"محطمة".. كتاب يكشف كواليس هزيمة كلينتون
الكتاب الجديد يكشف عدة مفاجآت عن تعامل كلينتون مع الهزيمة، وكيف كانت حملتها محكوما عليها بالفشل والعقبات التي اعترضت طريقها
مع بدء إغلاق مراكز الاقتراع يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كانت هيلاري كلينتون تتأهب للحظة، عندما تصعد بعد طول انتظار إلى المنصة باعتبارها أول رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة.
وبدلا من ذلك، وجدت نفسها تعتذر للرئيس السابق باراك أوباما بعد ساعات في مكالمة هاتفية مؤلمة، عقب لحظات من إقرارها بالهزيمة في الانتخابات الرئاسية لصالح دونالد ترامب، حيث قالت كلينتون لأوباما، الذي اتصل بها لمواساتها على خسارتها: "سيدي الرئيس، أنا آسفة".
تلك المكالمة الهاتفية، واحدة من عدة مفاجآت يكشف عنها الكتاب الجديد Shattered "محطمة"، الذي يوضح كيف كانت حملة كلينتون محكومًا عليها بالفشل منذ البداية، ويقدم رؤية من وراء الكواليس للعقبات، التي اعترضت طريقها، وبعضها كان مألوفا، والبعض الآخر كان نتيجة لتحول الناخبين الأمريكيين.
في كتابهما، يوثق الصحفيان جوناثان ألين، وآمي بارنز وقائع سعي كلينتون لمدة 18 شهرا لفعل ما أفلت من قبضتها في عام 2008، وتهشيم "أعلى، وأصلب سقف زجاجي"، في إشارة إلى الحواجز غير المنظورة، التي تقصي المرأة عن المراكز التنفيذية العليا.
يُسلط الكتاب الضوء على التغير المؤلم لمجرى الأحداث ليلة الانتخابات، حيث شاهدت كلينتون النتائج تنحرف بشكل كبير عن المسار، الذي تنبأت به حملتها بكل ثقة.
محاطة بأفراد أسرتها، ومساعديها في فندق بينينسولا في مانهاتن، رأت أول الشقوق يظهر، حيث فقدت ولاية فلوريدا التي كان يتحتم عليها الفوز بها، حيث أبلغ ستيف شال، وهو واحد من الاستراتيجيين الديمقراطيين الأكثر موثوقية في الولاية، حملة كلينتون بأنهم يواجهون عجزا في الأصوات.
ومع بدء معارك الولايات الأخرى في الانهيار، خيمت أجواء من الهدوء على الجناح، لكن سرعان، حسبما يقول المؤلفان، ما بدأ المساعدون في تبادل إلقاء اللوم، حيث شعر بيل كلينتون بالضيق على نحو متزايد، وأصبحت هيلاري كلينتون منعزلة.
بسلسلة من المكالمات الهاتفية من البيت الأبيض، كسر أوباما، الذي يتابع النتائج برفقة مستشاريه في واشنطن، السبات قبل الإعلان للتو عن فوز ترامب بولاية ويسكونسن، أحد معاقل الحزب الديمقراطي.
وظلت نتائج بعض الولايات قريبة بشكل مثير، ولكن الرئيس أوباما كان مقتنعا بالنتيجة، ولم يرغب في التشكيك في شرعية الانتخابات كما فعل ترامب قبل أسابيع فقط، في الوقت الذي كان يواجه كلينتون خلال المناظرات.
"يجب عليكِ أن تُقري بالهزيمة"، هذا ما قاله أوباما لكلينتون، بعد أن أخفق مدير الشؤون السياسية بالبيت الأبيض في إقناع مدير حملتها روبي موك، بشأن هذه النقطة.
تطلب الأمر مكالمة هاتفية واحدة أخرى من الرئيس إلى رئيس حملة كلينتون، جون بوديستا، قبل أن تطلب من مساعدتها المقربة هوما عابدين الهاتف، وتنطق الكلمات التي لم تعتقد أنها سوف تقولها قط: "تهانينا، دونالد، سأكون داعمة لنجاح البلاد، وهذا يعني نجاحك كرئيس"، وبعد محادثتها القصيرة مع ترامب، اعتذرت كلينتون لأوباما.
ويمثل الكتاب التعاون الثاني بين ألين وبارنز، اللذين ألفا في عام 2014 كتاب "إتش آر سي" (HRC)، الذي يروي تفاصيل تولي كلينتون منصبها على رأس وزارة الخارجية، والاستعداد لخوض الانتخابات الرئاسية الثانية.