عالم بريطاني لـ"العين الإخبارية": نتطلع لتأكيد الدور الحيوي لاحتجاز الكربون في "COP28" (حوار)
يرى فريق بحثي من الخبراء الدوليين يقوده مايلز ماين، أستاذ علوم الجيولوجيا بجامعة أكسفورد البريطانية، أن احتجاز الكربون وتخزينه هو وسيلة ميسورة التكلفة لمواجهة الاحترار العالمي.
وخلال دراسة نشرها ماين وزملاؤه في دورية "رسائل أبحاث البيئة"، ذهب الباحثون إلى أنه يمكن الاستمرار في إنتاج الوقود الأحفوري، لحماية أمن الطاقة عالميا، وعدم التسبب في إحداث ضرر بالاقتصاد العالمي، ولكن في المقابل نهتم بتقنيات إزالة الكربون واحتجازه.
ولفت الفريق البحثي في دراسته، إلى أن الانتقال إلى مصادر الطاقة غير الأحفورية (الطاقة المتجددة)، على الرغم من أهميته، لن يغنينا عن الوقود الأحفوري، لذلك، فإن الهدف الذي يجب أن يسعى له العالم، هو دعم تقنيات احتجاز الكربون، التي تجعل العالم قادرا على الاستمرار في إنتاج الوقود الأحفوري، بأقل تكلفة على البيئة.
فكيف يمكن أن يكون مؤتمر المناخ "COP28" الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل داعما لهذا التوجه، وما هي أبرز القضايا التي يجب أن يوليها المؤتمر اهتماما.. هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها ماين في حوار خاص مع "العين الإخبارية"..
يبدو لي أن دراستك تتلخص في أن العالم لا يستطيع التخلي عن إنتاج النفط، لكنه يستطيع الاهتمام بتقنيات تقلل الانبعاثات مثل احتجاز الكربون.. هل انطباعي صحيح؟
قطعا دقيق، لأن تحقيق الأهداف المناخية لاتفاق باريس دون تطبيق تقنيات احتجاز الكربون، سيتطلب انخفاضا كبيرا وفوريا في الطلب العالمي على جميع أنواع الطاقة، لمدة 7 سنوات قادمة، بشكل يشبه ما حدث خلال جائحة "كوفيد -19"، وهذا غير عملي، ففي حين أن هناك سيناريوهات تشير إلى أنه لا يزال من الممكن تلبية أهداف التنمية المستدامة مع هذا الانخفاض السريع في الطلب، لا يوجد مؤشر على اهتمام الحكومات أو المستهلكين، لذلك نحن بحاجة إلى احتجاز الكربون وتخزينه على نطاق واسع، إما من مصادر ثابتة أو من الغلاف الجوي.
إلى أي مدى تعتقد أن دول الخليج تعمل على تطبيق النهج العملي الذي طرحته في دراستك؟
أعتقد أن دول الخليج في وضع جيد للقيام بذلك، وهناك مشروعات بدأت تظهر بالفعل في مجالات إزالة الكربون من الوقود الأحفوري واقتصاد الكربون الدائري، وأتطلع إلى اجتماع منتدى الطاقة الدولي المقبل حول إدارة الكربون في الرياض لمعرفة المزيد عن هذه المشروعات، والتي سيكون الاختبار الحقيقي لها هو النجاح في تحقيق "صافي صفر" من الانبعاثات، مما يعني أن كل طن من ثاني أكسيد الكربون لا يزال يتم إنتاجه بواسطة الوقود الأحفوري والمصادر الصناعية يتم موازنته بواسطة طن يتم احتجازه بشكل دائم في الغلاف الجوي الأرضي، أو الأرض الصلبة.
هل تعتقد أن مؤتمر المناخ المقبل في الإمارات "COP28" يمكن أن يكون مفيدًا في التأكيد على هذه الرؤية؟
بالتأكيد، أعتقد أنه توجد فرصة حقيقية في "COP28"، وسأكون سعيدا بتقديم المساعدة بأي طريقة ممكنة.
وكيف يمكن برأيك أن يدعم المؤتمر الانتقال التدريجي من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة؟
أعتقد أن هذا المؤتمر قد يكون اللحظة التي يعترف فيها العالم بالحقيقة التالية، وهي أنه لتحقيق أهدافنا المناخية، نحتاج إلى الاعتراف بأنه لا يمكننا وقف استخدام الوقود الأحفوري، لكن يمكننا العمل على جعله لا يتسبب في مزيد من الاحتباس الحراري، فالتركيز فقط في قمم المناخ على التخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري أمر غير ضروري وغير منتج، كما أشارت ورقتنا البحثية المنشورة الأسبوع الماضي، وفي السيناريوهات التي تفي بأهداف اتفاقية باريس، ما زلنا نستخدم الوقود الأحفوري حتى عام 2100 وما بعده، ولا أعرف متى سنتوقف عن استخدام الوقود الأحفوري، ولا أعتقد أن أي شخص آخر يمكنه أن يفعل ذلك أيضًا، فما أعرفه هو أننا سنحقق أهدافنا المناخية ليس من خلال القضاء على الوقود الأحفوري، ولكن من خلال موازنة أي استخدام مستمر للوقود الأحفوري مع التخلص الآمن والدائم من ثاني أكسيد الكربون الناتج عن ذلك.
ما أبرز الموضوعات التي تعتقد أنه يجب على المؤتمر أن يوليها اهتماما؟
آمل أن يولي المؤتمر الاهتمام الواجب بأهمية جعل أي استخدام للوقود الأحفوري آمنا لمناخنا، والتأكيد على الدور الحيوي لتقنيات مثل احتجاز الكربون وتخزينه، في تحقيق هذا الهدف.
aXA6IDMuMTQ0LjkzLjE0IA== جزيرة ام اند امز