سياسة
"القاتل الصامت".. تعرف على "القنابل العنقودية"
اتهمت منظمات حقوقية وسفيرة أوكرانيا بالولايات المتحدة، روسيا باستخدام القنابل العنقودية والفراغية بالحرب الدائرة في أوكرانيا.
وقال أوكسانا ماكاروفا في تصريحات صحفية بعد اجتماع مع أعضاء الكونجرس، لقد استخدموا قنبلة فراغية"، وشدد البيت الأبيض على أنه إذا استخدمت موسكو تلك الأسلحة "فمن المحتمل أن تكون جريمة حرب".
كما اتهمت الأمم المتحدة القوات الروسية باستخدام "ذخائر عنقودية" في العملية العسكرية التي بدأتها قبل أسبوعين في أوكرانيا.
فيما لم تعقب روسيا على تلك الاتهامات حتى الآن، إلا أن موسكو أعلنت مرارا أنها تستهدف البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا وتتهم كييف باستخدام المدنيين دروعا بشرية.
لكن ما هي القنابل العنقودية؟
بحسب موقع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فقد مثلت الذخائر العنقودية مشكلةً ملحةً طيلة عقود وتعرف بـ"القاتل الصامت"؛ حيث إن الآثار المترتبة عليها واسعة النطاق، والأعداد الكبيرة الذخائر الصغيرة التي لا تنفجر تسببت في خسائر كبيرة بين المدنيين.
ويُعرِف "تحالف الذخائر العنقودية" الذخيرة العنقودية، أو القنبلة العنقودية، بأنها سلاح يحتوي على عدة ذخائر صغيرة متفجرة.
وتلقى الذخائر العنقودية من طائرة أو تطلق من على الأرض أو البحر، وتنفتح في الهواء لإطلاق عشرات أو مئات الذخائر الصغيرة، التي يمكن أن تمتلئ بها منطقة تصل إلى حجم عدة ملاعب كرة قدم.
ومن المرجح أن يتعرض أي شخص في نطاق المنطقة المستهدفة للقتل أو الإصابة بجروح بالغة، وينشط فتيل كل ذخيرة صغيرة بشكل عام عند سقوطها حتى تنفجر، لكن في كثير من الأحيان تتعطل الذخيرة الصغيرة عن أداء المطلوب، وبدلًا من ذلك تسقط على الأرض بدون الانفجار، وتظل خطرا على الجميع.
وهناك مجموعة متنوعة من الذخيرة العنقودية، وبحسب "مرصد الذخائر العنقودية"، فقد طورت 34 دولة أو أنتجت في وقت واحد أكثر من 200 نوع من الذخيرة العنقودية.
بموجب "اتفاقية الذخائر العنقودية"، تعرف الذخيرة العنقودية وتحظر باعتبارها فئة من فئات الأسلحة، وتعرف بموجب المادة رقم 2 بأنها "ذخيرة تقليدية مصممة لنثر أو إطلاق ذخائر صغيرة متفجرة تزن كل واحدة منها أقل من 20 كيلوجراما".
وفي بعض الأحيان لا يحتفظ بالذخائر الصغيرة داخل حاوية، لكن تطلقها أو تنثرها، وتنص الاتفاقية صراحة على أن تلك الأسلحة، المعروفة باسم "قنابل صغيرة متفجرة" مشمولة بالحظر.
وتستبعد المادة "2 بند 2 رقم أ والمادة 2 بند 2 رقم ب" الذخيرة والذخيرة الصغيرة المصممة لنثر شعلات، أو دخان، أو مفرقعات نارية، أو مصممة لإنتاج تأثيرات كهربائية أو إلكترونية.
كما يستبعد التعريف "ذخيرة مصممة حصرا لدور الدفاع الجوي"، مما يعني ذخيرة يمكن استخدامها فقط ضد الأهداف الموجودة في الجو، وتحظر الأسلحة المصممة لاستخدامها ضد كل من الأهداف البرية والجوية.
وبالإضافة إلى ذلك، تنص المادة "رقم 1 البند 3" على أن الاتفاقية تنطبق على الألغام، مما يعني أنها لا تحظر الذخائر التي تنثر لغما واحدا أو أكثر (الألغام المضادة للأفراد محظورة بموجب اتفاقية حظر الألغام لعام 1997).
ولا تعتبر أي ذخيرة لا تستوفي جميع المعايير الخمسة المذكورة ذخيرة عنقودية بموجب الاتفاقية، أما الذخائر التي تستوفي أربعة أو أقل من المعايير فتعتبر ذخيرة عنقودية.
أول استخدام بالحرب العالمية الثانية
وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، استخدمت الذخائر العنقودية للمرة الأولى في الحرب العالمية الثانية، وصممت نسبةٌ كبيرةٌ من الذخائر العنقودية المخزَّنة بالوقت الراهن للاستخدام في الحرب الباردة.
ويتمثل الهدف الرئيسي منها في تدمير الأهداف العسكرية المتعددة المنثورة على مساحة واسعة، مثل تشكيلات الدبابات أو المشاة، وفي قتل المحاربين أو إصابتهم.
واعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الذخائر العنقودية تمثل مصدرًا للقلق من الناحية الإنسانية؛ حيث أظهر التاريخ أن عددا كبيرا من الذخائر الصغيرة لا تنفجر عند الاصطدام.
وتتراوح التقديرات ذات المصداقية بشأن معدلات عدم انفجار هذه الأسلحة، خلال النزاعات التي اندلعت مؤخرًا، ما بين 10% إلى 40%.
وتسبب استخدام تلك الأسلحة بشكل واسع في انتشار آلاف وربما حتى ملايين من تلك الذخائر الصغير غير المنفجر في الكثير من البلدان والمناطق.
وكثيرًا ما تنفجر تلك الذخائر الصغيرة عند لمسها باليد أو تحريكها، الأمر الذي يشكل خطرًا بالغا على المدنيين.
ولفتت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن 34 بلدًا أنتجت ما يربو على 210 أنواع مختلفة من الذخيرة العنقودية، من بينها المقذوفات والقنابل والصواريخ والقذائف وأجهزة النثر.
وهناك ما لا يقل عن 87 بلدًا تخزن حاليا ذخائر عنقودية أو فعلت هذا بالماضي، وتبلغ المخزونات الحالية ملايين الذخائر العنقودية، متضمنة مليارات من الذخائر الصغيرة الفردية.
وطبقًا لصحيفة "إنديان إكسبريس" يحظر على الدول التي صدقت على اتفاقية الذخائر العنقودية استخدام القنابل العنقودية، وحتى الآن هناك 110 دول أطراف بالاتفاقية، و13 أخرى وقعت لكن لم تصدق بعد عليها، ولم توقع روسيا أو أوكرانيا على الاتفاقية.
aXA6IDE4LjIyNS45Mi42MCA= جزيرة ام اند امز