شيخ الأزهر: رفض تهنئة المسيحيين بأعيادهم لا يمتُّ للإسلام بصلة
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم ليست من باب المجاملة أو الشكليات، وإنما تأتي انطلاقا من فهمنا لتعاليم ديننا الحنيف.
وأضاف، في تصريحات نشرتها وسائل إعلام مصرية، بالتزامن مع احتفالات المسيحيين بعيد القيامة، أن رفض تهنئة المسيحيين بأعيادهم فكر متشدد لا يمتُّ للإسلام بصلة.
وأوضح أن الأزهر الشريف يعتز بالعَلاقة التي تربط المصريين؛ مسلمين ومسيحيين، والتي تنبع من الفهم الصحيح للدِّين، مؤكداً أن علاقة المسلمين والمسيحيين تُعد تجسيداً حقيقياً للوحدة والإخاء، وأن هذه الأخوَّة ستظلُّ دائماً الرباط المتين الذي يَشتدُّ به الوطن في مواجهة الصعاب والتحديات.
وأكد شيخ الأزهر الشريف أنه لا توجد في القرآن أديان مختلفة، لكن توجد رسائل إلهية تعبر عن الدين الإلهي الواحد، لافتاً إلى أن هناك وحدة تربط نبي الإسلام محمد، صلى الله عليه وسلم، بغيره من الأنبياء، وهي الأخوَّة، مستشهداً بقول النبي، صلى الله عليه وسلم: "أنا أولى الناسِ بِعِيسَى ابنِ مريمَ في الدنيا والآخرةِ، ليس بَيْنِي وبينَهُ نَبِيٌّ، والأنْبياءُ أوْلادُ عَلَّاتٍ؛ أُمَّهاتُهُمْ شَتَّى، ودِينُهُمْ واحِدٌ".
واستشهد الطيب بأن الإسلام الذي نزل على محمد، صلى الله عليه وسلم، يقدم نفسه بحسبانه الحلقة الأخيرة في سلسلة الدين الإلهي، كما يقرر أن أصل الدين واحدٌ في جميع هذه الرسالات، ومن هنا يذكر القرآن التوراة والإنجيل بعبارات غاية في الاحترام ويعترف بأثرهما القوي في هداية البشرية من التيه والضلال، ولذلك يصف الله تعالى -في القرآن الكريم- كلاً من التوراة والإنجيل بأنهما "هدى ونور"، كما يصف القرآن نفسَهُ بأنَّه الكتاب المصدق لما سبقه من الكتابين المقدسين: التوراة والإنجيل.
وأضاف: "نقرأ فى القرآن ما يدل على أن الإنجيل مؤيد للتوراة، والقرآن مؤيد للإنجيل والتوراة"، مشيراً إلى أن فقهاء المسلمين يرون أنه لا يجوز للمسلمة أو المسلم أن يلمسوا القرآن على غير طهارة، وذلك الأمر ينطبق على لمس الإنجيل والتوراة، فيجب عدم لمسهما إذا كان المسلم على غير طهارة.
وأكد شيخ الأزهر الشريف أن هذا الرأي درسناه في كتب التراث ويدرسه طلاب الفقه بجامعة الأزهر والمرحلة الثانوية.
وشدد الطيب على أن الإسلام مرتبط بالمسيحية منذ قدوم عمرو بن العاص لمصر، حيث كان أول ما فعله هو الإفراج عن البابا بنيامين، الذي كان مختبئاً من بطش الرومان، فأبلغه مأمنه، غير المكانة التي تحظى بها السيدة مريم العذراء في نفوس المسلمين، موضحاً أن المسلمين يقدسون السيدة مريم مثل الأقباط.
وأشار إلى أن الإسلام لا ينظر لغير المسلمين من المسيحيين واليهود إلا من منظور المودة والأخوَّة الإنسانية، وهناك آيات صريحة فى القرآن تنص على أن علاقة المسلمين بغيرهم من المسالمين لهم -أياً كانت أديانهم أو مذاهبهم- هي علاقة البر والإنصاف.