الشيخ الطبلاوي.. رحيل بصبغة روحانية لآخر جيل عظماء تلاوة القرآن الكريم
الطبلاوي يعد من الرعيل الأول لقراء مصر فقد سخّر حياته للقرآن الكريم فحفظه في عمر العاشرة، ليسير بعد ذلك في درب علم القراءات والتجويد
هو القارئ الوحيد الذي اشتهر في أول ربع ساعة ينطلق فيها صوته عبر الإذاعة، كأنه كان على موعد من استجابة السماء لدعاء والده، وإيذانا بانتهاء حياة شاقة تحملتها الأسرة عن رضى وطيب خاطر، خاصة بعد أن وصفه كبار المشايخ حينها بأنه صاحب أطول نفس في قراءة وترتيل القرآن.
ويعد القارئ الراحل محمد محمود الطبلاوي، من الرعيل الأول لقراء مصر، فقد سخّر حياته للقرآن الكريم فحفظه في عمر العاشرة، ليسير بعد ذلك في درب علم القراءات والتجويد، متخذا من تلاوة الشيخ محمد رفعت والشيخ علي محمود نبراسا له، رافضا تعلم فن المقامات الموسيقية، محتفظا بفطرته كما أراد لصوته دوما.
ولد الشيخ الراحل في ١٤ نوفمبر/تشرين الأول عام ١٩٣٤ بحي ميت العقبة بمحافظة الجيزة، المتاخمة للعاصمة القاهرة لكن أصوله تمتد لمحافظتي الشرقية والمنوفية.
ولم ينس الشيخ الطبلاوي، الذي توفي الثلاثاء، 5 مايو/أيار 2020/ 12 رمضان 1441 هجرية، إصرار والده في أن يلتحق بالكتاب وهو في سن الرابعة ليكون من حفظة كتاب الله، ويقول: "جاءت البشرى من جدي لأمي حين كنت جنينا وأخبرهم بأني سأكون من حفظة القرآن الكريم، فتمسك والدي بهذه الرؤية".
هذا الإصرار امتد للابن نفسه، فتقدم للإذاعة المصرية 10 مرات حتى تم قبوله كقارئ معتمد عام ١٩٧٠ ونجح في تسجيل القرآن الكريم كاملا بالتجويد والتلاوة.
واعتاد المصريون أن يصافح مسامعهم صوت الشيخ محمود الطبلاوي، يوم الجمعة، وهو يصدح عبر الإذاعة المصرية بما تيسير من آيات القرآن الكريم.
ورغم ما شكلته الإذاعة من محطة مهمة في حياة الشيخ الراحل، فإن جلّ محطاته بالنسبة له كان في قراءته للقرآن الكريم في جوف الكعبة لدى مشاركته في غسيلها بحضور العاهل السعودي الراحل الملك خالد بن عبدالعزيز.
وسافر "آخر حبة في السبحة المباركة لقراء القرآن الكريم في مصر"، كما وصفه الكاتب الراحل محمود السعدني، إلى نحو 80 دولة ممثلا فى المؤتمرات ومحكما لكثير من المسابقات الدينية.
وتقلد الشيخ الطبلاوي مناصب عدة فأصبح بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ولجنة القرآن والمستشار الدينى بوزارة الأوقاف المصرية ونقيب قراء القرآن الكريم.