عالم أمريكي يتحدث لـ"العين الإخبارية" عن أهمية عقد "COP28" بالإمارات: نحن على موعد مع قمة مثمرة (حوار)
حذر أول تقييم عالمي لإزالة ثاني أكسيد الكربون، صدر الخميس الماضي، من أن وضع حد للاحتباس الحراري عند مستويات مناسبة للعيش، سيكون مستحيلا دون زيادة كبيرة في احتجاز ثاني أكسيد الكربون الذي يتسبب في ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض من الغلاف الجوي.
وقال التقرير إن التقنيات المستخدمة في احتجاز الكربون، أكثر من 99% منها تقليدية، مثل استعادة وتوسيع الغابات والأراضي الرطبة التي تمتص ثاني أكسيد الكربون، وهو ما لا يحقق الغرض المطلوب.
وأوضحت الهيئة الاستشارية لعلوم المناخ التابعة للأمم المتحدة، الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أن انبعاثات الكربون يجب أن تنخفض بنحو 45%، مقارنة بمستويات عام 2020، بحلول نهاية هذا العقد، وإلى الصفر الصافي بحلول منتصف القرن، إذا أردنا تحقيق أهداف اتفاقية باريس.
وتلزم معاهدة عام 2015 الدول بالاحتفاظ بالاحترار عند "أقل بكثير" من درجتين مئويتين، مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة، وخلصت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في وقت لاحق إلى أن الهدف الطموح 1.5 درجة مئوية للاتفاقية، هو وحده الذي يمكن أن يمنع التأثيرات المناخية الشديدة، والتي يحتمل أن تكون كارثية.
فإلى أي مدى يمكن أن يساهم "كوب 28" في دفع العالم نحو الالتزام بهذه الأهداف، وما أهمية عقده في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهل يستطيع المؤتمر تجاوز النقاط الخلافية.. تلك الأسئلة وغيرها يجيب عليها في مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية"، غريغوري نيميت، الأستاذ في جامعة ويسكونسن ماديسون الأمريكية، وأحد المشاركين في إعداد التقييم العالمي لإزالة ثاني أكسيد الكربون، المنشور الخميس الماضي.
وإلى نص الحوار:
هل الاستثمار في مشاريع خفض انبعاثات الكربون والتوسع في استخدام الطاقة المتجددة يكفي لتحقيق الأهداف التي دعا لها تقريركم؟
يتضح من عملنا وغيره أن الأولوية الأولى هي تقليل الانبعاثات، ويعتبر الاستثمار في تطوير الطاقة المتجددة من العناصر الأساسية لتلك الاستراتيجية، وأظهر تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أن الحد من الانبعاثات سيتطلب تقليل احتراق الوقود الأحفوري، حتى لو كان من المحتمل أن يظل هو الوقود الرئيسي، وهو ما يحفز جزئيا العمل على إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
لكن البعض يعتقد أن تقنيات احتجاز الكربون الحديثة لم تثبت كفاءتها العالية بعد، هل توافق على هذه الرؤية؟
يركز تقريرنا الأخير على إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، وتم نشر تقنيات إزالته على نطاق صغير، وبدأت في الظهور في مرحلتها التكوينية، حيث أصبحت أكثر كفاءة وموثوقية وبأسعار معقولة، وبعد هذه المرحلة يمكن أن يبدأ توسيع النطاق حقا، ويوضح تقريرنا أن الاستثمار في مجموعة من التقنيات من المرجح أن يكون أكثر قوة، لأنه من الصعب في هذه المرحلة معرفة أي التقنيات ستكون أكثر فاعلية واعتمادا على نطاق واسع.
إلى أي مدى أنت قلق من التركيز على قضايا التعويض على حساب الالتزامات البيئية؟
لا توجد وسيلة لتجنب مشكلة أن معظم الأضرار المناخية قد ساهمت بها معظم البلدان المتقدمة، وأن أقل البلدان نموا هي الأكثر عرضة لتلك الأضرار، لذا فإن الجهود المبذولة لتحسين الجودة البيئية لن تكون دائمة، إلا إذا تمت معالجة هذا الصراع.
"كوب 27" أنهى أعماله دون الاتفاق على تفاصيل صندوق الخسائر والأضرار، هل تعتقد أن ذلك سيعرقل الحديث عن الالتزامات البيئية في "كوب 28"؟
كما قلت سابقا، تحتاج هذه المشكلة حقا إلى المعالجة كحزمة واحدة، فبالنسبة لي ، فإن اقتران هذه المشكلات يشير إلى احتمال التوصل إلى حل وسط.
ماذا تتوقع من "كوب 28"؟، وما هي مزايا عقدها في الإمارات؟
دولة الإمارات العربية المتحدة تقع وسط منطقة سريعة النمو تتمتع بقدرات مالية وفنية ومادية وافرة لتسريع انتقال الطاقة، لذلك أتوقع ان نكون على موعد مع قمة مثمرة.
كثير من الخبراء يعتقدون أن العالم غير مؤهل حاليا للاستغناء عن النفط.. هل توافق على هذه الرؤية؟
لا يمكن للعالم أن يعمل بدون النفط خلال العقدين القادمين، وقد يستمر استخدام بعض النفط على المدى الطويل، وهذا هو السبب في أن تطوير تقنيات إزالة الكربون أمر بالغ الأهمية لتحقيق صافي انبعاثات صفرية عالمية بحلول منتصف القرن.
aXA6IDE4LjE4OS4xODUuNjMg
جزيرة ام اند امز