أبرزها COP28.. سبعة أسباب تجعل 2023 عام الإنجاز المناخي (خاص)
حقق اتفاق باريس للمناخ في عام 2015 إنجازا دبلوماسيا كبيرا بالموافقة على إبقاء ارتفاع درجة حرارة العالم "أقل بكثير من 2 درجة".
هذا مع مواصلة الجهود للحد من زيادة درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية". للوصول إلى هذه الأرقام ، يجب أن يحقق العالم صافي انبعاثات صفرية بحلول منتصف القرن تقريبا.
وتحتاج جميع البلدان إلى تحديد أهداف وطنية لخفض الانبعاثات وتعزيزها كل خمس سنوات. ومنذ عام 2015، تعهدت أكثر من 100 دولة بتحقيق صافي صفر، وتمثل هذه البلدان أكثر من 90٪ من الاقتصاد العالمي.
وبدأت التعهدات التي تم الالتزام بها في باريس وما بعدها في إحداث تغيير أسرع، ففي السنوات الخمس عقب الاتفاق وحتى عام 2020، نما الاستثمار العالمي في الطاقة النظيفة بنسبة 2٪، ومنذ عام 2020، تسارعت وتيرة النمو بشكل ملحوظ إلى 12٪ سنويا.
وفي العامين الماضيين، لا يحدث الانتقال بالسرعة الكافية، لكن هناك سبعة أسباب مشجعة في عام 2023 يرصدها الخبراء.
أول تلك الأسباب، التي يذكرها ويسلي مورغان، من جامعة جريفيث الأسترالية، تتعلق بتشكيل اقتصادات مجموعة السبع "نادي المناخ"، حيث وافقت في ديسمبر/ كانون الأول"، مجموعة الدول السبع الكبرى المكونة من أغنى ديمقراطيات العالم، على تشكيل "نادي المناخ".
ويقول مورغان لـ "العين الإخبارية"، إن هذا النادي الذي وضع فكرته الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل ويليام نوردهاوس، سيساعد البلدان على وضع معايير مشتركة لطموح المناخ وتقاسم الفوائد بين أعضائه، وسيركز أولا على إزالة الكربون من صناعات مثل صناعة الصلب.
ويدعم هذه الخطوة سبب ثان يدعو للتفاؤل، يشير إليه مورغان، وهو يتعلق بإدخال تعريفة جديدة على الكربون في الاتحاد الأوروبي، وهذا يعني أنه سيتم فرض ضرائب على الواردات من البلدان التي ليس لديها سعر مناسب للكربون، وهذا يعني أيضا أن الشركات الأوروبية لا يمكنها الإنتاج في الخارج لتجنب سعر الكربون.
ويقول مورغان: "بمرور الوقت، سيكون لهذه التعريفة تأثير مضاعف، مما يجبر البلدان التي تعتمد على التصدير إلى هذه الأسواق على التحرك بشكل أسرع نحو إزالة الكربون".
ومن الأسباب الأخرى، أن حرب أوكرانيا عززت من مصادر الطاقة المتجددة، فعندما غزت روسيا أوكرانيا، فرضت الدول الغربية عقوبات على موسكو وقطعت واردات الغاز الروسي، وارتفعت أسعار الوقود الأحفوري، ويقول مورغان: "على الرغم من أن ذلك يبدو أخبارا سيئة، فقد أدى ذلك إلى زيادة الاستثمار في الطاقة النظيفة ".
ويشير إلى سبب رابع، له علاقة أيضا بالطاقة النظيفة، وهو تنافس الولايات المتحدة والصين على قيادة التحول إلى الطاقة النظيفة، حيث أصدرت الولايات المتحدة تشريعات تهدف لتعظيم الطاقة النظيفة، بهدف التنافس مع الصين، التي تهيمن على الإنتاج العالمي للألواح الشمسية والبطاريات وتوربينات الرياح والمركبات الكهربائية.
وإلى جانب كل ذلك، أبدت بعض الدول استعدادا لمساعدة الدول على التخلص من الفحم، وهو السبب الخامس، الذي يشير إليه محمود التلاوي، مدرس العلوم البيئية بجامعة المنصورة المصرية في تصريحات لـ "العين الإخبارية".
ويقول: "عرضت مجموعة من الدول الغنية على جنوب أفريقيا 12 مليار دولار للتخلي عن اعتمادها على طاقة الفحم، وفي قمة مجموعة العشرين في بالي العام الماضي، عرضت الدول الغنية على إندونيسيا ما يقرب من 30 مليار دولار أسترالي للتخلص من الفحم، في حين تم تقديم عرض مماثل لفيتنام في ديسمبر/ كانون الأول، وستكون كل الأنظار هذا العام على الهند، على أمل أن يتم تقديم حزمة مماثلة".
ويرى مجدي أبو النور، أستاذ العلوم البيئية بجامعة أسيوط (جنوب مصر)، أن كل هذه التحركات سيدعمها سببان، يجعلان من 2023 عاما إيجابيا على الصعيد العمل المناخي، أحدهما يتعلق بقمة "الطموح المناخي" التي دعا لها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قبل قمة الأطراف "COP28" التي تستضيفها الإمارات في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
ويقول أبو النور لـ "العين الإخبارية": "هذه القمة من المزمع عقدها في سبتمبر/ أيلول القادم، وستكون فرصة للأمين العام للأمم المتحدة، كي يحصل على التزامات جديدة من الاقتصادات الكبيرة لخفض الانبعاثات ".
وبناء على هذا التحرك غير المسبوق، يتوقع أبو النور، أن يحقق مؤتمر الأطراف في الإمارات نتائج إيجابية ملموسة، تكون هي السبب السابع، الذي يجعل من عام 2023 مسك الختام لعام مناخي إيجابي.
aXA6IDEzLjU5LjIuMjQyIA== جزيرة ام اند امز