اعتراف صادم من "مصنع العالم".. اقتصاد الصين الآن أسوأ من عهد الجائحة
اعترفت الصين بأنها تمر بوضع اقتصادي هو الأسوأ حتى مقارنة بالوضع في بداية جائحة كورونا التي رافقتها مصاعب مالية ولوجستية على العالم.
ورسم رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ صورة قاتمة للاقتصاد الصيني الذي تقوّضه القيود المفروضة لمكافحة كوفيد-19، معتبرًا أنه يمرّ بـ"لحظة حساسة" في مواجهة صعوبات "أكبر من تلك التي سجلت في العام 2020".
وتنتهج الصين التي تواجه منذ أشهر موجة وبائية جديدة، استراتيجية صفر كوفيد الرامية إلى الحدّ قدر الإمكان من عدد الوفيات بفضل تدابير إغلاق خصوصًا في شنغهاي منذ مطلع أبريل نيسان.
تداعيات اقتصادية
وتترتب عن هذه السياسة الصحية التي يدافع عنها الرئيس الصيني شي جينبينغ بشراسة، تداعيات كبيرة على الاقتصاد، مع إغلاق عدد كبير من المتاجر والشركات وتباطؤ نشاط المصانع واضطراب سلاسل التوريد.
وقال لي كه تشيانغ في مؤتمر عبر الفيديو الأربعاء أمام آلاف المسؤولين المحليين "منذ مارس آذار وأكثر من ذلك منذ أبريل نيسان، سجّلت المؤشرات الاقتصادية المرتبطة بالتوظيف والإنتاج الصناعي واستهلاك الكهرباء ونقل البضائع، تراجعًا ملحوظًا".
وأشار إلى أن "الصعوبات هي في بعض الجوانب وإلى حدّ ما، أكبر من تلك التي كانت عام 2020 عندما كان الوباء يضرب بشدة" البلاد، وفق ما جاء في تقرير لوكالة أنباء الصين الجديدة.
وشهدت الصين في مايو أيار الحالي أسوأ أداء اقتصادي لها منذ عامين، مع تسجيل أدنى مستوى استهلاك ونسبة بطالة قريبة من المعدّل القياسي.
لحظة حساسة
وقال لي كه تشيانغ "نحن الآن في لحظة حساسة ستحدّد التوجه الاقتصادي لمجمل العام. يجب أن نغتنم هذه الفرصة لإعادة الاقتصاد إلى السكة الصحيحة".
ويهدد التباطؤ الاقتصادي هدف النمو الذي حدّدته بكين بـ5,5%، في عام حساس سياسيًا يُتوقع أن يشهد تجديدًا لولاية شي جينبينغ على رأس الحزب الشيوعي الصيني في الخريف.
إلا أن الحزب يستمدّ شرعيته الرئيسية من الارتفاع المتواصل في القدرة الشرائية.
واعتبر مكتب "تريفيوم تشاينا" المتخصص في السياسة الاقتصادية الصينية في مذكرة الخميس أن "لي كه تشيانغ ربما مهّد للتو الطريق للتخلي عن هدف النمو (المحدد) لهذا العام".
فيما تخفف إجراءات الإغلاق قليلًا في شنغهاي، لا يزال سكانها البالغ عددهم 25 مليون نسمة يخضعون لقيود صارمة. أما في بكين، تعزز السلطات التدابير لمكافحة كوفيد مع إغلاق عدد كبير من المتاجر والمواقع السياحية أو إبطاء نشاطها.
عودة المركز التجاري
واليوم، أعلنت مدينة شنغهاي، المركز المالي والتجاري في الصين، المزيد من خطط لفترة ما بعد رفع قيود الإغلاق إذ تتجه صوب العودة إلى الحياة الطبيعية.
ومن المنتظر أن تنهي شنغهاي رسميا إجراءات الإغلاق في أول يونيو حزيران، وكانت تخفف بحذر قيود مكافحة الجائحة لتسمح لمزيد من السكان بالخروج في حين عادت المزيد من السيارات وغيرها من وسائل الانتقال إلى الشوارع.
وقال مسؤولون في المدينة إن الطلاب في المدارس الثانوية يمكنهم العودة إلى قاعات الدرس بدءا من السادس من يونيو حزيران، في أعقاب السماح للمراكز التجارية والمتاجر متعددة الأقسام بإعادة فتح أبوابها على مراحل من أول يونيو حزيران.
وسجلت المدينة 338 إصابة محلية جديدة بمرض كوفيد-19 في 25 مايو أيار وهي أقل حصيلة يومية منذ منتصف مارس آذار وتقل بكثير عن عشرات الآلاف من الإصابات خلال ذروة تفشي الفيروس في أبريل نيسان.
aXA6IDMuMTIuMTIzLjQxIA==
جزيرة ام اند امز