شريهان.. أيقونة الجمال والحزن والفن
في عام 1981 كانت الفنانة شريهان على موعد مع الأحزان، إذ لقي شقيقها عمر خورشيد مصرعه إثر حادث أليم
فشلت الأيام في التأثير على جمال الفنانة المصرية شريهان، فهي ما زالت فاتنة وقادرة على جذب الأضواء، لكن المؤلم أن خلف ملامحها الجميلة يسكن ويتمدد حزن له عمق وارتفاع، إذ غافلها المرض واحتل جسدها وأجبرها اليأس في لحظات كثيرة على الابتعاد عن الساحة الفنية.
في مثل هذا اليوم 6 ديسمبر 1964، ولدت شريهان أحمد عبدالفتاح الشلقاني وسط أسرة ثرية وعاشقة للفن، شقيقها هو الموسيقار وعازف الجيتار الشهير عمر خورشيد، تعلمت من شقيقها حب الموسيقى والغناء والتمثيل، وبرزت تلك الموهبة في الرابعة من عمرها، إذ رأتها كوكب الشرق أم كلثوم وهي ترقص على طاولة في فرح شقيقها فاحتضنتها وقالت لها: "أنتِ موهوبة".
مرت الأيام والسنوات وغدت الطفلة الصغيرة فتاة جميلة ولافتة للنظر، لذا تهافت عليها المنتجون، لتجد نفسها في سن 17 سنة مطلوبة في السينما والتلفزيون والمسرح، وشاء الحظ أن يكون معلمها الفنان الرائع فؤاد المهندس، إذ قدمت معه عددا من الأعمال المسرحية المهمة منها "سك على بناتك" و"علشان خاطر عيونك".
في عام 1981 كانت "شهر زاد الفن" على موعد مع الأحزان، حيث لقي شقيقها عمر خورشيد مصرعه إثر حادث أليم، وفشلت الشرطة في الوصول إلى مرتكب الحادث وكثرت الأقاويل حول ملابسات الوفاة، وجدت الصغيرة نفسها وحيدة، إذ كانت تعتمد على شقيقها في كل صغيرة وكبيرة، وتملك منها الحزن، ولذا اعتذرت عن أعمال فنية كثيرة، ولم يساعدها في الخروج من تلك الأزمة إلا الفنان الكبير فؤاد المهندس الذي وقف إلى جانبها ودعمها كثيرا.
عادت بالفعل شريهان للوسط الفني بعد غياب عامين وراحت تبذل مجهودا كبيرا للخروج من دوامة اليأس، استطاعت أن تتوهج على شاشة السينما وقدمت أعمالا رائعة منها "العذراء والشعر الأبيض، خلي بالك من عقلك، شارع السد، الخبز المر"، كما تألقت في الفوازير الاستعراضية التي باتت إحدى العلامات المميزة للتلفزيون المصري في شهر رمضان، ومن أشهرها فوازير "ألف ليلة وليلة" (عام 1985)، "حول العالم" (1987)، و"حاجات ومحتاجات".
في قمة النجاح والتوهج تعرضت شريهان لحادث سير تردد مرة أنه قضاء وقدر، ومرات كثيرة أنه مدبر، وكُسرت ساقها وأصيبت في عمودها الفقري، الأمر الذي أبعدها عن المشهد الفني لفترات طويلة وحرمها من الاستعراضات التي كانت تعشقها. وفي عام 1996 عادت للساحة التي كانت متعطشة لها وشاركت فى أفلام رائعة منها "الطوق والأسورة، عرق البلح، كريستال".
لم تسعد "شهر زاد" بالنجاح كثيرا، إذ داهمها مرض السرطان فجأة وأصابها في وجهها، وكان هذا الخبر صدمة لجمهورها ومحبيها، وبسبب المرض ابتعدت عن الساحة وغابت أخبارها لتعاود الظهور في عام 2011 في ميدان التحرير وسط المتظاهرين، وعادت لتؤكد تعافيها من مرض السرطان، وأن الإنسان لا يجب أن يرفع راية الاستسلام مهما بلغت محن وأزمات الحياة. تزوجت شريهان برجل الأعمال الأردني علاء خواجة وأنجبت منه "لولوة وتالية القرآن".
منحها الجمهور ألقابا كثيرة منها "حسناء الشرق، نجمة الأحزان، أيقونة الجمال"، ومؤخرا أعلن الناقد طارق الشناوي عن عودتها للساحة بمسرحية جديدة بعنوان "كوكو شانل" تقدمها فى 2020 لترد عليها قائلة: "شكرا يا صديقي.. كله في علم الغيب".