عشية قرار الحسم.. هل يكتفي الكالتشيو بخسائر الـ500 مليون؟
في ظل عودة عجلة الدوري الألماني للدوان، فإن الحكومة الإيطالية ربما خففت موقفها وباتت أكثر انفتاحا على إعادة النظر في مستقبل البطولة
بعد أسابيع من الأخذ والرد ومواقف متضاربة، من المقرر أن تبت إيطاليا أخيرا في مصير دوري كرة القدم ومدى إمكانية استئناف مباريات البطولة والموعد المقترح لذلك، بعد انحسار تأثيرات أزمة فيروس كورونا المستجد.
وفي ظل عودة عجلة الدوري الألماني للدوان دون أي مشكلات كبيرة حتى الآن، فإن الحكومة الإيطالية ربما خففت موقفها من هذا الأمر مؤخرا، وباتت أكثر انفتاحا على إعادة النظر في مستقبل البطولة.
ومن المنتظر أن يعقد فينشنزو سبادافورا وزير الرياضة الإيطالي جلسة مع جابرييلي جرافينا رئيس الاتحاد الإيطالي للعبة، قبل الإعلان عن القرار، في وقت لاحق الخميس.
ويبدو أن القرار الأرجح سيكون باستئناف المباريات في 13 أو 20 يونيو/حزيران المقبل، علما بأن المسابقة توقفت في 9 مارس/آذار في الجولة 26، بينما كان يوفنتوس متصدرا بنقطة عن لاتسيو الثاني و9 عن إنتر الثالث في الترتيب.
خسائر الـ500 مليون يورو
جابرييلي جرافينا استبق الاجتماع بإعلان قيمة الخسائر التي ضربت كرة القدم الإيطالية جراء توقف المسابقة بسبب جائحة فيروس كورونا، مقدرا ذلك بنحو 500 مليون يورو، ومشيرا إلى أنه من الضروري اختتام موسم 2019-2020.
وقال جرافينا في مقابلة مع مجلة "ريبارتي إيطاليا": "إذا لم يستأنف الدوري الإيطالي، فسيكون الضرر الاقتصادي كبيرا على كرة القدم، لقد خسرنا بالفعل 500 مليون يورو، يجب الدفاع عن 100 ألف عامل".
ويقدر بأن خسائر كرة القدم الايطالية بين حقوق الرعاية والبث التلفزيوني وقيمة التذاكر قد تصل إلى مليار يورو في حال عدم استكمال الموسم.
عدو كرة القدم
وحتى الشهر الماضي كان سبادافورا يحذر من أن دوري إيطاليا يمكن أن يسير على خطى نظيره الفرنسي الذي ألغي موسمه الحالي، ودفعت هذه التصريحات البعض في إيطاليا إلى اعتبار سبادافورا "عدوا لكرة القدم".
وقال سبادافورا: "قرار على غرار الدوري الفرنسي من الممكن أن يكون أسهل قرار يمكن اتخاذه، ولم أكن أنا أريد اتخاذ هذا القرار، لكني فقط وجدت أنه من المخجل أن يطلب مني اتخاذ قرار في شأن استئناف الدوري في الوقت الذي كانت فيه البلاد تعاني من نقص في الأسرة في أقسام العناية المركزة."
وأضاف سبادافورا "من المناسب الآن استئناف مباريات كرة القدم في الوقت الذي تعود بقية قطاعات البلاد إلى الحياة من جديد."
موافقة بالإجماع
ووافقت أندية الدوري بالإجماع على استئناف مباريات البطولة، بينما تبدو بعض الأطراف أكثر حماسا للعودة من أطراف أخرى.
ويتوق لاتسيو كثيرا للعودة للمباريات بعد أن خاص 21 مباراة في الدوري بلا هزيمة وهو يتخلف بنقطة وحيدة عن يوفنتوس المتصدر قبل توقف البطولة بسبب الأزمة الصحية العالمية في مارس/آذار الماضي.
في حين لا يتحمس فريق مثل بريشيا المهدد بالهبوط كثيرا لاستئناف المنافسة، وهو آخر فريق يعود لتدريبات بعد أن سبق وهدد بالانسحاب من المباريات إذا ما استؤنفت المباريات خلال مرحلة ما.
إجراءات احترازية
ومن بين نقاط الخلاف حول استئناف الدوري إصرار الحكومة على عزل أي فريق بالكامل إذا ما جاءت نتيجة أحد لاعبيه إيجابية قبل التخلي عن هذا المطلب.
لكن الفرق رغم ذلك ستخضع لإجراءات احترازية ووقائية صارمة على غرار تلك المطبقة في الدوري الألماني.
وسيمنع استخدام أو تداول التمائم وسيحظر على اللاعبين مصافحة بعضهم البعض أو التقاط صور للفرق قبل المباريات، وكذلك سيمنع دخول الأطفال مع اللاعبين أرض الملعب، كما سيسمح فقط بوجود 300 شخص على أقصى تقدير داخل الاستاد.
وخلال السفر البري سيقسم لاعبو الفريق في حافلتين كما سينصح بانتقال الفرق على متن طائرات خاصة في حالة السفر جوا.
وهناك قلق لدى رابطة اللاعبين حول خطط لإقامة بعض المباريات وقت العصر خلال أشهر الصيف، بينما يطالب الحكام اللاعبين بمزيد من الاحترام.
وعن ذلك قال مارسيلو نيتشي رئيس لجنة الحكام الإيطالية: "هل كان من الضروري ظهور أزمة كورونا للقول إنه يتعين على اللاعبين مراعاة المسافة بينهم وبين الحكام في حالة الاعتراض (على أي قرار)؟".