شيخ الأزهر «تريند» من تايلاند وإندونيسيا.. موكب مهيب وأمنية «الحصير والأطفال»
شهدت زيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إلى تايلاند وإندونيسيا خلال الفترة الماضية اهتمامًا كبيرًا وتفاعلًا واسعًا، مما جعل اسم "شيخ الأزهر" يتصدر قائمة الأكثر بحثًا على مواقع التواصل.
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، على نطاق واسع، مقاطع فيديو لاستقبال الرئيس الإندونيسي الجنرال برابوو سوبيانتو لفضيلة الإمام الأكبر بمراسم رسمية واحتفالية مهيبة في جاكرتا، في حضور وزير الدفاع الإندونيسي فرابوو سوبيانتو.
في السياق، كشف الطيب، خلال لقاء عقده بمركز دراسات القرآن الكريم (PSQ) في جاكرتا، عن استعداده ترك مشيخة الأزهر ومنصب شيخ الأزهر بتحقيق أمنية حياته للمرة الأولى.
وقال الإمام الأكبر: "مستعد لترك كرسي المشيخة والجلوس على حصير لتعليم التلاميذ والأطفال القرآن الكريم وأتمنى تحقيق هذه الأمنية قبل أن أموت".
وخلال اللقاء، تحدث شيخ الأزهر عن أهمية وقيمة ومكانة القرآن الكريم والثواب الكبير لتعليمه وتحفيظه للطلاب والتلاميذ، كما فسر الآية رقم 110 من سورة آل عمران المتعلقة بخيرية الأمة الإسلامية "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر".
وفيها، تحدث الطيب عن قيمة الوسطية والعدل، موضحًا أن المسلمين إذا لم يطبقوا هذه المبادئ اليوم، فسيكون من الصعب تطبيق تعاليم الخير في القرآن.
وفي نهاية اللقاء تحدث شيخ الأزهر عن حلمه العميق في إنشاء مركز لتعليم القرآن الكريم للأطفال، قائلًا: "هدفي الأسمى عندما أتقاعد من الأزهر هو فتح مكان لتحفيظ القرآن الكريم، وأتمنى أن يحقق الله تعالى لي هذا الأمل قبل الموت وأنا على استعداد أن أترك كرسي المشيخة وأجلس على حصير أعلم التلاميذ وأُحفظهم القرآن الكريم"، مؤكدًا أنها أقصى أمانيه اليوم.
زيارة شيخ الأزهر إلى إندونيسيا
وكشف الأزهر الشريف، في بيان رسمي، فحوى زيارة الطيب إلى جاكرتا، موضحا أنه في بداية اللقاء هنأ شيخ الأزهر الجنرال برابوو سوبيانتو بفوزه في انتخابات الرئاسة الإندونيسية، داعيًا المولى له بالسداد والتوفيق في قيادة بلاده ودعم قضايا أمته.
وقال الأزهر، في بيانه، إن إندونيسيا تمثل نموذجًا إسلاميًّا يُحتذَى به في التطور والتنمية والرقي والحفاظ على الدين والقيم في مجتمع متعدِّد الديانات والثقافات.
وأكَّد شيخ الأزهر ضرورة حشد الجهود الدوليَّة من أجل الوقف الفوري لحرب غزة، وتسيير دخول المساعدات الإنسانيَّة والإغاثيَّة إلى القطاع المعزول، وتوفير كل أوجه الدعم اللَّازم من أجل وقف شلالات الدماء التي تُسالُ لأكثر من 8 أشهر دون رادعٍ دوليٍّ أو قانوني، أو إنساني أو أخلاقي.
وأعرب فضيلته عن تقدير الأزهر للموقف الإندونيسي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، خاصة منذ بدء حرب غزة.
وتابع البيان: "اتَّفق شيخ الأزهر والرئيس الإندونيسي المنتخب على إطلاق دعوةٍ عالميَّةٍ للمطالبة بوقف حرب غزة، وحثِّ كلِّ الأطراف المعنيَّة بتغليب مصلحة الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، والاستمرار في اتخاذ التَّدابير القانونيَّة والدوليَّة من أجل إيجاد حلٍّ قاطعٍ لوقف الانتهاكات وضمان عدم تكرارها في المستقبل والإسراع في حل الدَّولتين".
زيارة شيخ الأزهر إلى تايلاند
بالمثل، حظي فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب باستقبال مهيب في تايلاند، إذ استقبله ملك البلاد فاجيرالونغكورن، في القصر الملكي بالعاصمة بانكوك، بحضور الملكة سوثيدا.
ورحَّب ملك تايلاند بفضيلة الإمام الأكبر، معربًا عن سعادته بهذه الزيارة الكريمة لشيخ الأزهر، مشيدًا بجهود الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين في نشر وتعزيز قيم الحوار والسلام والتسامح والتعايش الإنساني، مؤكدا أن الأزهر يحظى بتقدير كبير من الشعب التايلاندي الذي يعيش في تناغم ووئام
وأعرب الملك عن حرص بلاده لرفع مستوى التعاون والعلاقات مع الأزهر الشريف؛ من خلال زيادة أعداد الطلاب الوافدين والمبتعثين الأزهريين، والتوسع في اعتماد المعاهد الدينية التي تقوم بتدريس المنهج الأزهري، والتنسيق بين مؤسسة الأزهر والمراكز الإسلامية في تايلاند، مشيرًا إلى أن الأزهر لا يمثل مرجعية لمسلمي تايلاند فحسب، وإنما هو منارة علمية عالمية لنشر الفكر الوسطي المستنير.
وأوضح أن هناك اهتمامًا كبيرًا من كل العائلات المسلمة في تايلاند لإرسال أبنائها للدراسة في الأزهر الشريف؛ إذ يحظى خريجو الأزهر في تايلاند بمكانةٍ كبيرةٍ في المجتمع.
وأعرب شيخ الأزهر عن سعادته بزيارة تايلاند وتقديره لحفاوة الاستقبال، مؤكدًا أن طلاب تايلاند الوافدين للدراسة في الأزهر يضربون المثل في الالتزام بالأخلاق والجد في تحصيل العلوم، وكانت لهم مشاركات اجتماعية متميزة في مختلف كليات جامعة الأزهر.
وبين أن الأزهر لا يقوم بتخريج الطلاب فحسب، وإنما يحرص على تعزيز التواصل مع خريجيه في مختلف أنحاء العالم ليكونوا سفراء للسلام والتسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.
وأكد الإمام الأكبر استعداد الأزهر لإنشاء مراكز لتعليم اللغة العربية في تايلاند؛ خدمةً للمسلمين لتعلم لغة القرآن، وتكثيف دورات تدريب الأئمة التايلانديين في أكاديمية الأزهر، وزيادة المنح الدراسية المقدمة لأبناء المسلمين في تايلاند لاستكمال دراستهم في الأزهر، وزيادة عدد المبعوثين بما يلبي احتياجات المجتمع التايلاندي.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjUwIA== جزيرة ام اند امز