صعود "يمين إيطاليا".. هل يتجاوز ماكرون إساءات ميلوني؟
استقبلت إدارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فوز جورجيا ميلوني فى إيطاليا بنظرة مغايرة عن بقية القارة العجوز.
من بين كل ردود الفعل الأوروبية الحذرة على فوز زعيمة حزب "إخوان إيطاليا" اليميني المتطرف واكتساح الانتخابات التشريعية بإيطاليا، استقبلت إدارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فوز جورجيا ميلوني بنظرة أخرى.
ليس فقط لأن صعود اليمين المتطرف في إيطاليا قد يقرب فرص وصول التيار ذاته من الإليزيه في الانتخابات المقبلة، لكن أيضا لأن ميلوني قد انخرطت قبل سنوات في تلاسن حاد ووجهت إهانات للرئيس الفرنسي ماكرون، سجلته وسائل الإعلام، إبان احتدام أزمة سياسية بين البلدين.
وبدأ الخلاف بين البلدين في أواخر عام 2018 على خلفية اتهامات متبادلة أطلقها مسؤولون بشأن الهجرة غير الشرعية واستغلال أفريقيا.
وفى تسجيل مصور، قالت ميلوني، آنذاك مخاطبة الرئيس الفرنسي: "لقد وصفنا ماكرون بالمقرفين والساخرين وغير المسؤولين".
وأضافت: "غير المسؤولين يا إيمانويل ماكرون هم أولئك الذين قاموا بقصف ليبيا لأنه يقلقهم أن تكون لإيطاليا علاقات متميزة في مجالات الطاقة مع القذافي".
وأضافت: "الساخرون يا ماكرون هم الذين يرسلون عناصر الشرطة لإعادة أي مهاجر يحاول عبور الحدود في فينتيميليا (مدينة حدودية بين البلدين) ولكن المقرف هي فرنسا نفسها التي تستمر في استغلال أفريقيا عبر طباعة العملات لنحو 14 بلدًا وتفرض عليها رسوم مقابل ذلك، وعبر تشغيل الأطفال في المناجم وعبر استخراج المواد مثلما يحدث في النيجر حيث تستخرج فرنسا 30 % من مخزون اليورانيوم الذي تحتاجه في تشغيل مفاعلاتها النووية في حين أن 90 % من سكان النيجر يعيشون بدون كهرباء".
وأضافت بانفعال: “لا تقدم لنا دروسـًا يا ماكرون لأن الأفارقة يهجرون قارتهم بسببكم والحل ليس تهجير الأفارقة نحو أوروبا ولكن تحرير أفريقيا من بعض الأوروبيين. نحن لا نقبل دروسكم".
وكان ماكرون قد علق على فوز ميلوني قائلا أنه يحترم "الخيار الديمقراطي" للإيطاليين الذي أدّى إلى فوز اليمين المتطرّف بالانتخابات العامّة، داعيًا روما إلى "مواصلة التعاون" مع الأوروبيين.
وقال في خطاب نشره قصر الإليزيه:"اتّخذ الشعب الإيطالي خيارًا ديمقراطيًا وسياديًا. نحن نحترمه"، مضيفًا "بصفتنا جيران وأصدقاء، علينا مواصلة التعاون فيما بيننا".
aXA6IDMuMTUuMTIuOTUg جزيرة ام اند امز