فن
شادية.. سر اعتزال ووفاة "دلوعة السينما"
كانت الابتسامة جزء من ملامح الفنانة المصرية شادية، أحبها الجمهور بسبب طلتها الرائعة، وموهبتها الفريدة في التمثيل والغناء.
الغريب أن "دلوعة السينما" كانت مصدر سعادة لكل من حولها، لكنها عانت كثيرا في حياتها الحقيقية، وتألمت لأنها فشلت في تكوين بيت وعائلة.
وبمناسبة ذكرى ميلاد شادية، والتي تحل الثلاثاء 8 فبراير 2022، تستعرض "العين الإخبارية" في السطور التالية ملامح مهمة من حياتها، كيف بدأت المشوار؟ لماذا اعتزلت الفن؟
مشوار شادية
اسمها الحقيقي فاطمة أحمد كمال شاكر، وشهرتها "شادية" ولدت في 8 فبراير 1931، بمنطقة الحلمية الجديدة في حي عابدين بالقاهرة، وترجع أصولها إلى محافظة الشرقية المصرية، ولكن جذور عائلتها تعود إلى أصول شركسية.
اكتشف والدها موهبتها الفنية منذ الصغر، وطلب من الفنان فريد غصن تعليمها الغناء، وأسند إلى الفنان المصري الكبير عبدالوارث عسر مهمة تعليمها التمثيل والإلقاء.
وتردد أن "عسر" هو الذي أطلق عليها لقب شادية عندما سمع صوتها لأول مرة وقال عنها "شادية الكلمات".
وفي عام 1947، شاركت شادية وعمرها 16 عاما في مسابقة نظمتها شركة اتحاد الفنانين لاكتشاف مواهب جديدة، وتحمس لها المخرج أحمد بدرخان، ورشحها على الفور للمشاركة في فيلم بعنوان "أزهار وأشواك" بجوار هند رستم ومديحة يسري.
وابتسم الحظ لهذه الفنانة الموهوبة، بعدما عملت مع الفنان محمد فوزي في فيلم "العقل في إجازة"؛ إذ حقق الفيلم نجاحا كبيرا، ما دفع محمد فوزى إلى الاستعانة بها في عدد كبير من أفلامه.
وبمرور الأيام وتعدد التجارب، أصبحت شادية نجمة وتصدرت صورتها الأفيشات، ومنحها النقاد عدة ألقاب أهمها "دلوعة السينما".
أعمال الفنانة شادية
قدمت الفنانة المصرية شادية للسينما ما يقرب من 150 فيلما، أبرزها" لحن الوفاء، والمرأة المجهولة، وشباب امرأة، وبنات حواء، ومعلش يا زهر، وظلموني الناس، وأنت حبيبي، وارحم حبي، وشيء من الخوف، ونحن لا نزرع الشوك، وزقاق المدق"، وفي عام 1984 قدمت آخر أفلامها وهو" لا تسألني من أنا".
وعلى خشبة المسرح شاركت في بطولة مسرحية وحيدة هي "ريا وسكينة" بطولة سهير البابلي وعبدالمنعم مدبولي.
وعلى مدار حياتها قدمت دلوعة السينما عددا كبيرا من الأغنيات الرائعة، التي لا يزال يرددها الناس ومنها "يا حبيبتي يا مصر، ومكسوفة".
اعتزال شادية التمثيل والغناء
في عام 1985، قررت شادية الاعتزال بعد تقديم أغنية "خد بإيدي" في حفل الليلة المحمدية.
وفي مقطع فيديو نادر ظهرت بجوار الدكتور مصطفى محمود الطبيب والكاتب المصري والموسيقار محمد عبدالوهاب، وتحدثت عن سبب اعتزالها، وقالت إن الفن رسالة وأنها أدت دورها على أكمل وجه، وأنها نشأت وسط أسرة متدينة، وتصلي وتصوم، ولكن العمل في الفن جعلها تنشغل كثيرا.
وعندما شعرت بعدم الراحة، وتملك منها الإحساس بالقلق، قررت الاعتزال والتفرغ للعبادة ورعاية الأطفال الأيتام.
رجال في حياة شادية
لم تحقق "دلوعة السينما" النجاح في حياتها العائلية بقدر نجاحها في عالم الفن، فقد سقطت في دوامة الحب 3 مرات، ولم تنجح في تكوين بيت وعائلة.
تزوجت في بداية حياتها من مهندس يدعى عزيز فتحي، وحدث الانفصال بعد عام واحد بسبب رفضه عملها في مجال التمثيل.
وكانت الزيجة الثانية من الفنان الكبير عماد حمدي، ووقف فارق العمر حاجزا بينهما، وقتها كانت نجمة وتتهافت عليها شركات الإنتاج، فطلب منها عماد حمدي الاعتزال والتفرغ لرعاية شؤونه، وعندما رفضت دبت الخلافات ووقع الطلاق بعد 3 سنوات.
أما الرجل الثالث في حياة شادية هو الفنان الراحل صلاح ذو الفقار، وفشلت العلاقة أيضا وحدث الانفصال في عام 1996، وبعدها قررت شادية استكمال حياتها دون رجل.
وفاة دلوعة السينما
أصيبت شادية في 4 نوفمبر 2017 بسكتة دماغية، دخلت على إثرها العناية المركزة، وبعد أيام تعافت من السكتة الدماغية، وعادت لوعيها، حسبما أكد وقتها ابن أخيها "خالد شاكر".
تعرفت شادية على أقاربها، واعتبر الطبيب المعالج أن ما حدث مؤشر على التعافي، إلا إنها وجدت صعوبة في الكلام والتنفس، بسبب الإصابة بالتهاب رئوي حاد، وفي 28 نوفمبر 2017، توقف نبضها، وفقدت القدرة على التنفس، وماتت دلوعة السينما.