أسرار عالم النفط الرخيص.. الصين لا تفوت الفرص
لم تقف الصين متفرجة أمام التنزيلات التي تعرضها روسيا ومن قبلها إيران، على نفطهما الرخيص، ففي عالم النفط الرخيص الصين لا تفوت الفرص الذي يواجه نفورا في الغرب وامتثالا لعقوبات أمريكية عليهما.
وتحولت أسعار الطاقة عالميا إلى إحدى مهددات الاقتصاد العالمي، وسببا رئيسا في ارتفاع نسب التضخم، سواء لأسعار الطاقة، أو أسعار المنتجات والتي تعد الطاقة جزءا من مدخلات إنتاجها.
الصين عززت مشترياتها من النفط الروسي الرخيص، لملء المخزونات من جهة، واستخدام كميات أخرى للأغراض التجارية والصناعية، ما يعني أن كلفة الإنتاج للسلع الصينية ستكون أقل من أسواق منافسة، بصدارة المنتجات الأمريكية.
يأتي ذلك، بينما تغنى الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال وقت سابق من الأسبوع الجاري، بأن بلاده ستسجل نموا في الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، يفوق نمو الاقتصاد الصيني، لأول مرة منذ 40 عاما، دون تقديم أرقام.
إلا أن الصين، التي استفادت من التعافي المبكر لجائحة كورونا في 2020 و2021، وتحولت إلى مصدر موثوق للإمدادات، أمامها فرصة أخرى للابتعاد أكثر في صدارة تنافسيتها السلع المنتجة هناك.
سعر برميل النفط الروسي
ونقلت نيويورك تايمز أن سعر برميل النفط الروسي يباع إلى الصين أقل من السعر الرسمي لخام برنت بنسبة 30% أي بين 70 - 75 دولارا للبرميل الواحد، بينما يباع النفط الإيراني بأسعار تقل 40% من أسعار السوق.
هذه الأسعار المنخفضة، تأتي وسط عودة الإنتاج النفطي الروسي للارتفاع خلال مايو/أيار الجاري، مقارنة مع أبريل/نيسان، ما يعني أن موسكو نجحت في إيجاد أسواق جديدة لنفطها.
كذلك، وجدت بكين في النفط الرخيص قناة لبناء احتياطات النفط الاستراتيجية في وقت يزداد فيه عدم اليقين العالمي تجاه إمدادات الطاقة الأحفورية، والتي تشهد زيادة في الطلب بعيدا عن النفط الطاقة الروسية.
ويبلغ إجمالي قدرة الصين الاحتياطية لتخزين النفط الخام نحو 950 مليون برميل، أي ما يعادل استهلاكها لمدة 70 يوما، بمتوسط استهلاك يومي 13.5 مليون برميل، بحسب بيانات منظمة أوبك.
تراجع صادرات إيران
وبحسب بيانات صادرة عن شركة البيانات والتحليلات Kpler، فقد تراجعت صادرات إيران من النفط الخام إلى الصين بشكل حاد منذ بدء الحرب الأوكرانية، مما يشير إلى أن بكين كانت تشتري الأورال الروسي -معيار الخام الروسي- بخصم كبير منذ فبراير.
ومن الواضح أن الصين تشتري الآن المزيد من شحنات الأورال، إذ تضاعفت صادرات النفط من جبال الأورال إلى الصين أكثر من ثلاثة أضعاف منذ الأزمة الأوكرانية، بحسب هومايون فلكشاهي كبير المحللين في كبلر.
والصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي 10 ملايين برميل، بحسب بيانات أوبك، كما أنها تأتي ثانيا كأكبر مستهلك بعد الولايات المتحدة، بأكثر من 13 مليون برميل يوميا.
بينما روسيا، ثالث أكبر منتج للنفط الخام والمكثفات بعد كل من الولايات المتحدة والسعودية، بمتوسط 11.2 مليون برميل يوميا، كانت تصدر منها قبل الحرب على أوكرانيا 5 ملايين برميل خام، إلى جانب 2.8 مليون برميل من المشتقات.