إنفوجراف.."لغتي" تعزز جهود المؤسسات التعليمية للوصول إلى مجتمع المعرفة
مبادرة "لغتي"وزعت حتى الآن أجهزة لوحية مجاناً على 8037 طالباً وطالبة و361 معلماً ومعلمة بالشارقة.
لا تتوقف إمارة الشارقة ضمن رؤيتها الحضارية والنهضوية، عن دعم وتعزيز قدرات الأطفال والناشئة وتنمية مهارتهم على مختلف المستويات المعرفية والإبداعية، فتظهر العديد من المبادرات والمشاريع الرائدة على مستوى المنطقة، لتحقق الرؤية التي آمن فيها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بأن الأطفال والناشئة هم حجر الأساس في بناء المستقبل والنهوض به.
تتضح صورة العمل المتواصل والجهد الكبير في رعاية الأجيال الجديدة بالوقوف عند مبادرة "لغتي"، التي انطلقت لتشكل مشروعاً متكاملاً يؤسس الأطفال والناشئة على اللغة العربية السليمة، ويشجعهم على الاعتزاز بها بوصفها واحدة من مقومات الهوية الثقافية الإماراتية والعربية، حيث تأسست في العام 2013 تحت رعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لتشكل رؤية جديدة في دمج تعلم العربية بالوسائط الذكية في مدارس الشارقة.
قطعت المبادرة شوطاً كبيراً في الأهداف التي وضعتها، فمنذ أن أُدرجت ضمن المبادرات الرامية إلى تطوير قطاع التعليم في الإمارة، وهي تستحدث الآليات والفرص لتعزيز دورها في واقع التعليم المعاصر، حيث وضعت جملة من الآليات والرؤى التي ترسم مسارها، فعملت على توزيع أجهزة لوحية مجاناً، على 25 ألف طالب وطالبة، و1000 معلم ومعلمة بمرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الخامس، في 80 مدرسة وروضة أطفال بالشارقة.
وحملت الأجهزة اللوحية برنامج "حروف" المعد من قبل شركة حروف التابعة لمجموعة كلمات للنشر، الذي تخصصه الحملة لتعليم اللغة العربية للأطفال، والناشئة، بوسائل حديثة تتماشى مع تقنيات التعليم المعاصر، وتدمج الوسائط التفاعلية الحديثة بقواعد تعليم اللغة العربية لتشكل نموذجاً جديداً في تشجيع ودعم اللغة العربية لدى الأجيال الجديدة.
حول أهمية المبادرة، وما حققته خلال السنوات الأربع لعمرها تقول بدرية آل علي، مدير مبادرة "لغتي": "تماشياً مع رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وضعنا خطة استراتيجية متكاملة للمبادرة، نسعى من خلالها الوصول إلى الأهداف التي نطمح إلى تحقيقها، وتضمنت هذه الخطة ست مراحل، تم حتى الآن تنفيذ مرحلتين منها، حيث نجحنا في المرحلة الأولى، بتوزيع أجهزة لوحية على 5060 طالباً وطالبة و232 معلماً ومعلمة، في رياض الأطفال بالشارقة، بميزانية بلغت 17 مليون درهم، أما المرحلة الثانية التي نفذت بميزانية بلغت 15.5 مليون درهم، فتمكننا فيها من توزيع الأجهزة اللوحية على 2977 طالباً وطالبة في مرحلة الصف الأول، و129 معلماً ومعلمة في 49 مدرسة".
وأكدت مدير مبادرة "لغتي"، أن المبادرة حرصت بعد الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية، على القيام بزيارات ميدانية إلى رياض الأطفال والمدارس التي شملتها المبادرة، تم من خلالها إجراء تقييم شامل للتعرف على مدى استفادة الطلاب والمعلمين من الأجهزة اللوحية التي قدمت إليهم، والتأكد من استمرارية استخدام المعلمين والطلاب لها، والتعرف على ملاحظاتهم وآرائهم تمهيداً لأخذها بعين الاعتبار في المراحل الأربعة التالية من المبادرة.
تماشياً مع أهدافها الرامية إلى تعزيز استخدام التكنولوجيا في تعليم اللغة العربية، نظمت "لغتي" في أكتوبر 2016 سلسلة دورات تدريبية استهدفت من خلالها معلمات اللغة العربية للصف الأول في المدارس الحكومية بالإمارة، بمشاركة المعلمات ومديرات المدارس ومعلمات غرف المصادر، لتدريبهن على كيفية استخدام الأجهزة اللوحية في تعليم اللغة العربية.
وحرصاً منها على استخدام المنهج العلمي للتعرف على النتائج التي تحققت في مرحلتيها الأولى والثانية، وقعت "لغتي" مذكرة تفاهم مع جامعة الشارقة في أكتوبر 2016، يتم بموجبها إجراء دراسة بحثية، لقياس الأثر الذي أحدثته المبادرة في اكتساب مفاهيم ومهارات اللغة العربية لدى الأطفال الذين استفادوا من خدماتها.
خلال شهري يوليو وأغسطس 2016، نظمت "لغتي" مخيمها الصيفي الأول، الذي أقيم في كلٍ من مركز كولاج بنادي سيدات الشارقة، وإدارة رياضة المرأة بنادي سيدات الشارقة، ونادي الجولف والرماية في الشارقة، وفروع مراكز أطفال الشارقة في مليحة، والرقة، وكلباء، وخورفكان، ووادي الحلو، ودبا الحصن، واشتمل المخيم الذي استهدف أكثر من 500 طالب وطالبة، على ورش عمل مختلفة دارت معظمها حول كيفية التعامل مع تطبيق "حروف" الذي تستخدمه " لغتي".
بهدف تعريف الأطفال والأسر بالخدمات التي تقدمها لطلاب المدارس في سبيل تحسين مستوياتهم باللغة العربية، حرصت "لغتي" على المشاركة في العديد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية، حيث شاركت في أبريل 2016 في النسخة الثامنة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، التي شهدت إطلاق مسابقة العمل المسرحي الأول، الخاصة بطلاب رياض الأطفال بإمارة الشارقة، وهدفت المسابقة التي تم تنظيمها بالتعاون مع مجلس الشارقة للتعليم، إلى إثراء الحصيلة اللغوية لدى الأطفال، وتنمية قدراتهم في التعبير بطلاقة وفصاحة، وتحبيبهم في اللغة العربية، وتحفيزهم لاستخدامها في أحاديثهم، إلى جانب تطوير وصقل مواهبهم الإبداعية في الأداء المسرحي وإذكاء خيالهم.
وشاركت "لغتي" أيضاً في "كرنفال القراءة" على كورنيش خورفكان، الذي نظمته وزارة التربية والتعليم في أكتوبر 2016 ضمن مبادرة "السياسة الوطنية للقراءة"، وقدمت خلالها مجموعة متنوعة من الورش والأنشطة. كما حرصت "لغتي" على تنظيم احتفالية خاصة باليوم العالمي للمعلم الذي يصادف الخامس من شهر أكتوبر في كل عام، وذلك تقديراً منها لجهود المعلمين في دعم وتطوير المنظومة التعليمية في الإمارة.
وامتدت مشاركات "لغتي" لتتوج بالمشاركة في فعاليات الدورة الـ35 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، التي شهدت تنظيم مسابقة "كأس لغتي" لأول مرة، التي سعت إلى اختبار مهارات اللغة العربية لدى طلاب وطالبات الصف الثاني من مرحلة التعليم الأساسي في جميع المدارس الحكومية على مستوى إمارة الشارقة.
وتواصلت مشاركات "لغتي" في الفعاليات الثقافية والاجتماعية، وشاركت في ديسمبر 2016 بالدورة الخامسة من مهرجان ضواحي، الذي نظمته دائرة شؤون الضواحي والقرى، حيث قدمت من خلال هذه المشاركة جلسات لقراءة القصص، وورش عمل فنية ويدوية، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة أمام الأطفال زوار المهرجان لاستخدام الأجهزة اللوحية الخاصة بالمبادرة.