قبائل سيناء.. تاريخ في الدفاع عن مصر من إسرائيل والإرهاب
انتفاضة ضد العناصر الإرهابية والإجرامية أعلنت عنها عدة قبائل في سيناء لمعاونة الجيش المصري في مواجهة الإرهاب والتطرف بسيناء.
انتفاضة ضد العناصر الإرهابية والإجرامية أعلنت عنها عدة قبائل في سيناء، مستهدفة بهذه الخطوة معاونة قوات الجيش والشرطة المصرية بشكل علني وواضح في مواجهة الإرهاب والتطرف في سيناء.
قبائل الترابين والرميلات والسواركة والتياها أعلنت الانضمام لتحالف قبلي لمواجهة العناصر الإرهابية بجميع المناطق بسيناء، وتوزيع المهام على كل قبيلة بحسب مناطق وجودهم، من أجل مساندة الجيش في مهمته الوطنية للحفاظ على أمن سيناء.
وفي بيان أصدرته قبيلة الترابين بسيناء، أعلن الشيخ موسى الدلح، المتحدث باسم القبيلة، أن جميع أبناء القبيلة تمكنوا من ضبط عناصر إرهابية تنتمي لتنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، وتم تسليمهم لقوات الجيش المصري المنتشرة هناك، موضحًا أنه خلال الأسبوع الماضي تم توقيف 99 عنصرا إرهابيا، وأن مهمة القبائل تقف عند هذه الخطوة، بالإضافة إلى أن وطنية قبائل سيناء ترفض جميع الممارسات الإجرامية التي تقوم بها هذه العناصر.
وبشأن توقيت إصدار البيان من قبائل سيناء لمعاونة عناصر الجيش والشرطة، قال اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن "هذا البيان والتصرف من قبل قبائل سيناء الوطنية هو امتداد طبيعي لدورهم الوطني التاريخي في مساندة قوات الجيش والشرطة لحفظ الأمن والاستقرار بوسط وشمال وجنوب سيناء".
وخلال الأيام الماضية، تعرضت بعض القبائل السيناوية لهجوم منظم من قبل عناصر إرهابية، استهدفت مقار للقبائل الكبرى، وتفجير مقر لقبيلة الترابين بمدينة رفح المصرية، والسيطرة على سيارة تابعة لأحد أفراد القبيلة نفسها وتوعدهم بالقتل نظرًا لتعاونهم مع قوات الجيش المصري، فضلًا عن اشتباكات مباشرة بين العناصر الإرهابية وأبناء القبيلة.
وأشار المقرحي، في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، إلى أن تصرفات العناصر الإرهابية الأخيرة بحق أبناء سيناء وارتكابهم جرائم بشعة بحق القبائل وخاصة الممارسات الموجهة ضد شيوخ القبائل ذوي الاحترام الخاص والمكانة الرفيعة بسيناء، كانت دافعا كبيرا للإعلان عن الوقوف صفًا واحدًا، من أجل الدفاع عن كيانهم القبلي والشيوخ رموز القبيلة، والدفاع عن الدولة المصرية التي هم جزء لا يتجزأ منها، مؤكدًا أن هذا الدور الوطني لقبائل سيناء أمر طبيعي ومتوقع، ولكن الفارق فقط في هذا البيان هي المعاونة والمساندة للجيش بشكل واضح وعلني.
وأكد اللواء محمد زكي، الخبير الأمني مساعد وزير الداخلية الأسبق، لبوابة "العين"، على أن موقف القبائل السيناوية الوطني ليس بجديد، فمنذ فترة طويلة أصبح هناك تعاون واضح قائم بين الجماهير المصرية السيناوية، وأجهزة الأمن، موضحًا أن دور القبائل هناك هو مساندة ودعم، وأن مهمة حفظ الأمن وحماية حدود وأرض سيناء هي مسؤولية قوات الجيش والشرطة هناك.
واستشهد المقرحي بمواقف تاريخية لقبائل سيناء تدل على وطينتهم، قائلًا: "موقفهم الوطني في 1967 ورفضهم محاولات الاحتلال الإسرائيلي لاستغلالهم للاستقلال بسيناء عن باقي مصر، وإعلان كبير مشايخ القبائل وقتها أمام الجميع أن أبناء سيناء هم جزء لا يتجزأ من مصر، وأن من يريد التفاوض فليذهب إلى القاهرة للحديث مع رئيس الدولة المصرية وقتها الرئيس جمال عبدالناصر".
وحول دور التحالف القبلي الفترة المقبلة لمعاونة قوات الجيش، اتفق المقرحي وزكي في حديثهما، على أن الدور المعلوماتي هو أهم أدوار القبائل السيناوية للتعاون التام بالإرشاد عن مناطق تواجد العناصر الإرهابية، والإبلاغ عن هذه التجمعات الإرهابية لأجهزة الأمن وقوات الجيش.
ونوه الخبير الأمني اللواء محمد زكي، إلى أن طبيعة المجتمع السيناوي له سمات وتكوينات قبلية مختلفة تزيد من الدور والواجب الوطني للمصريين هناك في التعاون وتقديم المعلومات الإرشادية لقوات الأمن.