في ذكرى وفاة شادية "دلوعة السينما" 5 أعوام على رحيل فتاة أحلام الملايين
تحل ذكرى وفاة شادية دلوعة السينما، والتي حصدت العديد من الألقاب منها "نجمة الشباك الأولى" و"صاحبة الحنجرة الذهبية"، لنتعرف إلى أبرز محطاتها التي لا تنسى.
بصوتها الحنون وأدائها الدافئ، ملكت الفنانة المصرية الراحلة شادية قلوب جمهور الوطن العربي، وتربعت على عرش التمثيل لسنوات طويلة، وظلت عالقة في أذهان محبيها رغم اعتزالها الفن قبل 3 عقود، وتحل ذكرى وفاة شادية "صاحبة الحنجرة الذهبية".
بالصور.. نجوم الفن في حفل تأبين الفنانة شادية.
ذكرى وفاة شادية "دلوعة السينما"
تميزت "دلوعة السينما"، التي توفيت 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، بنبل أخلاقها وإنسانيتها وحضورها الطاغي ليصفها كثيرون بـ"فتاة أحلامهم"، ومنهم الأديب العالمي نجيب محفوظ، حيث قال عنها محفوظ، عندما تعامل معها أثناء كتابته سيناريو فيلم "الهاربة":
"هي فتاة أحلام أي شاب، ونموذج للنجمة الدلوعة وخفيفة الظل، كما أنها ممثله بارعة تستطيع أن تؤدي أي دور وأي شخصية" - نجيب محفوظ متحدًثا عن الشادية.
من هنا بدأت رحلة دلوعة السينما المصرية والعربية
نجحت الراحلة صاحبة "الحنجرة الذهبية" في حفر اسمها بجوار عملاقة الفن بأعمال خالدة قدمتها على مدار 4 عقود؛ لتصبح "نجمة الشباك الأولى" في الخمسينيات، و"صوت مصر" و"دلوعة السينما المصرية" في مرحلة متقدمة من حياتها الفنية.
بدأت شادية، التي ولدت 8 فبراير/شباط 1931 بمحافظة الشرقية، مسيرتها الفنية عام 1947 مقدمة عدد كبير من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والأعمال الإذاعية، واستمرت حتى 1984.
أفلام شادية
ورغم نجاح شادية في فترة الأربعينيات وبدايات الخمسينيات بأفلام خفيفة حققت نجاحا وإيرادات ضخمة للمنتج أنور وجدي، وعلى رأسها "ليلة العيد" و"ليلة الحنة" وثنائيتها مع كمال الشناوي.
فإن الطفرة الأولى تحققت عندما قدمت فيلم "المرأة المجهولة" لمحمود ذو الفقار وهي بعمر 28 عاماً فقط.
وجاءت الطفرة االفنية الثانية لها خلال ستينات القرن الماضي بأفلامها مع صلاح ذور الفقار، التي كشفت عن حسها الكوميدي، مفجرة طاقاتها التمثيلية.
فتنوعت أدوارها بين الكوميديا والدراما والأعمال الرومانسية، وعلى مدار 4 عقود تقريبا قدمت لجمهورها أكثر من 100 فيلم، نذكر منها:
- الستات ميعرفوش يكدبوا- 1954
- المرأة المجهولة- 1959
- التلميذة- 1961
- الزوجة 13- 1962
- زقاق المدق- 1963
- الطريق- 1964
- أغلى من حياتي- 1965
- مراتي مدير عام- 1966
- كرامة زوجتي- 1967
- معبودة الجماهير- 1967
- عفريت مراتي- 1968
- شئ من الخوف- 1969
- ميرامار- 1969
- نحن لا نزرع الشوك- 1970
- أضواء المدينة- 1972
- وآخرهم، فيلم لا تسألني من أنا- 1984
شادية في مسرحية ريا وسكينة
ظهور شادية على شاشة السينما دوما ما كان يحمل بهجة، وكانت قادرة على أن تجسد الدراما ومشاعرها المعقدة وكذلك تنزع الضحكة وترسم الابتسامة بكل خفة وتلقائية.
كما استطاعت أن تظل الفتاة الجميلة ذات الحضور الساحر القادر على أن يُربك كيان حبيبها، ولكن رغم تألقها السينمائي، كان الظهور لأول مرة على خشبة المسرح مخيفا بالنسبة لها.
كانت "ريا وسكينة" المسرحية الأولى والأخير لشادية، فعندما عرضها عليها المخرج حسين كمال المسرحية رفضت بشكل قاطع، فكانت تعلم أنه مهما كانت نجوميتها عالية في السينما، يظل المسرح وجمهوره لهما رهبة وخشيت أن تفشل في التجرية.
ولكن بمساعدة سهير البابلي وعبد المنعم مدبولي تمكنت من إتقان لغة المسرح وفهم متفرجيه.
نجاح مسرحية ريا وسكينة 1982
نجحت مسرحية "ريا وسكينة"، وختمت بها شادية أعمالها الفنية، لدرجة أن عرضها استمر من صيف عام 1982 وحتى سنوات تالية، وإلى الآن هي التي يجتمع لمشاهدتها الصغير قبل الكبير في الأعياد.
أغاني شادية
كان لشادية سجل حافل في الأغنيات ومساهمات وطنية ملموسة، إذ لم تترك مناسبة وطنية إلا وغنّت فيها لمصر دون أن تتقاضى جنيها واحدا، ففي أعقاب نكسة 67 وضرب مدرسة بحر البقر غنّت "الدرس انتهى لموا الكراريس"، وبعد نصر أكتوبر 1973 غنت "لما كنا صغيرين" و"عبرنا الهزيمة يا مصر يا عظيمة".
يا حبيبتي يا مصر.. شادية
أما أغنية "يا حبيبتي يا مصر" التي كتبها الشاعر محمد حمزة ولحنها بليغ حمدي عام 1970، فتعتبر من أشهر أغانيها الوطنية والتي تنطق كل كلمة فيها بصدق وحب عميق، فمع بساطة شادية كانت تمتلك حس وطني تلقائي لا يعرف انحيازات.
كما كانت أغانيها الأخرى حنونة وشقية مثلها، فجميعنا نتذكر "سونة يا سونسون"، و"شباكنا ستايره حرير"، و"وإن راح منك يا عين"، وغيرهم من الأغنيات التي نحفظها عن ظهر قلب.
اعتزال شادية ودور الشعراوي
بدأت شادية مشوارها الفني وهي بعمر الخامسة عشر، سبقتها أختها عفاف التي انسحبت مبكرا، ولكن استمرت شادية في التمثيل والغناء حتى قرارها بالاعتزال، الذي كان مفاجئا حينها.
فمع اعتياد الجمهور على خجلها من الظهور الإعلامي وندرة اللقاءات التي أجرتها، لم يتوقع أحد أن ينتهي مسار شادية الفني بقرارها الشخصي بالبعد عن أكثر فعل تحب القيام به.
هل اعتزال شادية بسبب الشعراوي؟
كان قرارا الاعتزال يزور شادية بين الفينة والأخرى، وكانت تنوي القيام به قبل أن تُعرض عليها مسرحية "ريا وسكينة"، التي وافقت على الاشتراك بها حبا في دور "ريا".
ومع كل مرة تعود فيها من المسرح في وقت متأخر، كانت تنتظر صلاة الفجر، وتخبر نفسها "ألم يحن الوقت بعد" وتقرأ القرآن وتبكي، فكانت تعلم أن انشغالها بعملها، يلهيها أحيانا عن أداء الصلاوات والفروض.
في ذكرى ميلادها الـ90.. فيديو نادر لشادية في عقد قران بعد اعتزالها
"مكنتش قادرة أغني أي حاجة خالص"
وبعد الانتهاء من المسرحية، اتجهت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء عملية جراحية، ومنها إلى السعودية حيث قامت بتأدية العمرة وقررت الاعتزال، وأن تتفرغ للعبادة وترتدي الحجاب وتقدم الأغاني الدينية فقط.
عادت شادية إلى مصر "مكنتش قادرة أغني أي حاجة خالص"، فقررت أن تتواصل مع الشيخ الشعراوي واستشارته عن وعدها لله في أثناء تأدية العمرة بالغناء الديني، فوجدته يقول لها "ده اللي هتعمليه أحسن بكتير".
فخرجت من لقائه تشعر بأنها مقبلة على الحياة، وكأنها طفلة "كنت حاسة الدنيا دي حاجة تانية وأني واحدة تانية عمري ما حسيت بالسعادة دي.. من بعدها بقى النور ظهر في حياتي".
لقاء نادر لشادية من كواليس ريا وسكينة
"كنت حاسة الدنيا دي حاجة تانية وأني واحدة تانية عمري ما حسيت بالسعادة دي.. من بعدها بقى النور ظهر في حياتي"
وفاة شادية.. دلوعة السينما المصرية
ورحلت شادية 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 عن عمر ناهز 86 عاما، تاركة وراءها رصيدا ضخما من الأعمال الفنية المتنوعة، بينها 112 فيلما، التي ظلت شاهدة على تمكنها وخفة ظلها وانتمائها لوطنها.
aXA6IDMuMTQzLjUuMTYxIA== جزيرة ام اند امز