ندوة بمعرض الشارقة للكتاب: اللغة أبرز إشكاليات أدب الطفل
سلط مثقفون ومتخصصون في أدب الطفل الضوء على أبرز إشكاليات الكتابة المعاصرة للأطفال واليافعين، مركزين على الصعاب المتعلقة باللغة.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية عقدت على هامش معرض الشارقة الدولي للكتاب، بمشاركة عدد من أعضاء لجنة تحكيم جائزة "اتصالات" لأدب الطفل لعام 2022 والذين أكدوا أن عدم ملائمة اللغة المكتوب بها الأعمال الموجهة لليافعين تعد الإشكالية الأكبر في الأعمال المتقدمة هذا العام بالإضافة إلى عدم توافق موضوع الكتاب مع الفئة المتقدم لها.
وأوضح المشاركون أن الجائزة تضم 5 فئات تقدم لها 16 عملاً متنوعاً باستثناء فئة كُتب "الكوميكس" التي تقدمت لها 9 أعمال.
وقالت الدكتورة هنادي سيلط، رسامة مستقلة وأستاذة مشاركة بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، إن لغة الخطاب الموجهة للطفل تغيرت حيث أصبح هناك تنوع للغة البصرية التي نخاطب بها الجمهور؛ فاللغة البصرية لا تختلف كثيراً عن اللغة المكتوبة إذ يظل لديها نفس العناصر وهي التكوين والتسلسل والصعود والهبوط وحتى النهاية.
وأضافت "أصبح الموضوع أوسع من ذي قبل فاللغة تغيرت وأصبح هناك تنوع وبالتالي لابد أن تتضمن الكتب لغة أيسر تساعد الطفل على الفهم، لافتة إلى أن هناك بعضاً من الملحوظات على الأعمال المقدمة منها أن الغلاف قد يكون أحياناً أقل من مستوى الكتاب رغم كون الكتاب جيداً جداً.
وأشارت كذلك تركيز الكتب على الموضة باعتبارها الأفضل بدلاً من الحفاظ على الموهبة الموجودة لديهم، كما أن بعض الكتب بها مبالغة في حجم الكتاب رغم أن صِغر حجمه قد يكون أكثر ملاءمة للطفل.
من جانبه قال سنان صويص المؤسس والرئيس التنفيذي لجبل عمّان للناشرين إن وجود 9 أعمال مقدمة في فئة الكوميكس هو رقم قليل مقارنة بما كانت عليه في السابق فالحاجة إلى "الكوميكس" في السوق العربية مهمة جداً والأعمال التسعة لم ترتقِ إلى المستوى المطلوب.
وأضاف "هناك مجال للناشرين للعمل بمجال الكوميكس وأيضاً متاح فرصة كبيرة لكتب الطفولة المبكرة فكتب اليافعين تحتاج لطريقة كتابة معينة لأن هناك صعوبة في بيئتنا العربية، ففي السابق كان هناك سلسلة الألغاز "المغامرون الخمسة" وكانت تُكتب بشكل يتناسب مع هذا الوقت، لكن حاليا أصبح لدينا فجوة لأن الوعي لدى المؤسسات الحكومية ووزارة التربية والتعليم والأهالي ازداد تجاه كتب الطفولة المبكرة".
وأوضح أن الرسم أبسط من الكتابة، ومن خلال تجربتنا كناشرين دائماً نجد أن هناك نواحي إشكالية كبيرة منها: ضعف الدور التحريري في دور النشر وغياب الابتكار في الأفكار بالإضافة إلى أن بعض دور النشر تفتقر لمنطق الكتابة، والسؤال هو: هل يمكن لنا أن ننتج أدباً للطفل بمشاكله وحياته اليومية.
بدورها قالت مؤلفة كتب الأطفال الإماراتية الدكتورة نسيبة العزيبي "وجدنا في الأعمال المتقدمة للجائزة عدم ملائمة البعض للفئة المتقدمة لها رغم كونها عملاً مميزاً فمثلاً وجدنا أعمالاً مناسبة بصورة أكثر لـ"الكوميكس" ضمن فئة الكتاب المصور، وأعمالاً مناسبة للكتاب المصور في فئة الطفولة المبكرة وأيضاً وجدناً كتباً مصورة موجودة ضمن كتب اليافعين رغم أنها جميلة للغاية لكن هذا يعد خطأً، مشيرة إلى أن اللجنة رأت استبعاد أي كتاب في فئة غير مناسبة له".
وأوضحت أن عدم مناسبة اللغة للفئة المستهدفة يعد إشكالية أخرى، وقد وجدناً كتباً لليافعين- ورغم كتابتها بلغة راقية- لكن الموضوع والفكرة لم يكونا مناسبين لليافعين فضلاً عن أننا وجدنا في الكتب المصورة ضعفاً في البناء الفني للقصة، فالمشكلة دائما في الوسط ودائماً ما يكون هناك تعجُّل للوصول إلى الحل لأن النهاية قد تكون في رأس الكاتب ويرغب في الوصول إليها بسرعة.
وقالت الكاتبة والمُحاضرة بجامعة نيويورك أبوظبي الدكتورة ليلى فاميليار إن إشكالية اللغة المكتوب بها الكتاب تعد الأبرز ضمن الملاحظات التي رصدتها لجنة الجائزة فتقديم كتاب لفئة لا تتناسب مع المستوى اللغوي المكتوب بها هي إحدى المشكلات الموجودة في أغلب الكتب وكأن الكاتب لا يكتب للطفل الذي عمره 6 سنوات، وإنما يكتب للآباء أو لنفسه.
وأضافت أن استبيانا أُجري في أبوظبي على 6 آلاف شخص توصل إلى واحدة من المشكلات التي تواجه شريحة عريضة من الأطفال القراء وأولياء أمورهم وهي أن النص ليس على مستواهم وخاصة اللغة الفصحى التي لا يتحدثها الطفل، لافتة إلى أنه يغيب عن نظر الكُتّاب أن طفل اليوم ليس هو طفل السنوات العشر الماضية فالانفتاح الذي حدث من الناحية التكنولوجية جعل الطفل لديه إمكانية الوصول لمفاهيم لم تكن موجودة في السابق.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMS43NSA= جزيرة ام اند امز