بلومبرج: اعتقال ابنة مؤسس هواوي "صدمة" تهدد هدنة أمريكا والصين
الصين تعتبر وانزو "بطلة وطنية" وتعتبر اعتقالها "تصعيدا كبيرا" في الحرب التجارية.
قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية إن اعتقال السلطات الكندية ابنة مؤسس شركة هواوي الصينية العملاقة لتكنولوجيا الاتصالات، بمثابة "صدمة" من شأنها تهديد الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ودفع العلاقات بينهما نحو الأسوأ.
واعتقلت السلطات الكندية منج وانزو المديرة المالية لشركة هواوي وعضوة مجلس إدارة الشركة وابنة مؤسسها رين شنج، يوم السبت الماضي، وقال متحدث باسم وزارة العدل الكندية إنه تحدد يوم الجمعة المقبل موعدا لمثولها أمام المحكمة.
وعلى الرغم من أن الاعتقال تم مطلع الأسبوع الجاري إلا أنه لم يعلن سوى اليوم، بعد أن ذكرت صحيفة "جلوب آند ميل" الكندية، الأربعاء، أن السلطات اعتقلت وانزو في فانكوفر للاشتباه في انتهاكها العقوبات التجارية المفروضة على إيران، مضيفة أن وانزو تواجه احتمال ترحيلها إلى الولايات المتحدة.
ولفتت بلومبرج إلى أن يوم اعتقال وانزو هو ذاته الذي أعلنت فيه واشنطن وبكين التوصل إلى اتفاق هدنة تجارية مدتها 90 يوما، خلال اجتماعات بين الطرفين على هامش قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس بالأرجنتين.
وحسب الوكالة، تسعى الولايات المتحدة إلى تسليم وانزو بعد أن أقنعت كندا باعتقالها، ولفتت إلى رد فعل الصين الغاضب، حيث طالبت على الفور كل من أمريكا وكندا بالتحرك لتحرير المديرة المالية لهواوي، ثم قالت وزارة الخارجية الصينية في وقت لاحق إنها تنتظر تفاصيل بشأن سبب اعتقال وانزو، وقالت إنه ينبغي أن تستمر المحادثات التجارية.
وقالت بلومبرج إن اعتقال وانزو قضية تكتسب أهمية بالغة جدا في الصين، لا سيما أنها ابنة مؤسس شركة هواوي، وتعتبر بطلة وطنية في طليعة جهود الرئيس الصيني شي جين بينج لتحقيق الاكتفاء الذاتي للبلاد في التقنيات الاستراتيجية.
وتابعت "بينما تطالب الولايات المتحدة بشكل روتيني حلفاءها بتسليم تجار المخدرات والسلاح والمجرمين الآخرين، إلا أن اعتقال مسؤول تنفيذي صيني كبير مثل وانزو هو أمر نادر إن لم يكن غير مسبوق".
وقال آندرو جيلولم، مدير التحليل شمال آسيا في مجموعة "كونترول ريسكس"، إن توقيت وأسلوب اعتقال المديرة المالية لهواوي "أمر صادم".
وحسب بلومبرج، لم يتضح بعد الدور الذي لعبه ترامب في اعتقال وانزو، أو إذا كان سيتدخل في مرحلة ما.
وقال محللون إنه من المرجح أن تكون القضية تمت بشكل منفصل عن محادثات التجارة، ضمن جهود أخرى لترامب لتعزيز المحاكمات ضد الشركات الصينية التي تقوم بالتجسس الاقتصادي.
وفي أكتوبر الماضي، قالت الولايات المتحدة إن بلجيكا سلمت مسؤول استخبارات صينيا متهما بسرقة أسرار تجارية من الشركات الأمريكية، وكان الحدث آنذاك تطورا غير مسبوق.
وقالت الوكالة إنه من شبه المؤكد أن تعتبر الصين اعتقال وانزو "تصعيدا كبيرا" في الحرب التجارية، لا سيما أن ترامب أصر خلال المحادثات التجارية على أن تتوقف الصين عن تقديم الدعم الحكومي للقطاعات الاستراتيجية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والروبوتات كجزء من سياسة "صنع في الصين 2025".
وقال دينيس وايلدر، المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الصينية، إن الاعتقال سيعقّد المفاوضات بالتأكيد، وتابع "قد يعتقد الصينيون أن الاعتقال تم من أجل زيادة الضغط على بكين خلال فترة الـ90 يوما".
وتقول بلومبرج إن هواوي هي أكثر الشركات الصينية التي توضح التهديد التجاري الصيني للولايات المتحدة، بعد أن تفوقت على شركة آبل في شحنات الهواتف الذكية، في حين تستهدف تجاوز شركة سامسونج للإلكترونيات ضمن خطة مبيعات قياسية تبلغ 102.2 مليار دولار خلال العام الجاري، وهي مبيعات تتجاوز ما تحققه شركة "بوينج" الأمريكية العملاقة للطائرات، كما تمضي هواوي بسرعة في تطوير تقنيات شبكات الجيل الخامس في الاتصالات، وتستعد للاستحواذ على بعض أكبر شركات صناعة الرقاقات الإلكترونية في أمريكا.
aXA6IDE4LjIyMS4xNjcuMTEg
جزيرة ام اند امز