أخطبوط الإعلام والرياضة وسياسي محنك.. وداعا برلسكوني "الصائب دائما"
من بائع للمكانس الكهربائية مرورًا بمغنٍ في الملاهي الليلية إلى أشهر سياسي في تاريخ إيطاليا، تحول مثير في حياة رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، سيلفيو برلسكوني، الذي وافته المنية اليوم.
وكان برلسكوني نقل إلى المستشفى في ميلانو يوم الجمعة لإجراء فحوصات طبية مقررة سلفا تتعلق بمرض سرطان الدم الذي يعاني منه، بعد ثلاثة أسابيع فقط من خروجه من علاج سابق، إلا أن وسائل إعلام إيطالية أعلنت وفاته اليوم الإثنين.
فماذا نعرف عن برلسكوني؟
ولد برلسكوني في مدينة ميلانو، في 29 سبتمبر/أيلول عام 1936. تخرج في كلية الحقوق عام 1961، إلا أنه بدأ حياته المهنية ببيع المكانس الكهربائية، واشتهر فيما بعد بالغناء في الملاهي الليلية وعلى متن السفن السياحية.
أسس برلسكوني شركة أديلنورد للإنشاءات، واشتهر كمتعهد لبناء المساكن في مسقط رأسه بمدينة ميلانو، ليؤسس بعدها شركة محلية لتجهيزات القنوات التلفزيونية، تحولت فيما بعد إلى أكبر إمبراطورية إعلامية في إيطاليا، عرفت باسم "ميدياست".
برلسكوني أسس شركة قابضة خاصة به، وضع تحت مظلتها "ميدياست"، وأكبر دار نشر في إيطاليا، بالإضافة إلى جريدة يومية ونادي ميلانو، وعشرات الشركات الأخرى.
ليس هذا فحسب، بل إن تلك الشركة، باتت تسيطر على أكبر ثلاث محطات تلفزيونية خاصة في إيطاليا، فيما استفاد من منصبه كرئيس للوزراء في تعيين مدراء القنوات العامة الثلاث في البلاد.
حياة سياسية
إخفاقات ونجاحات وانتقادات حملتها الحياة السياسية لرئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، الذي استطاع الهروب من كل الأزمات التي اعترضت طريقه، بل إنه أقنع مواطنيه أن الآخرين هم المشكلة وأنه هو الحل.
عام 1993، أسس برلسكوني حزبا سياسيا يحمل اسم "فورزا إيطاليا"؛، وبعدها بعام، تولى منصب رئيس الوزراء وشكل ائتلافا مع حزبي التحالف الوطني ورابطة الشمال اليمينيين.
إلا أن الحكومة انهارت بعد سبعة أشهر، على وطأة التنافس بين الأحزاب الثلاثة، بالإضافة إلى اتهام برلسكوني بالتهرب الضريبي أمام محكمة في ميلانو.
وفي عام 1996، خسر برلسكوني الانتخابات أمام منافسه اليساري رومانو برودي، إلا أنه تمكن من العودة إلى السلطة عام 2001 في ائتلاف مع حلفائه السابقين.
ورغم أنه تولى الحكومة طيلة عشر سنوات تلت العام 2001، في فترة كانت الأطول التي يتولى فيها شخص رئاسة الحكومة في البلد الأوروبي، منذ الحرب العالمية الثانية، إلا أنه خسر السباق إلى منصب رئيس الحكومة، أمام برودي، في تكرار لسيناريو 1996.
خسارة لم تجعله ييأس، بل إنه شحذ هممه، وعاد إلى السلطة مجددا عام 2008، فمررت حكومته تعديلات قانونية تضيق نطاق الاحتيال، إلا أن المحكمة الدستورية ألغت في عام 2010 بعض بنود قانون يمنح حصانة مؤقتة لبرلسكوني ووزراء آخرين.
وقبل الحكم الذي أصدرته المحكمة الدستورية، كان برلسكوني خرج في تصريح صحفي، أكد فيه، أنه على مدار 20 عاما مثل أمام القضاء 2500 مرة في 106 قضية.
إلا أن السياسي المحنك الذي رحل اليوم، نجا خلال تاريخ عمله السياسي، من أكثر من 50 اقتراعا أعدت لسحب الثقة منه في البرلمان.
رحلة مع القضاء
في أغسطس/آب 2011، صوت مجلس الشيوخ الإيطالي بطرد رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني، من البرلمان عقب إدانته بالاحتيال الضريبي، إلا أن برلسكوني قال -آنذاك- إنه سيواصل "كفاحه" السياسي وقيادته لتيار يمين الوسط من خارج البرلمان.
وحكم على برلسكوني -آنذاك- بالقيام بعمل مجاني في خدمة المجتمع لمدة عام، إضافة إلى الإقامة الجبرية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2011، قدم برلسكوني استقالته من منصبه كرئيس لوزراء إيطاليا، والتي قبلها على الفور الرئيس الإيطالي -آنذاك- جورجيو نابوليتانو.
واتهم القضاء الإيطالي، برلسكوني في العام 2012 بدفع قرابة 10 ملايين يورو على هيئة نقود وسيارات وهدايا ونفقات إقامة لضيوف أقاموا في مسكنه، للشهادة في صفوفه، في القضية المعروفة باسم قضية "روبي".
تلك القضية التي أدين فيها برلسكوني وحكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات بتهمتي استغلال السلطة وإغواء القاصرات، إثر ثبوت عليه دفع المال مقابل ممارسة علاقة غير مشروعة، مع فتيات كانت أشهرهن راقصة تدعى "روبي سارقة القلوب" لم تتجاوز الـ18 عامًا.
إلا أن قرارًا صدر بالإفراج عنه عام 2015 بعد استئنافه الحكم، فيما قالت النيابة الإيطالية -آنذاك- إن برلسكوني قد اشترى صمت الشهود.
وفي العام 2017، نظر القضاء الإيطالي تهمتي رشوة وتلاعب في القضية المتعلقة بحفلات "البونغا بونغا" التي كان يقيمها رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق.
aXA6IDE4LjE5MS42Mi42OCA=
جزيرة ام اند امز