فن
شادية.. "صديق العمر" يكشف "معجزة" ماء زمزم مع سرطان الثدي (حوار)
تركت الفنانة المصرية "شادية" بصمات خالدة لا تنسى، وحفرت اسمها بحروف من ذهب في قلوب الجماهير،
بأعمالها الفنية التي تعد جواهر نادرة، ومواقفها الرائعة في خدمة المجتمع ورعاية الأيتام.
وبمناسبة ذكرى ميلادها، التي تحل الأربعاء، تلقي "العين الإخبارية" الضوء على مسيرتها الفنية، وتكشف أسرارا جديدة من حياتها، من خلال الحوار مع الدكتور محمد عشوب خبير المكياج المصري العالمي.
من هي شادية؟
اسمها الحقيقي فاطمة أحمد كمال شاكر، وشهرتها "شادية" ولدت في 8 فبراير/شباط 1931، بمنطقة الحلمية الجديدة في حي عابدين بالقاهرة، وترجع أصولها إلى محافظة الشرقية المصرية، ولكن جذور عائلتها تعود إلى أصول شركسية.
اكتشف والدها موهبتها الفنية منذ الصغر، وطلب من الفنان فريد غصن تعليمها الغناء، وأسند إلى الفنان المصري الكبير عبدالوارث عسر مهمة تعليمها التمثيل والإلقاء.
وتردد أن "عسر" هو الذي أطلق عليها لقب شادية عندما سمع صوتها لأول مرة وقال عنها "شادية الكلمات".
وفي عام 1947، شاركت شادية وعمرها 16 عاما في مسابقة نظمتها شركة اتحاد الفنانين لاكتشاف مواهب جديدة، وتحمس لها المخرج أحمد بدرخان، ورشحها على الفور للمشاركة في فيلم بعنوان "أزهار وأشواك" بجوار هند رستم ومديحة يسري.
وابتسم الحظ لهذه الفنانة الموهوبة، بعدما عملت مع الفنان محمد فوزي في فيلم "العقل في إجازة"؛ إذ حقق الفيلم نجاحا كبيرا، ما دفع محمد فوزى إلى الاستعانة بها في عدد كبير من أفلامه.
وبمرور الأيام وتعدد التجارب، أصبحت شادية نجمة وتصدرت صورتها الأفيشات، ومنحها النقاد عدة ألقاب أهمها "دلوعة السينما".
قدمت الفنانة المصرية شادية للسينما ما يقرب من 150 فيلما، أبرزها" لحن الوفاء، والمرأة المجهولة، وشباب امرأة، وبنات حواء، ومعلش يا زهر، وظلموني الناس، وأنت حبيبي، وارحم حبي، وشيء من الخوف، ونحن لا نزرع الشوك، وزقاق المدق"، وفي عام 1984 قدمت آخر أفلامها وهو" لا تسألني من أنا".
وعلى خشبة المسرح شاركت في بطولة مسرحية وحيدة هي "ريا وسكينة" بطولة سهير البابلي وعبدالمنعم مدبولي".
وعلى مدار حياتها قدمت دلوعة السينما عددا كبيرا من الأغنيات الرائعة، التي لا يزال يرددها الناس ومنها "يا حبيبتي يا مصر، ومكسوفة".
في عام 1985، قررت شادية الاعتزال بعد تقديم أغنية "خد بإيدي" في حفل الليلة المحمدية.
وفي مقطع فيديو نادر ظهرت بجوار الدكتور مصطفى محمود الطبيب والكاتب المصري والموسيقار محمد عبدالوهاب، وتحدثت عن سبب اعتزالها، وقالت إن الفن رسالة وأنها أدت دورها على أكمل وجه، وأنها نشأت وسط أسرة متدينة، وتصلي وتصوم، ولكن العمل في الفن جعلها تنشغل كثيرا
وعندما شعرت بعدم الراحة، وتملك منها الإحساس بالقلق، قررت الاعتزال والتفرغ للعبادة ورعاية الأطفال الأيتام".
"عشوب" يكشف تفاصيل أيام صعبة في حياة "شادية"
التقت "العين الإخبارية" بخبير المكياج العالمي محمد عشوب، الذي رافق شادية سنوات طويلة، ونشأت بينهما علاقة صداقة قوية انتهت برحيلها عن عالم الأحياء، وحول أيامها الأخيرة وسر اعتزالها ومحنة المرض دار هذا الحوار.
- بداية متى نشأت علاقة الصداقة بينك وبين دلوعة السينما "شادية"؟
منذ سنوات طويلة، لا أتذكر التاريخ، ولكن العلاقة بدأت عندما كنت أعمل مساعد ماكيير، في مجموعة من الأفلام المهمة في السينما، وبعد ذلك تطور حجم الصداقة بعدما أصبحت الماكيير المسؤول عن عدد كبير من أفلامها.
- هل تتذكر عدد الأفلام التي تعاونت فيها مع الفنانة الراحلة؟
عدد كبير يتخطى الـ30 فيلما منها "أضواء المدينة، شىء من الخوف، والزوجة 13"، وكل هذه الأعمال حققت نجاحا لافتا وقت عرضها، وساهمت في زيادة رصيد الود والحب بينها والجمهور.
ـ حدثتنا عن أفضل صفات دلوعة السينما؟
التواضع، كانت رغم شهرتها في مصر والعالم العربي شديدة البساطة والتواضع، وفي أيامها الأخيرة تفرغت للصلاة وقراءة القرآن ورعاية الأيتام، وكانت فنانة من طراز فريد، وإنسانة نادرة، ولذا أحبها الجمهور، وتعلق بها إلى حد كبير.
-بمناسبة أيامها الأخيرة.. هل صحيح أنها ماتت متأثرة بمرض سرطان الثدي؟
ماتت شادية متأثرة بمرض القلب، وأوجاع الشيخوخة، ولكن لمرض السرطان معها قصة غريبة، لا يعلمها الكثير من الناس.
- نريد أن نعرف قصة "شادية " مع سرطان الثدي.. ماذا حدث ؟
في عام 1986 قررت شادية اعتزال الفن، وحدث ذلك بعد مشاركتها في حفل "الليلة المحمدية" بمناسبة المولد النبوي الشريف، والذي غنت خلالها أغنية دينية هي "خذ بإيدي" .
بعد أيام من اتخاذ القرار أحست بتعب شديد في صدرها، وتم نقلها إلى المستشفى، وبعد إجراء التحاليل والأشعة تبين أنها تعاني من سرطان الثدي، وبناء على نصيحة المقربين قررت السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية أملا في العلاج هناك، وكانت المفاجأة أن التحاليل أكدت أن الورم ضخم والحالة ميؤس منها، وأخبرها الطبيب المعالج أن عمرها المتبقى لن يتخطى 6 شهور.
وكيف استقبلت هذا الخبر الحزين؟
بهدوء شديد، استقبلت شادية هذا الخبر، وطلبت من شقيقتها عفاف أن تساعدها في السفر من الولايات المتحدة الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية لعمل عمرة، وأثناء تواجدها في سفارة الرياض بأمريكا، حدثت لها مشكلة، ونصحها الموظف بالعودة لمصر، لكن تصادف مرور السفير ومسؤول كبير في السعودية، وعندما علم بوجودها تدخل، وأمر بسفرها على متن طائرة خاصة هي وشقيقتها وزوج شقيقتها لأداء العمرة.
- وهل شعرت بالتعب في السعودية؟
فاتني القول إن شادية قبل السفر إلى أمريكا أجرت جراحة وتم استئصال جزء من ثديها، وفي السعودية تم استقبالها بحفاوة شديدة، وفي أحد الأيام طرقت باب غرفتها سيدة طيبة، وطلبت منها أن منحها فرصة كي تساعدها في الاستحمام بماء زمزم، وافقت شادية، وبعد هذه الواقعة كانت تتعب جدا بعد تناول الدواء وتشعر بالراحة في الابتعاد عنه، ونصحا الشيخ محمد متولي الشعراوي بالصبر وترك الدواء، الغريب أنها ذهب لمعرفة كيف تطورت حالتها، وفوجئت باختفاء المرض، لدرجة أن الأطباء قالوا لها إن حالتك أشبه بطفل حديث الولادة، وعاشت بعد ذلك 25 عاما، وماتت متأثرة بمرض القلب.
- من هو الرجل الذي أحبته شادية بشدة من بين أزواجها؟
طبعا الفنان الكبير صلاح ذو الفقار، ومن أجله غنت أغنيتها الشهيرة "خلاص مسافر" عقب انفصالهما.
- هل شعرت بالندم بسبب عدم الانجاب؟
بكل تأكيد، يجب أن تعلم أن شادية وسهير رمزي، ونبيلة عبيد، شعرن بالندم كثيرا لعدم الإنجاب، في لقائي الأخير مع نبيلة عبيد قالت لي "هسيب ثروتي لمين؟"
aXA6IDE4LjIxOC43My4yMzMg
جزيرة ام اند امز