جامع الشيخ زايد الكبير.. منارة عالمية للتعايش والتسامح
في عام التسامح 2019، كثف جامع الشيخ زايد الكبير من دوره رافدا رئيسيا لجهود دولة الإمارات في تحقيق التقارب بين الثقافات
كرّس جامع الشيخ زايد الكبير في العاصمة أبوظبي مكانته كأحد أهم مراكز نشر قيم التسامح والتعايش الإنساني، إلى جانب كونه منارة حضارية يقصدها الزوار من مختلف دول العالم بمختلف ثقافاتهم ودياناتهم.
وأكد الجامع خلال السنوات الماضية حضوره العالمي كقيمة ثقافية وحضارية ودينية تعبر عن المفاهيم والقيم الإنسانية التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الوجدان الإماراتي وباتت تشكل امتدادا للهوية الوطنية.
وفي عام التسامح 2019، كثف الجامع من دوره رافدا رئيسيا لجهود دولة الإمارات في تحقيق التقارب بين الثقافات، وتعكس الإحصاءات ما حققه الصرح الكبير من مكانة متميزة على خريطة السياحة الثقافية والدينية في المنطقة والعالم كمنارة يقصدها الزوار من داخل الدولة وخارجها بمختلف ثقافاتهم ودياناتهم.
وشهد جامع الشيخ زايد الكبير خلال النصف الأول من عام 2019، إقبالاً كبيراً من المرتادين والزوار الذين بلغ عددهم نحو 4 ملايين و372 ألفا و239 زائرا منهم 967 ألفا و150 مصليا، ومليونان و480 ألفا و229 زائرا من مختلف دول العالم.
في حين بلغ عدد المفطرين خلال شهر رمضان الفضيل 891 ألفا و860 مفطرا، إضافة إلى 33 ألف وجبة خيرية قدمها الجامع لعامة الناس بصورة أسبوعية خلال النصف الأول من عام التسامح 2019.
وأكد الدكتور يوسف العبيدلي، مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير، أن المركز بات يمثل منصة حضارية عالمية تعنى بإرساء المفاهيم الإنسانية العليا التي أراد لها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن تكون دعائم ثابتة لمجتمع دولة الإمارات المتلاحم، وتمثل تلك المفاهيم رسالته النبيلة إلى العالم أجمع.
كما بات المركز واحدا من أهم المراكز الفكرية الحضارية الدينية التي تسهم بصورة فاعلة في تعزيز قيم التسامح والإخاء بين الثقافات المختلفة، وذلك في إطار الدور الرائد الذي تطلع به دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، لترسيخ قيم التعايش بين الأديان مع التمسك بثوابت الدين الإسلامي الحنيف.
وقال العبيدلي إن التزايد المستمر في أعداد زوار الجامع سنوياً يعكس المكانة المتميزة التي يمثلها الجامع على خريطة السياحة الثقافية والدينية في الإمارات والمنطقة والعالم أجمع، بوصفه نموذجاً للإبداع المعماري والهندسي الذي يجسد جماليات العمارة الإسلامية الفريدة، وواحدا من أهم الوجهات الحضارية ذات الطابع الديني في العالم.
وعمل المركز على زيادة عدد الجولات الثقافية اليومية لاطلاع أكبر شريحة ممكن من مرتادي الجامع على قيم ورسائل الجامع الحضارية في التسامح والتعايش.
وأطلق خلال عام التسامح مجموعة من المبادرات والأنشطة والفعاليات التي شارك فيها مختلف الثقافات والديانات، إذ وظف مبادراته لفتح قنوات التواصل مع المجتمع المحلي والعالمي، وإعلاء قيم التسامح والتعايش على المستوى العالمي، إلى جانب سلسلة من برنامج "جسور"، الذي فتح آفاقاً للحوار الحضاري خلال رمضان الماضي.
وحرص المركز من خلال البرنامج على تقديم الوجه المشرق للدين الإسلامي الحنيف الذي يعلي قيم التواصل والتعارف بين البشر كونه وجهة رئيسية يقصدها المصلون إلى جانب زوار من مختلف الجنسيات والثقافات والديانات والأعمار من داخل الإمارات وخارجها.
وبلغ عدد ملتحقي البرنامج ضمن حلقاته الـ5 على مدار شهر رمضان الفضيل أكثر من 300 ملتحق من سفارات الدولة والجاليات والمقيمين، يمثلون ديانات وثقافات وجنسيات مختلفة، قضوا يوما رمضانيا وتجربة فريدة في رحاب صرح التسامح.
وأتاح البرنامج للملتحقين به فرصة عيش الأجواء الرمضانية من خلال مشاركة الصائمين وجبة الإفطار ضمن مشروع "ضيوفنا الصائمين" والتطوع في توزيع الوجبات والاطلاع على دور الجامع وبرامجه وما يرافقه من فعاليات كـ"مدفع الإفطار" طوال الشهر الفضيل.
كما أطلق الدورة الـسابعة من مسابقة فضاءات من نور للتصوير الضوئي، التي جاءت لتواكب عام التسامح، تحت شعار "التسامح"، ومشاركاته العالمية في المعارض والمؤتمرات، التي جاءت لتعزز التواصل الحضاري بين شعوب العالم المختلفة، وتبرز رسالة المركز في ترسيخ قيم التسامح.
وشهد الجامع لقاء تاريخياً جمع بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية ضمن "ملتقى الحوار العالمي بين الأديان حول الأخوة الإنسانية".
واحتل مراتب متقدمة كأبرز وجهة عالمية وفق تقييم "موقع تريب أدفايزر"، محققاً المراكز الـ3 الأولى، على مدى 4 أعوام على مستوى العالم.
وحقق المركز منجزات عززت مكانته بين مراكز الفكر الإسلامي، وحظي بتكريم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بجائزة "أوائل الإمارات"، بالإضافة إلى حصوله على جائزة "فئة التسامح"، ضمن فعاليات قمة "رواد التواصل الاجتماعي العرب".
ويفتح الصرح الكبير قنوات الحوار الحضاري لمرتاديه على اختلاف لغاتهم وثقافاتهم ضمن قالب إنساني واحد مثلتها المحافل التي استضافها كـ"الجلسة الحوارية" التي حضرها الأمير تشارلز حول تسامح الأديان.
إلى جانب عدد من علماء ورجال الدين من مختلف الأديان التي يتعايش معتنقوها في دولة الإمارات بصورة حضارية.
كما عزز الجامع حضوره العالمي على الدوام، من خلال عرض مجسمات وإصدارات الجامع على مستوى العالم، بهدف مد جسور التقارب مع مختلف شعوب العالم وتعزيز مكانة دولة الإمارات عالمياً.
وعمل على تنظيم عدد من البرامج والأنشطة الداعمة لدوره الحضاري في إحياء قيم ومآثر الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الداعية للوسطية والانفتاح الحضاري.
وشكّل ما يقدم من ندوات ومحاضرات قنوات للتقارب الثقافي، إلى جانب ورش العمل التي استلهمت محتواها من التنوع المعماري الحضاري مادة مثالية للمختصين والأساتذة والطلبة، لما تنطوي عليه من ثراء.
ويعد الجامع محطة رئيسية للزيارات التي تستقبلها دولة الإمارات كونه الوجهة الثقافية الأبرز في الإمارات، فقد شهد عدداً كبيراً من الزيارات رفيعة المستوى أبرزهم: الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة، ومون جاي إن، رئيس جمهورية كوريا الجنوبية، والسلطان عبدالله بن السلطان أحمد شاه ملك ماليزيا.
كما زاره جايير بولسونارو رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية، وشينزو آبي، رئيس وزراء جمهورية اليابان، وجيريمي هنت، وزير الخارجية البريطاني.
aXA6IDE4LjExOS4yMTMuMzYg جزيرة ام اند امز