العالم منشغل بكورونا.. وإسرائيل تعزز استيطانها بالضفة
الفلسطينيون يرون أن إسرائيل تستخدم كورونا غطاء، ويناشدون بوقف هذا الاستغلال
بينما العالم منشغل بالتصدي لفيروس كورونا القاتل، تغرد إسرائيل في سرب آخر عبر تعزيز نشاطها الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ووقع وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت، على أمر بإقامة شارع جديد شرق مدينة القدس.
وتم الترويج لهذا الشارع الذي يصل بلدتي حزما والعيزرية، شرق القدس، على أنه للفلسطينيين، لكن بينيت كان أكثر صراحة حينما أطلق عليه" شارع السيادة".
وفي هذا الصدد، قال خليل التفكجي، مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية، لـ"العين الإخبارية" إن الهدف من الشارع "هو فتح الطريق أمام تنفيذ المشروع الاستيطاني "إي واحد" بإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية من أجل عزل القدس عن محيطها الفلسطيني من ناحية الشرق والتوطئة لضم غور الأردن لإسرائيل".
وأضاف التفكجي: "بموجب هذا المخطط سيتم عزل بلدة العيزرية ويُفرض على المواطنين القادمين من شمالي ووسط الضفة الغربية المرور عبر بلدات فلسطينية هي عناتا والزعيم والعيزرية ومنها إلى باقي أنحاء جنوبي الضفة".
وتابع التفكجي: "العالم منشغل بكيفية مواجهة وباء كورونا، ولكن مشاريع الاستيطان لم تتوقف بالنسبة للحكومة الإسرائيلية".
وجرى الإعلان عن شق هذا الشارع بعد الانتخابات الإسرائيلية التي جرت في الثاني من الشهر الجاري.
غير أنه لم يكن المشروع الاستيطاني الوحيد الذي يتم الإعلان عنه بعد ظهور فيروس كورونا.
وقالت حركة السلام الآن الإسرائيلية: "منذ شهر يناير/كانون الثاني 2020 أعلنت الحكومة عن إقرار مشاريع لبناء 7582 وحدة استيطانية بينها 3401 شرق القدس".
كما نشرت حكومة الاحتلال، مناقصات لبناء 3332 وحدة استيطانية أخرى بينها 1785 بالضفة الغربية و1547 بالقدس الشرقية، وفق حركة السلام الآن.
قرارات يرى التفكجي أن الهدف منها "هو أولا ترسيخ القدس الكبرى، وثانيا منع التواصل بين شمالي وجنوبي الضفة الغربية، وبالتالي إنهاء حل الدولتين،، وثالثا الاستعداد لعملية الضم تنفيذا لخطة صفقة القرن الأمريكية".
وفي تعليق له، اعتبر صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الأمر "ليس حدثا منعزلا".
وقال إنه "يحدث في سياق خطة الضم الإسرائيلية التي تم تقديمها كمبادرة سلام أمريكية تهدف إلى تطبيع الجرائم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك الضم والفصل العنصري، مع إدامة إنكار الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني".
وأضاف عريقات في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه: "يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية التحرك، بما في ذلك فرض العقوبات، من أجل إنقاذ آفاق السلام العادل والدائم على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
وبالرغم من التدابير المتخذة على مستوى العالم من أجل مواجهة كورونا، إلا أن الحكومة الإسرائيلية واصلت عمليات الاستيطان والمصادرة والاعتقالات وملاحقة المصلين بالمسجد الأقصى مع استمرار اقتحامات المستوطنين للمسجد.
ويرى الفلسطينيون أن إسرائيل تستخدم كورونا غطاء لتنفيذ مخططاتها الاستيطانية.
وفي هذا السياق، أعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "رفض استغلال وباء كورونا من قبل حكومة الاحتلال لتنفيذ المزيد من التصعيد الإجرامي الهادف لمزيد من العطاءات الاستيطانية".
واتهمت في ختام لقاء عقد بمدينة رام الله، الحكومة الإسرائيلية "باستغلال الوضع القائم لتمرير ما يسمى صفقة القرن الأمريكية".
كما أدانت اللجنة التنفيذية تضييق السلطات الإسرائيلية على الفلسطينيين في مدينة القدس بمنعهم من التعقيم في المؤسسات والمساجد والكنائس والشوارع ضد فيروس كورونا.
وحذرت من "إهمال الاحتلال ومنعه عملية التعقيم التي يقوم بها المتطوعون لمواجهة الوباء بالتزامن مع هدم البيوت والبناء والتوسع الاستيطاني الاستعماري داخل عاصمة دولة فلسطين المحتلة".
وينشغل الفلسطينيون بالتطورات المتسارعة حول انتشار فيروس كورونا والمخاوف من توسع هذا الوباء.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إصابة 47 شخصا بالفيروس منذ تفشيه حول العالم.
aXA6IDE4LjExOC4wLjQ4IA== جزيرة ام اند امز