خيانة حزبية.. مطالبات بطرد برلسكوني من البرلمان الأوروبي
تقود مجموعة محافظة بالبرلمان الأوروبي، مطالبا بطرد رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني وحزبه، على خلفية دعمه لليمين المتطرف.
ويدعم حزب فورزا إيطاليا، الذي يقوده برلسكوني، وتحول لعضوية البرلمان الأوروبي، جورجيا ميلوني لقيادة حكومة ائتلافية جديدة في روما، بعد الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي.
لكن مجموعة من أعضاء البرلمان الأوروبي من الألمان كتبوا رسالة إلى مانفريد ويبر، الذي يرأس حزب الشعب الأوروبي (يمين الوسط) وله أكبر عدد من المقاعد في البرلمان الأوروبي، دعوا فيها إلى "طرد فورزا إيطاليا من حزب الشعب الأوروبي ما لم يتخلى بيرلسكوني عن دعمه لميلوني".
وقالوا في رسالتهم: "لم يفت الأوان بعد لمنع حكومة يمينية متطرفة بقيادة جيورجيا ميلوني في إيطاليا".
ونقلت مجلة "بوليتيكو" عن الرسالة أن "الديمقراطيين عبر الكتل الحزبية يتحملون مسؤولية منع اليمين المتطرف من تشكيل حكومة في أوروبا بعد نجاح حزب ميلوني "إخوان إيطاليا" في الانتخابات.
وذكر النواب في رسالتهم: أن "أولئك الذين يتحالفون مع اليمين المتطرف لا يروّضونهم.. بل يساعدونهم على اكتساب القوة".
وتشدد الرسالة على ويبر أنه "لا ينبغي التضحية بالقيم الأساسية للاتحاد الأوروبي التي يعتمد عليها السلام والديمقراطية في القارة لمجرد الحصول على السلطة".
وجاء في الرسالة: "لذلك نطلب منك ، بصفتك رئيسًا لحزب الشعب الأوروبي، إبلاغ أعضائك في إيطاليا بأنه يجب ألا تكون هناك مشاركة من حزب الشعب الأوروبي في حكومة يمينية متطرفة في إيطاليا".
وأضافوا: "إذا وافقت فورزا إيطاليا مع ذلك على تشكيل حكومة والمشاركة في انتخاب جورجيا ميلوني كرئيسة للوزراء، فلا يجب أن يكون لها مستقبل في عائلة حزب الشعب الأوروبي الموالية لأوروبا".
لكن السكرتير العام لحزب الشعب الأوروبي ثاناسيس باكولاس وصف الرسالة إلى ويبر بأنها "إهانة مباشرة ومطلقة للإرادة الديمقراطية للشعب الإيطالي التي تم التعبير عنها في الانتخابات الأخيرة".
وفي داخل إيطاليا، يعتقد مراقبون أن "ثمة تهديد آخر لاستقرار حكومة ميلوني يأتي من داخل تحالفها نفسه، والمؤلف من رابطة ماتيو سالفيني اليمينية المتطرفة وفورزا إيطاليا برئاسة برلسكوني".
وكان التحالف سعى للظهور في مظهر الجبهة الموحدة، لكن سالفيني، الذي تضاءلت شعبيته بشكل كبير وسط صعود ميلوني، يجد غصة فى أن تصبح ميلوني رئيسة للوزراء، وهو الدور الذي طالما رغب فيه.
كما أن ثمة توقعات أيضا ألا يكون برلسكوني داعمًا قويا لميلوني التي كانت وزيرة الشباب في حكومته الثالثة، في منصبها الجديد كرئيسة للوزراء.
ووفقا للتحليل، فإن جزءا من بريق ميلوني للناخبين كان قدرتها على الوقوف في وجه الرجلين، لكن الحفاظ على الوحدة سيكون مهمة شبه مستحيلة في الأشهر المقبلة، بالنظر إلى الخصومات الشخصية.