الفضة تسجل أعلى مستوى منذ سبتمبر 2011

ارتفع سعر الفضة بنسبة 1.6% ليصل إلى 38.96 دولار للأونصة يوم الإثنين، مسجلاً أقوى مستوى له منذ سبتمبر/أيلول 2011.
جاء ذلك وسط توجه المستثمرين نحو الأصول الملاذ الآمن مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمكسيك.
وجاء هذا الارتفاع بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على معظم الواردات من الاتحاد الأوروبي والمكسيك، مما زاد الطلب على السلع غير الحساسة لتغيرات أسعار الفائدة. وتُعتبر المكسيك أكبر منتج للفضة وأحد الموردين الرئيسيين للسوق الأمريكية.
مضاربات
ويرى المحللون أن الارتفاع مدفوع بتدفقات مضاربة، حيث تجاوزت الفضة مستويات مقاومة فنية رئيسية مع توقعات المتداولين بمزيد من المكاسب. وأشارت ANZ إلى أن اختراق نطاق 35 إلى 37 دولاراً قد يدفع بأسعار الفضة نحو 40 دولاراً للأونصة.
ويتطلع المشاركون في السوق أيضاً إلى صدور مؤشرات أسعار المستهلكين والمنتجين الأمريكية خلال الأسبوع الجاري، بحثاً عن إشارات حول سياسة الاحتياطي الفيدرالي، خاصة وأن الفضة تستفيد عادةً في بيئة أسعار فائدة منخفضة.
إلى جانب ذلك، تحول المستثمرون الهنود، الذين يشتهرون بشراء الذهب، إلى الفضة هذا العام مع تحقيقها عوائد تفوقت على الذهب.
وقد أدى ارتفاع الطلب على الفضة إلى ضغوط في السوق الفعلية في لندن، حيث تُحتفظ معظم كميات الفضة لدى صناديق الاستثمار المتداولة، مما يعني أن الفضة ليست متاحة للإقراض أو الشراء المباشر. ومنذ فبراير/شباط الماضي، توسع حجم صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالفضة بنحو 2570 طناً، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ.
صعود متسارع
وأدى تفوق الفضة على الذهب إلى انخفاض نسبة الذهب إلى الفضة في الأشهر الأخيرة، رغم أن الفضة لا تزال رخيصة نسبياً تاريخياً، حيث يحتاج المرء حالياً إلى حوالي 86 أونصة من الفضة لشراء أونصة واحدة من الذهب، مقارنة بمتوسط عشر سنوات يبلغ 80 أونصة.
وقالت المحللة بريانكا ساشديفا من شركة فيليب نوفا إن الطلب على الفضة يستفيد حالياً من تهديدات الحروب التجارية وارتفاع أسعار السبائك التي باتت بعيدة عن متناول الكثيرين، وأضافت أن الذهب شهد ارتفاعاً كبيراً وأصبح مكلفاً، ما يجعل المستثمرين يميلون إلى البحث عن بدائل أرخص مثل الفضة.
وظهرت الفضة كواحدة من أكثر الأصول الاستثمارية جاذبية في عام 2025، حيث تجاوزت التدفقات المالية إلى منتجات الاستثمار المتداولة المدعومة بالفضة إجمالي ما تم تسجيله طوال العام الماضي، بحسب معهد الفضة.
وخلال النصف الأول من 2025، شهدت هذه المنتجات صافي تدفقات بلغ 95 مليون أونصة، ليصل إجمالي الحيازات العالمية إلى 1.13 مليار أونصة، وهو مستوى أقل بنسبة 7% فقط من ذروة 1.21 مليار أونصة التي سجلت في فبراير/شباط 2021، وفقاً لبيانات المعهد.
وحقق إجمالي قيمة الحيازات مستوى قياسياً جديداً في يونيو/حزيران، متجاوزاً 40 مليار دولار لأول مرة، وسُجلت نحو نصف مكاسب العام في هذا الشهر وحده، حيث ارتفع سعر الفضة بحوالي 25% منذ بداية العام.
ويشير معهد الفضة إلى أن يونيو/حزيران الماضي كان الشهر الذي شهد أكبر زيادة منذ موجة الطلب التي قادها مستخدمو منصة Reddit في أوائل 2021، والتي دفعت الأسعار إلى حوالي 30 دولاراً للأونصة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTE1IA== جزيرة ام اند امز