علي حزين.. القارئ المنسي عاشق الفكاهة والقهوة بالسمن البلدي (بروفايل)
من بين قراء الرعيل الأول في دولة التلاوة، نال الشيخ علي حزين شهرة عريضة، لكنها لم تستمر بعد وفاته كثيراً لضياع معظم تسجيلاته.
كان القارئ علي حزين من أوائل القراء الذين صدحت أصواتهم في الإذاعة المصرية، وكان من أشهر المقرئين في المحطات الأهلية في مطلع ثلاثينيات القرن العشرين.
وعند افتتاح الإذاعة المصرية، شارك الشيخ علي حزين، القارئ محمد رفعت في حفل الافتتاح الذي أقيم بدار الأوبرا الملكية بنهاية مايو/أيار 1934، وهي الواقعة التي لا يعرفها كثيرون.
القارئ علي حزين
ولد الشيخ علي حزين محمد عطية في منطقة منشية الصدر التابعة لقسم الوايلي بالعاصمة القاهرة في مارس/ أذار 1902، وأتم حفظ القرآن الكريم في العاشرة من عمره، قبل أن يلحقه والده بالتعليم الأزهري.
وأثناء دراسته بالأزهر، ذاع صيته في دولة التلاوة، واستطاع في فترة قصيرة أن يلفت الأنظار إليه، وكان الناس ينتظرون سماع تلاوته في منطقة حدائق القبة، لذا قرر ترك الدراسة والتفرغ لتعلم القراءات والتجويد.
وفي بداية الثلاثينيات، وقع عليه الاختيار لافتتاح الإذاعة الملكية في حدائق القبة، وفي منتصف الأربعينيات تعاقدت معه الإذاعة اللاسلكية البريطانية، وترك لها 12 تسجيلا من أفضل تلاواته، لكنها فقدت بسبب الإهمال.
وفي عام 1948، اختير الشيخ لتلاوة القرآن في مسجد فرج بحدائق القبة، وهو المسجد الذي بناه محمد فرج والد حسين فرج "كبير السميعة" وصاحب أكبر مكتبة قرآنية في مصر، وظل قارئًا به حتى وفاته عام 1971.
علي حزين.. عملاق التلاوة المنسي
يقول الكاتب المصري شكري القاضي في كتابه "عباقرة التلاوة في القرن العشرين"، إن الشيخ علي حزين ظل يتلو القرآن نحو نصف قرن، لكن تسجيلاته في الإذاعة وخارجها قليلة للغاية".
ويشكو "القاضي" من الإهمال الجسيم الذي تعرضت له تسجيلات "حزين"، ويقول: "حتى المتوفر منها يبدو فيها صوت الشيخ مجهدًا دون المستوى، وفقدت معظم تسجيلاته الجيدة بتسجيل مواد أخرى عليها".
وعبر كتابه، وجه "القاضي" دعوة إلى المسؤولين للحفاظ على إرث القراء الراحلين، ويقول: "هذا واقع مؤلم وأمر جد خطير لا بد من وقفة جادة للحيلولة دون استمراره والحفاظ على ثروتنا القرآنية بالإذاعة".
مدرسة منفردة في التلاوة
ويقول مصطفى ابن القارئ علي حزين، في كتاب "عباقرة التلاوة في القرن العشرين": "كان والدي مدرسة منفردة في دولة التلاوة، والدليل هو عدم ظهور من يقلده، وكان يلتزم بالقواعد والأحكام تمام الالتزام".
ووضع عالم القراءات المصري الشيخ عبدالباسط هاشم صوت الشيخ علي حزين على ميزان القراءات، فقال عنه: "تلاوته نظيفة للغاية، ولكن من حيث الخامة الصوتية فإن صوته لم يكن جميلًا بالقدر الكافي".
وعدّد "هاشم" الأسباب وراء مكانة الشيخ علي حزين في دولة التلاوة، ومنها أنه قرأ مع مشاهير القراء في عصره: محمد رفعت وعلي محمود ومحمد مجد وغيرهم، وكان يمتاز بروح الدعابة وخفة الظل".
نوادر الشيخ علي حزين
وجاءت معظم قراءات وتسجيلات الشيخ علي حزين في مصر، خاصة أنه لم يسافر إلى الخارج سوى مرة واحدة في مطلع الخمسينيات، حين دعته إذاعة الشرق الأدنى لتلاوة القرآن، وأصيب في هذه السفرة بالربو.
ومن نوادر الشيخ علي حزين، أن مشروبه المفضل كان القهوة بالسمن البلدي، وفقًا للكاتب شكري القاضي، الذي يضيف في كتابه أن الشيخ الراحل كان مدخنًا شرهًا، وأسهمت هذه العادة السيئة في تراجع صحته.
وفي مذكراته، ذكر الشيخ محمد متولي الشعراوي القارئ علي حزين، حين قال إن قريته دقادوس بمحافظة الدقهلية كانت تعشق تلاوته، وكان والده يذهب لسماعه إذا علم بنزوله في أي بلد قريب من قريته.
aXA6IDMuMTUuMTQxLjE1NSA= جزيرة ام اند امز