بعد اكتشاف تحور فيروس إنفلونزا الطيور.. ما مخاطر انتشاره؟
أعلنت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) عن أول حالة إصابة شديدة بفيروس إنفلونزا الطيور (HPAI) في الولايات المتحدة.
وأصيب مريض في ولاية لويزيانا بحالة شديدة من المرض، وذلك منذ بداية التفشي في 2024. في تحليل أُجري على الفيروس، تم اكتشاف وجود تحورات تؤثر على قدرة الفيروس في الالتصاق بالخلايا المصابة.
تفاصيل التحور في الفيروس
بعد دخول المريض إلى المستشفى، قام الباحثون بمقارنة التسلسلات الجينية للفيروس الذي أصابه مع عينات مأخوذة من الحيوانات بما في ذلك الأبقار الألبان والطيور البرية والدواجن. كما تمت مقارنة العينات مع تلك التي تم جمعها في حالات بشرية سابقة.
وأظهرت النتائج أن السلالة التي أصابت المريض هي سلالة D1.1، وهي تختلف عن سلالة B3.13 التي تصيب الأبقار والدواجن وغيرها من الحيوانات في مختلف أنحاء البلاد. ومع ذلك، تم العثور على تشابه بين السلالة الموجودة في عينات الطيور على ممتلكات المريض وبين العينات المأخوذة من الطيور البرية والدواجن في مناطق أخرى من الولايات المتحدة.
لكن النتائج أظهرت أيضًا وجود تحورات لم تظهر في عينات الدواجن، مما يدل على تغييرات جينية حدثت بعد إصابة المريض بالفيروس. حسب ما ذكرته الـ CDC، فإن هذه التحورات تظهر تغييرات في الجين المسؤول عن مساعدة الفيروس على الالتصاق بالخلايا المصابة، وهو جين "الهيماغلوتينين" (HA). وقد حدثت هذه التغيرات بتردد منخفض، مما يعني أن نسبة صغيرة من الفيروس الذي تم تحليله قد ظهرت به هذه التغيرات، مما يشير إلى أنها حدثت بعد الإصابة، خلال تكاثر الفيروس في جسم المريض.
المخاطر وحالة الانتشار
في حين أن هذه التحورات قد تثير القلق، أوضحت الـ CDC أنها ليست بالخطورة نفسها إذا كانت قد ظهرت في الحيوانات أو في مراحل مبكرة من الإصابة، حيث كانت هذه التحورات قد تساهم في انتشار الفيروس بشكل أكبر بين المخالطين المقربين. كما أكدت الـ CDC أن هذه التغيرات نادرة وقد تم الإبلاغ عنها في حالات سابقة بأماكن أخرى، مثل كندا، حيث تحدث غالبًا في الحالات الشديدة من المرض، لكنها لا تشير إلى تقليل فاعلية الأدوية المضادة للفيروسات في علاج المرض.
وأشارت الـCDC إلى أن خطر الفيروس على العامة في الوقت الحالي لا يزال منخفضًا، وأن تفشي الفيروس في الولايات المتحدة لم يشهد تغييرات كبيرة في مستوى المخاطر، مؤكدة أهمية المراقبة الجينية المستمرة لدى البشر والحيوانات، بالإضافة إلى ضرورة اتخاذ تدابير الوقاية بين الأشخاص المعرضين للإصابة في بيئات ملوثة أو في حالة التفاعل مع الحيوانات المصابة.
وبحسب ما ذكره "متتبع الـ CDC"، تم تأكيد 66 حالة إصابة بفيروس إنفلونزا الطيور بين البشر منذ بدء التفشي، كانت معظم الحالات في ولاية كاليفورنيا.
aXA6IDMuMTQ1Ljk5LjI0MCA= جزيرة ام اند امز