الاضطرابات تتفاقم شمال كوسوفو.. والجيش الصربي يتحرك
قال حلف شمال الأطلسي، الأحد، إن رصاصا أطلق بالقرب من دورية تابعة له بالجزء الشمالي من كوسوفو، فيما أمر الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش قائد جيشه بالتوجه إلى الحدود.
ويقيم الصرب المحليون في هذه المنطقة حواجز على الطرق لمنع الشرطة من بريشتينا من القيام بدوريات في المنطقة التي شابتها توترات عرقية في الأشهر الأخيرة.
وقالت بعثة الحلف، في بيان، إن أحدا لم يصب بأذى ولم تتضرر السيارة عندما سُمع دوي إطلاق نار في منطقة زوبين بوتوك.
ولم تذكر البعثة مصدر الطلقات. ويتولى نحو 3760 جنديا من قوات حلف الأطلسي الحفاظ على السلام الهش.
وأقام الصرب المحليون البالغ تعدادهم نحو 50 ألف نسمة في شمال كوسوفو حواجز بعد اعتقال الشرطة في 10 ديسمبر/كانون الأول شرطيا صربيا سابقا بتهمة الاعتداء على رجال شرطة خلال احتجاج سابق.
ويطالب الصرب المحليون، الذين لا يعترفون بدولة كوسوفو وتدعمهم بلغراد، بالإفراج عن الشرطي المعتقل ومطالب أخرى قبل إزالة الحواجز.
الجيش الصربي يتحرك
أمر الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش قائد جيشه بالتوجه ليل الأحد إلى الحدود مع كوسوفو، وفق ما أعلن الجنرال ميلان مويسيلوفيتش نفسه، مع تفاقم التوتر بين البلدين مؤخرا على خلفية منع العبور عند نقاط حدودية.
وأعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا عام 2008 لكن بلغراد ترفض الاعتراف بها، بل وتحض 120 ألف الصربي يعيشون في كوسوفو على تحدي سلطات بريشتينا.
وقال قائد الجيش الصربي في مقابلة مع قناة "بينك تي في" المحلية الأحد إن "الوضع هناك صعب ومعقد".
وأضاف "هذا يتطلب في الفترة المقبلة تواجد الجيش الصربي على طول الخط الإداري"، وهو المصطلح الذي تستخدمه بلغراد لتوصيف الحدود مع كوسوفو.
ولفت قائد الجيش إلى أنه في طريقه إلى راسكا، وهي بلدة تبعد نحو 10 كيلومترات عن الحدود مع كوسوفو، في أعقاب اجتماعه مع فوتشيتش في بلغراد.
وأكد مويسيلوفيتش أن "المهام التي أوكلت إلى الجيش الصربي... دقيقة وواضحة وسيتم تنفيذها بالكامل".
واشتعل فتيل التوتر بين الطرفين عندما حددت كوسوفو موعد 18 ديسمبر/كانون الأول لإجراء انتخابات في بلديات ذات غالبية الصربية، لكن الحزب السياسي الصربي الرئيسي أعلن مقاطعته.
ولاحقا، قبضت السلطات الكوسوفية على شرطي سابق يشتبه في ضلوعه في هجمات ضد ضباط شرطة من أصل ألباني، ما أثار غضب الصرب الذين لجأوا إلى قطع الطرق.
وقبل وقت قصير من توجه مويسيلوفيتش إلى المنطقة الحدودية، بثت العديد من وسائل الإعلام الصربية مقطع فيديو أمكن سماع إطلاق نار فيه يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأفادت وسائل إعلام بأن "اشتباكا" وقع في وقت مبكر مساء الأحد عندما حاولت القوات الكوسوفية تفكيك حاجز.
لكن شرطة كوسوفو رفضت هذا الادعاء ونفت في منشور على فيسبوك مشاركة أفرادها في أي اشتباك.
وذكرت وسائل إعلام في بريشتينا أن دورية لقوة حفظ السلام "كفور" بقيادة حلف شمال الأطلسي كانت في موقع إطلاق النار، لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار.
ولم تعلق "كفور" التي عززت وجودها في شمال كوسوفو مؤخرا على الأنباء.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، أضرب المئات من رجال الشرطة الصرب في شرطة كوسوفو بالإضافة إلى قضاة ومدعين عامين وغيرهم عن العمال؛ احتجاجا على قرار بمنع الصرب الذين يعيشون في كوسوفو من وضع لوحات ترخيص صربية على سياراتهم.
لكن رغم تعليق تنفيذ القرار من قبل بريشتينا بسبب الغضب الذي أثاره، استمر إضراب الموظفين ورجال الشرطة الصرب ما أحدث فراغا أمنيا في كوسوفو.
وصرّحت رئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيتش، الأسبوع الماضي، بأن الوضع مع كوسوفو "على حافة الانزلاق إلى نزاع مسلح".
aXA6IDMuMTQ5LjIzNy4yMzEg جزيرة ام اند امز