الشيخة حسينة.. هل مقتل والدها وراء استقالتها؟
في مقابلة قديمة مع مجلة "إيكونوميست"، ناقشت رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة الشيخة حسينة، طموحاتها التي لم تتحقق بعد.
وأشارت إلى رغبتها في القضاء على الجوع والفقر وتحويل بلدها إلى دولة متقدمة، ومع ذلك، تحولت المقابلة فجأة إلى ذكر ماضيها المؤلم، حيث سألت المراسل: "هل يمكنك أن تتصور أنهم قتلوا والدي؟"، وفي لحظة مؤثرة، قالت وهي تذرف الدموع: "لقد قتلوا أخي، وأمي، وأخي الأصغر الذي لم يتجاوز العشر سنوات، وشقيقتَي زوجي، وعمي الوحيد المعاق".
افتتحت حسينة حديثها عن عملية اغتيال والدها، الشيخ مجيب الرحمن، مؤسس بنغلاديش ورئيسها السابق، الذي قُتل على يد ضباط بنغاليين في 15 أغسطس 1975، حيث قُتل جميع أفراد عائلتها. ونجت هي وشقيقتها ريحانة لكونهما كانتا خارج البلاد في ذلك الوقت.
العديد من الدراسات تشير إلى أن الصدمات يمكن أن تشكل تحديات كبيرة تتعلق بإدارة المشاعر وتطوير الثقة بالنفس، ويمكن أن يؤثر حدثا مثل فقد الأسرة بشكل كبير على النمو النفسي والتطور الشخصي للمرأة، ومن ثم على قدرتها على القيادة، ولكنها في الوقت نفسه تعزز من مهارات القيادة مثل القدرة على التكيف، المرونة، والتعاطف.
وقد تمتعت الشيخة حسينة بقدرة نادرة على اتخاذ القرارات الحاسمة، لكن عندما يتداخل الألم الشخصي العميق مع مهام القيادة، فإن التأثير النفسي لهذا المزيج يمكن أن يكون معقدًا بشكل كبير.
ففي حالات فقدان الأسرة، يعاني الأفراد من صدمات نفسية يمكن أن تعيق قدرتهم على ممارسة القيادة بفعالية، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذه التجارب على نجاحهم في المناصب القيادية.
فقدان الأسرة يؤدي إلى سلسلة من الصدمات النفسية التي تشمل الشعور العميق بالحزن، القلق، والاكتئاب. وفي دراسة نشرتها جمعية علم النفس الأمريكية تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من صدمات كبيرة قد يواجهون صعوبات في إدارة مشاعرهم بشكل فعال. وخاصة بالنسبة للمرأة، التي يمكن أن تؤثر هذه الصدمات على قدرتها على اتخاذ قرارات استراتيجية، وإدارة فريقها بفعالية، والحفاظ على التوازن العاطفي المطلوب للقيادة.
الألم الناتج عن فقدان أفراد الأسرة يمكن أن يعزز مشاعر عدم الأمان وعدم الاستقرار. بحسب دراسة نشرتها "Journal of Traumatic Stress"، فإن فقدان أحد الأبوين أو الأقارب المقربين يمكن أن يزعزع شعور الفرد بالثقة بالنفس ويؤثر على اتخاذ القرارات.
إن امرأة قائدة تعاني من هذه الصدمات قد تجد صعوبة في ممارسة سلطتها بفاعلية، حيث يمكن أن تؤثر مشاعر الحزن وعدم الاستقرار على قدرتها على اتخاذ قرارات حاسمة وفعالة.
في سياق القيادة، تعزز الصدمات الشخصية، بما في ذلك فقدان الأسرة، من تطور مهارات جديدة في التكيف والمرونة، ولكنها أيضًا يمكن أن تؤدي إلى تحديات خطيرة. حيث توضح دراسة من مجلة "Leadership Quarterly" أن القادة الذين يواجهون صدمات شخصية قد يكون لديهم القدرة على التكيف، ولكنهم قد يواجهون صعوبات في إدارة الضغوط والتعامل مع الأزمات بسبب مشاعرهم الشخصية العميقة. ويكونون عرضة للتأثير السلبي لهذه الصدمات على قدرتهم على التحكم في المواقف الصعبة وإدارة الفريق بفعالية.
بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى أن الضغوط النفسية الناتجة عن فقدان الأسرة قد تؤدي إلى مشاكل في التركيز والإدراك. وفي دراسة نشرتها مجلة "Journal of Organizational Behavior" تسلط الضوء على أن الأفراد الذين يعانون من ضغوط نفسية قد يواجهون صعوبة في التركيز على المهام الهامة واتخاذ القرارات الاستراتيجية اللازمة للنجاح في المناصب القيادية.
يبدو أن التأثير النفسي لمقتل الأسرة على المرأة القائدة يمكن أن يكون له تداعيات سلبية على قدرتها على ممارسة سلطتها بفعالية. والصدمات النفسية الناتجة عن فقدان الأسرة قد تؤدي إلى مشكلات في الثقة بالنفس، استقرار القرار، وإدارة الضغوط، مما يعزز احتمال عدم النجاح في القيادة.
هذه التحديات تجعل من الصعب على المرأة القائدة أن تحقق النجاح الكامل في السلطة، مما يسلط الضوء على حتمية الفشل المحتملة في تحقيق أهداف القيادة بفعالية عندما تكون مدفوعة بصدمات نفسية عميقة.
إن فهم التأثيرات النفسية للفقدان على القيادة يساعد في تطوير استراتيجيات دعم وتدخل يمكن أن تعزز من قدرة القائدة على التعامل مع تحدياتها الشخصية والنفسية. من خلال تقديم الدعم المناسب والموارد اللازمة، يمكن تحسين فرص نجاح المرأة القائدة في مواجهة هذه التحديات واستعادة قوتها الفعالة في السلطة.
aXA6IDE4LjE4OC4yMTkuMTMxIA== جزيرة ام اند امز