شعبان عبدالرحيم.. ورحل مطرب الأزمات السياسية
النقلة الحقيقية في المشوار الفني للمطرب شعبان عبدالرحيم بدأت بعدما طرح أغنية "أنا بكره إسرائيل" التي كتبها رفيق دربه الشاعر إسلام خليل
بحديثه العفوي وعاداته الغريبة استطاع المطرب الشعبي المصري شعبان عبدالرحيم أن يصنع شعبيته ويفرض حضوره على الساحة الفنية العربية.
ولد عبدالرحيم في 15 مارس/آذار 1957 بالقاهرة، ونشأ وسط أسرة فقيرة، ولم يهتم والده بتعليمه بسبب ضيق الحال، وأجبره على تعلم مهنة "كي الملابس" حتى يعتمد عليها كمصدر دخل يواجه به ظروف الحياة.
بحسب تصريحاته في مناسبات عديدة، تعلم شعبان "كي الملابس" شيئا فشيئا، وأتقن الصنعة وعندما بلغ من العمر 16 عاما قرر أن يستأجر محلا ويضع اسمه عليه، وبالفعل علق لافتة على المحل الخاص به، وكتب عليها اسمه الذي يحبه ويناديه به أصحابه وأفراد عائلته "مكواة شعبان".
وتردد على محل شعبان عبدالرحيم عدد كبير من الزبائن، وهذا الأمر جعل دائرة معارفه تتسع، خاصة أنه كان يمتلك خفة ظل غير عادية، وبدأ يؤسس فرقة متواضعة للغناء في الأفراح والمناسبات، وذات مرة جاءه صاحب محل لبيع شرائط الكاسيت، وسمعه وهو يغني في المحل، فعرض عليه أن ينتج له شريطا مقابل 100 جنيه فرحب بالعرض وطار فرحا.
وقدم شعبان ألبومه الأول بعنوان "أحمد حلمي اتجوز عايدة" وحقق الألبوم نجاحا كبيرا، واستقبل الألبوم المصري تجربة شعبان بترحاب شديد، لذا تحمس فى نفس العام أن يقدم ألبوما آخر بعنوان "هبطل السجاير" وذاعت شهرته وارتفع أجره فى الأفراح والمناسبات.
وأصبح شعبان عبدالرحيم مطربا معروفا للناس لكن النقلة الحقيقية في مشواره الفني بدأت بعدما طرح أغنية "أنا بكرة إسرائيل" التي كتبها له رفيق دربه الشاعر إسلام خليل، حيث صار لحظتها مطربا يعرفه العالم، إذ طرح الألبوم في قمة الانتفاضة الفلسطينية، ولذا وصفته شبكة "سي إن إن" بأنه مطرب ضد التطبيع، ووصفه المتحدث باسم اللجنة اليهودية الأمريكية فى حديثه لـ"أسوشيتد برس" بـ"راعي الكراهية".
وانطلق شعبان عبدالرحيم من الغناء إلى عالم التمثيل، وقدم خلال مشواره 10 أفلام سينمائية أبرزها "مواطن ومخبر وحرامي، عفاريت الأسفلت، رشة جريئة، أشرف حرامي، فلاح فى الكونجرس"، كما شارك في 17 مسلسلا تليفزيونيا منها "تامر وشوقية، اللي اختشوا ماتوا، سامحوني مكنش قدي، شربات"، وشارك أيضا في بطولة عدد من المسرحيات والفوازير.
وحرص شعبان عبدالرحيم طوال مشواره الفني على أن يشتبك بالغناء مع الأحداث السياسية وكان آخر أعماله ضد قناة الجزيرة وممارساتها الإعلامية، وهو الاتجاه الذي جعل الجمهور يحبه ويتفاعل مع كل ما يقدمه، ومنذ عام ساءت حالته الصحية بسبب كثرة التدخين وتم حجزه فى مستشفى المعادي العسكري ليرحل عن الحياة، الثلاثاء، عن عمر ناهز 62 عاما.