محمد_بن_زايد_الخير.. نهر من العطاء لا ينضب
"عام الخير" الإماراتي شهد الكثير من المبادرات التي أطلقها الشيخ محمد بن زايد، والتي كان بعضها عابرا للحدود
إذا كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، قد رحل عن عالمنا في 2004، فإن نهر الخير الذي شقه بيديه لا تزال مياهه تجري إلى الآن، من خلال أبنائه الذين رعوه وحافظوا عليه، لتظل مياهه متدفقة تروي كل ظمآن ليس في الإمارات وحدها، وإنما في شتى بقاع العالم.
وشهد عام 2017 الذي اختارت له الإمارات عنوان "عام الخير"، الكثير من المبادرات التي أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي كان بعضها عابرا للحدود، لتكون شاهدة على أن النهر لم ولن ينضب بإذن الله.
و"بوابة العين" الإخبارية تقدم رصدا لبعض من هذه المبادرات التي كانت حاضرة في تعليقات المشاركين في وسم "محمد بن زايد الخير".
مبادرة استئصال مرض شلل الأطفال
استطاعت هذه المبادرة التي تم تمويلها بـ400 مليون درهم تحقيق نجاح باهر في استئصال المرض من دولة باكستان.
وأصدرت مؤخرا إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان كتابا عن المبادرة في نسخته الثانية، خلال فعاليات منتدى الصحة العالمي "بلوغ آخر ميل.. العمل معا من أجل القضاء على الأمراض المعدية" الذي عقد مؤخرا في أبوظبي.
ويبرز الكتاب في طبعته الجديدة المبادرات والمساهمات الإنسانية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان في دعم الجهود العالمية للقضاء على مرض شلل الأطفال وحماية أطفال العالم منه.
ويحتوي الكتاب على صفحات توثيقية عن الجائزة التي قدمها الشيخ محمد بن زايد لتكريم أبطال شلل الأطفال.. واستعرض قسم منه جهود حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في جمهورية باكستان الإسلامية موثقا بالمعلومات والبيانات والنتائج التي حققتها الحملة من عام 2014 وحتى عام 2017.
كما تضمنت صفحات الكتاب العديد من الصور الحديثة لحملات التطعيم والتي يبرز من خلالها حجم وقيمة العمل الميداني الذي تبذله فرق التطعيم للوصول للأطفال المستهدفين في جميع المناطق، متجاوزين كل الصعاب والتحديات، إضافة إلى ذلك يحتوي الكتاب على معلومات أساسية عن مرض شلل الأطفال وتطور الجهود العالمية للقضاء عليه نهائيا في المستقبل القريب.
مبادرة القضاء على الأمراض المعدية
أطلق الشيخ محمد بن زايد مبادرة القضاء والسيطرة على الأمراض المعدية خلال منتدى الصحة العالمية الذي أقيم في أبوظبي مؤخرا.
وأعلن الشيخ محمد بن زايد في هذا الإطار عن تأسيس صندوق تحت اسم "بلوغ آخر ميل" لجمع 100 مليون دولار أمريكي بهدف القضاء والسيطرة على الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها، والتي تعيق آفاق التنمية الصحية والاقتصادية في المجتمعات الأكثر فقرا حول العالم.
وقدم الشيخ محمد بن زايد 20 مليون دولار للصندوق، بينما قدمت "مؤسسة بيل ومليندا غيتس" 20 مليون دولار آخرين، وتم تكريم بيل غيتس لمشاركته في التمويل، ولجهوده في العمل الخيري بمنحه وسام الاتحاد.
ويهدف الصندوق لتمويل الجهود العاجلة والرامية إلى القضاء على مرض العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفاوي في عدد من بلدان منطقة أفريقيا والشرق الأوسط.
وستتم إدارة الصندوق من قبل صندوق "محاربة الأمراض المدارية"، المنصة الاستثمارية الخيرية التي تركز على التعامل مع الأمراض المدارية المهملة الخمسة الأكثر انتشارا.
حملة لأجلك يا صومال
وتمتد أيادي الخير الإمارتية دائما إلى الدول الأكثر احتياجا في العالم، وتنفيذا لتوجيهات رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ودعم ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أطلقت هذا العام حملة "لأجلك يا صومال" لمساعدة الشعب الصومالي الشقيق.
ووصل هذا العام في إطار هذه الحملة باخرة إغاثية تحمل 1700 طن من المواد الإغاثية الأساسية إلى ميناء بربرة شمال غرب الصومال، كما أعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عن حملة إغاثية وتنموية كبرى في الصومال بميزانية أولية تتجاوز 27 مليون دولار.
دعم اليمن
وكان دعم المؤسسات الإماراتية لليمن حاضرا بقوة في عام الخير الإماراتي، تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
فإلى جانب التواجد القوي لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي لدعم الخدمات من كهرباء ومياه وتعليم وصحة في المناطق المحرره من سيطرة المتمردين الحوثيين، أبرمت وزارة الخارجية والتعاون الدولي اتفاقية تعاون في أكتوبر الماضي مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بشأن "إنقاذ الأرواح والتعافي المبكر للأطفال والنساء المتضررين في اليمن".
وتقدم الإمارات وفقاً للاتفاقية 7.3 مليون درهم (2 مليون دولار أمريكي) لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة في إطار مساهمة الدولة في خطة الأمم المتحدة من أجل إنقاذ الأرواح والتعافي المبكر للأطفال والنساء المتضررين في اليمن، وهو المشروع الذي تعتبره دولة الإمارات جزءاً من استجابتها للحالة الإنسانية في اليمن.
ويهدف هذا المشروع إلى توسيع نطاق خدمات التغذية المتكاملة للوصول إلى أكثر من 7.444 من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية و12.500 من النساء الحوامل والمرضعات مع توفير خدمات التغذية المنقذة للحياة والتغذية العلاجية.
وحسب الاتفاقية توسع يونيسف الخدمات العلاجية عبر برنامج التغذية العلاجية خارج المستشفيات ونشر فرق متنقلة في المحافظات في المواقع التي يوجد فيها نقص في المرافق الصحية وغير المفعلة.
ويتضمن المشروع مجموعة من الأنشطة من بينها التوسع في تقديم الخدمات العلاجية المنقذة لحياة الأطفال دون سن الخامسة والذين يعانون من سوء التغذية الحاد، وافتتاح 149 مكتباً جديداً وتدريب 200 من العاملين في مجال الرعاية الصحية على إدارة المجتمع المحلي لسوء التغذية الحاد، وتقديم المشورة في مجال تغذية الرضع وصغار الأطفال في المناطق اليمنية التي يصعب الوصول إليها، والتي تتسم بمستويات حرجة من سوء التغذية ونشر فرق متنقلة لتقديم خدمات الصحة والتغذية المتكاملة، بما في ذلك توفير المكملات الغذائية الدقيقة لـ50.000 طفل، وأيضاً الحديد/الفولات إلى 12.500 امرأة حامل ومرضعة وتعزيز التدخلات الغذائية للرضع وصغار الأطفال على مستوى المجتمع المحلي والتحري عن حالات سوء التغذية وتعقب المتخلفين عن المراجعة.