ام اند امز