لمواجهة الفتنة الطائفية.. شيخ الأزهر يقترح وضع ميثاق لـ«الأخوة الإسلامية»

عُقِدَ مؤتمر الحوار الإسلامي-الإسلامي بعنوان: "أمة واحدة.. ومصير مشترك" 1446هـ - 2025م، في العاصمة البحرينية المنامة، صباح الأربعاء.
حضر المؤتمر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، بمشاركة الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالبحرين، وأنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، والشيخ أحمد مبلغي، عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، وحسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والشيخ أحمد بن سعود السيابي، الأمين العام لمكتب المفتي العام لسلطنة عمان، والدكتور مولين إشيمبايف، رئيس مجلس الشيوخ الكازاخي، والشيخ يحيى بن حسين الديلمي، خطيب مسجد العلمي في صنعاء.
وأكد الدكتور أحمد الطيب أهمية الاعتراف بالأزمة التي يعيشها المسلمون، مشددًا على أن مواجهة التحديات المعاصرة تتطلب اتحادًا إسلاميًا حقيقيًا يفتح قنوات التواصل بين جميع مكونات الأمة دون إقصاء.
وأعرب عن ثقته بأن المؤتمر سيخرج بخطة جادة لتعزيز الوحدة والتفاهم بين مدارس الفكر الإسلامي، مع التركيز على نبذ الفتنة والنزاعات الطائفية، والتمسك بمبدأ التعاون فيما اتُّفق عليه والعذر فيما اختلف فيه، مع ضرورة وقف خطابات الكراهية والتكفير، وتجاوز الصراعات التاريخية لتعزيز استقرار الأوطان.
ميثاق للأخوة الإسلامية
وقدم شيخ الأزهر اقتراحا لعلماء الأمة المجتمعين في مؤتمر الحوار الإسلامي بالبحرين، مشيرا إلى أنه من باب الضرورات لا من باب التحسينات، وهو أن يتمكن علماء الأمة الأكابر الممثلون للمذاهب المختلفة، والمجتمعون في هذا المؤتمر، من وضع "ميثاق" أو "دستور" يمكن أن نسميه "دستور أهل القبلة"، أو "الأخوة الإسلامية" يتصدره الحديث الصحيح "من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذاكم المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله؛ فلا تخفروا الله في ذمته"، لافتا إلى أن الإمام الشيخ أبو زهرة قد سبق إلى هذا المقترح، وعدد أصولا لهذا الدستور وحددها، مطالبا الحضور بدراسة هذا المقترح والبناء عليه.
من جانبه، شدد الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة على أهمية توحيد الصفوف عبر التفاهم البنّاء وتعزيز ثقافة السلام والتعاون. وأشار إلى دور البحرين التاريخي كمركز للتعددية الثقافية.
وأكد الدكتور أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، أن الوحدة والتفاهم هما أساس التعامل الراقي بين الشعوب، مشددًا على تعزيز الحوار بين الأديان واحترام التعددية لمواجهة الإسلاموفوبيا.
بدوره، أوضح الشيخ آية الله أحمد مبلغي أن الحوار الداخلي هو صمام أمان الأمة وجسرها لعبور الفتن، مشيرًا إلى أن منطق القرآن هو السبيل الوحيد لتحقيق العيش المشترك وصنع الحضارة، وأن غياب الحوار يعني ضياع جوهر الأمة.
كما أكد حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أن العودة إلى القيم الإسلامية النبيلة وتكثيف الجهود المشتركة هو السبيل لتجاوز الخلافات وتعزيز تماسك الأمة.
وأشار الشيخ أحمد بن سعود السيابي إلى أن الحوار هو الوسيلة المثلى لحل الخلافات الدينية والمذهبية، مؤكدًا أن الوحدة الداخلية للأمة هي المدخل الأساسي لتحقيق الاحترام والقبول على المستوى الدولي.
ونبه مولين أشيمبايف إلى أن وحدة العالم الإسلامي ستجعله قوة محورية في القرن الحادي والعشرين، مستشهدًا بوثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها شيخ الأزهر مع البابا فرنسيس عام 2019، معربًا عن اعتزازه بافتتاح المكتب الإقليمي لمجلس حكماء المسلمين في أستانا عام 2023.
أما يحيى حسين الديلمي، فقد أكد أن الحوار من المبادئ الأساسية في الفكر الإسلامي، محذرًا من خطورة استخدام القوة بدلاً من الحوار لحل الخلافات، داعيًا إلى إنشاء إعلام إسلامي قوي يعزز الوعي بالوحدة العربية والإسلامية، وإقامة اقتصاد إسلامي فاعل وبنك إسلامي، إضافة إلى تأسيس جمعية خيرية عالمية لمواجهة الكوارث في الدول الإسلامية.
جاء مؤتمر الحوار الإسلامي-الإسلامي "أمة واحدة ومصير مشترك" استجابةً لدعوة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وبرعاية كريمة من الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، في إطار تعزيز وحدة المسلمين وترسيخ قيم التعاون والسلام في العالم الإسلامي.
aXA6IDMuMTI5LjIwOS4xOTQg جزيرة ام اند امز