الشارقة الذي يدربه ابن البلد "المايسترو" عبدالعزيز العنبري غيّر كل المفاهيم وقلب كل التوقعات وفرح جماهيره باستعادة كأس السوبر الغائبة
نقولها من القلب؛ مبروك للأسرة الشرقاوية؛ فقد استحق فريق الكرة أول ألقاب هذا الموسم، وهو كأس سوبر الخليج العربي، بالفوز المثير على فريق شباب الأهلي، في ليلة لا تُنسى، ليعود لقب السوبر إلى بيته، بعد غياب 25 عاما، وفي بداية موسم استثنائي للفريق، ووسط احتفالية رائعة وتاريخية، قبل انطلاقة دوري المليار.
الشارقة الذي يدربه ابن البلد "المايسترو العنبري" غيّر كل المفاهيم وقلب كل التوقعات وفرح جماهيره باستعادة كأس السوبر الغائبة عن هذا الصرح الرياضي الكبير
فالشارقة هو أول نادٍ يفوز بلقب الدوري على مستوى الدرجة الأولى عام 73، باسم العروبة، واليوم هو آخر الأبطال؛ فقد تعامل بذكاء شديد مع مباراة السوبر، وقدم واحدا من عروضه التكتيكية الواقعية، أمام فريق يعد الأفضل فنيا واستحواذا على الكرة "شباب الأهلي".
وخطف الشارقة من منافسه السعادة والابتسامة في الركلات الترجيحية، التي ابتسمت للفريق الأبيض، لتنطلق الأفراح وتمتزج معها الدموع، وأتصور أن الغالبية قبل المباراة كانوا يتوقعون فوز فرسان دبي، بسبب ما قدموه في مسابقة كأس الخليج العربي، التي استهل بها الموسم، ولاعتبارات عديدة، فنياً وتحضيرياً، ونتائج لافتة.
إلا أن فريق الشارقة الذي يدربه ابن البلد "المايسترو العنبري" غيّر هذا المفهوم، وقلب كل التوقعات، وفرح جماهيره باستعادة كأس السوبر، الغائبة عن هذا الصرح الرياضي الكبير، ليكون أول لاعب ومدرب يفوز بها، ويضيف إنجازا شخصيا له، ويثبت مدى قدرته على التعامل مع متغيرات الأحداث.
نعم كانت ليلة بيضاء، في سهرة كروية لا تُنسى للشارقة وجماهيره وعشاقه ومحبيه، انتظروها طويلا ليحتفلوا باللقب المستحق، ولتؤكد أن خطوات الشارقة واثقة، مهما طالت الأيام والسنوات، وأنه عاد من جديد بطلا بلقب آخر، ومع مدرب سطر اسمه بأحرف من ذهب، وستبقى تلك الإنجازات باقية في أذهاننا كونها تحققت على يد المدرب المواطن، وهو الأول في تاريخ اللعبة الذي يحصد لقبين متتاليين، وسط "هوامير التدريب الخواجات"، وقد أبدع العنبري لما أتيحت له الفرصة، والثقة به، والنتيجة كما نراها اليوم في الشارقة.
هكذا هو التخطيط لأي مدرب يريد أن يحقق نجاح عبدالعزيز العنبري، الذي عاش مع فريقه موسم التحدي، بدعم من إدارة النادي، برئاسة المخضرم سالم عبيد الشامسي، الرجل الذي قاد زملاءه بروح الفريق الواحد، وبمعاونة النجم الأولمبي العداء الشهير، والإداري المالي الأخ محمد بن هندي.
فقد عملت الإدارة بشكل متجانس، وبروح وحماس، من حيث تشكيل لجان متعددة داخل النادي، منها لجنة الاحتراف، ولجنة التعاقدات، وغيرهما من اللجان، التي تبين مدى نجاح منظومة العمل الإداري في البيت الشرقاوي، حتى حان وقت جني ثمار العمل الاستراتيجي، ولم تهزهم الشكوك.
فالثقة بالنفس والتنظيم الجيد للعمل كانا شعار كل فرد في الإدارة، ووراء هذا التوافق الإداري الواضح في سياسة النادي العريق بعد الدمج، ومجلس الإدارة عرف دوره وواجباته جيدا، وخصص الموازنات المناسبة، كي يستطيع كل مشرفي الألعاب أن يتعاملوا مع الأحداث بالصورة المثلى، وأيضاً من خلال التعاقدات مع اللاعبين المواطنين والأجانب، وفق رؤية تخدم مصلحة فرق النادي، وبشفافية تامة دون تعقيد، وهذا سر النجاح الشرقاوي، وليس ذلك في الكرة فقط، وإنما في كل الألعاب بالنادي.
وأقولها بكل صدق؛ انتظروا الكثير من الإدارة السوبر.. والله من وراء القصد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة