سر الناقلات العملاقة على ساحل سنغافورة.. لا أحد يشتري النفط
الممر المائي الضيق قبالة ساحل سنغافورة أصبح أكثر ازدحاما حيث تنتظر الناقلات المحملة بالنفط انتهاء أزمة ركود عالمية في استهلاك الوقود.
أصبح الممر المائي الضيق قبالة ساحل سنغافورة أكثر ازدحاماً؛ حيث تنتظر الناقلات المحملة بالنفط انتهاء أزمة ركود عالمية في استهلاك الوقود.
يأتي ذلك بعد تراجع الطلب وتزايد استخدام السفن لتخزين الشحنات في ظل تفشي فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، الذي يجتاح العالم، حسب وكالة "بلومبرج".
وقالت الوكالة الأمريكية إن السفن المليئة بمنتجات النفط بما في ذلك البنزين ووقود الطائرات تنتقل من مراكز التكرير الرئيسية مثل كوريا الجنوبية والصين، بسبب انهيار الطلب المحلي وتزايد المخزونات.
- النفط الأمريكي يبدأ تعاملات الأسبوع على هبوط 9%
- وزير النفط العراقي: أوبك+ تتجه لخطوات إضافية لاستيعاب فائض النفط
وأضافت أن هذه الناقلات تشق طريقها إلى مضيق سنغافورة، حيث تتفاقم التخمة من جراء تأخر عمليات الإرساء وتفريغ الحمولات في المدينة.
وأشارت إلى أنه يتعين على السفن حالياً الانتظار أسبوعين تقريباً لتفريغ الشحنات في سنغافورة، مقارنة بالأيام المعتادة من 4 إلى 5 أيام، وفقاً للسماسرة البحريين والتجار، ما يترك السفن عالقة في المياه المحلية.
ولفتت إلى ارتفاع مخزون الوقود في خزانات سنغافورة البرية إلى أعلى مستوى في 4 سنوات.
ونوهت بأن خيارات التخزين تتضاءل على مستوى العالم حيث تملأ الخزانات (الصهاريج) البرية بكامل سعتها بسرعة، ما يدفع التجار والمصافي وشركات البنية التحتية للبحث عن بدائل مثل خطوط الأنابيب والسفن.
ونقلت عن راهول كابور رئيس تحليلات السلع والبحوث في مؤسسة "آي إتش إس ماركيت" (IHS Markit) الدولية ومقرها لندن، قوله إن نحو 60 ناقلة وقود نظيف رأسية على طول المضيق المزدحم، بزيادة عن السفن المعتادة وعددها 30-40.
وأضاف أنه يجرى استخدام بعض السفن لتخزين الوقود في البحر مع امتلاء الخزانات البرية، لافتاً إلى أن بعض السفن توقف في انتظار إعادة توجيهها إلى أي مشترٍ راغب في جميع أنحاء آسيا والعالم.
وفي وقت سابق، ذكرت بلومبرج أن المشترين الذين تمكنوا من الحصول على بعض الحاويات المرغوبة للغاية في سنغافورة تكلفوا رسوماً أعلى بكثير، حتى مع توقف الدولة عن تأجير مساحة للعملاء الجدد.
ونقلت عن سري بارافيكاراسو رئيس قسم النفط في آسيا لدى شركة "إف جي إي" (FGE) للاستشارات الصناعية ومقرها لندن، إن الدول الرئيسية المصدرة للوقود تواجه صعوبات في العثور على مخازن لبراميلها الفائضة.
وأضاف أن معدلات معالجة الخام في المصافي في سنغافورة ربما انخفضت على الأرجح إلى نحو 60٪ من طاقتها، وربما تنخفض أكثر إلى 50٪ خلال الربع الثاني من العام.
وانهارت أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة على خلفية تراجع الطلب الناجم عن القيود وتدابير حظر السفر المفروضة في العالم لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد.
وخلال الأسبوع الماضي، انخفض الخام الأمريكي إلى ما دون الصفر خلال جلستي تداول، قبل أن يقفز من جديد.
وتتركز المخاوف الحالية على منشآت التخزين، لا سيما في الولايات المتحدة، التي لم تعد قادرة على استيعاب العرض الفائض.
وسجلت سنغافورة أكثر من 14 ألفاً و423 إصابة بالفيروس، و12 وفاة، بينما تعافى 1060 شخصاً حتى مساء الإثنين.
ويكافح العالم الوقت الراهن من أجل السيطرة على تفشي المرض، بعد ارتفاع عدد الوفيات حول العالم، الإثنين، إلى 207 آلاف و885، وبلوغ عدد المصابين نحو 3.1 مليون شخص، بينما تعافى 888 ألفاً و112 شخصاً.