داخلية السراج تتبرأ من اختطاف مدنيين ليبيين
تبرأت وزارة الداخلية بحكومة فايز السراج في طرابلس من اختطاف إحدى المليشيات التي تتبعها لمدنيين ليبيين من المطار، لتبادلهم لإرهابيين.
ففي حين اعترفت وزارة الداخلية بحكومة فايز السراج بقيام مجموعة مليشياوية -لم تسمها- باختطاف مدنيين ليبيين من المطار، أدانت العملية، وقالت إنها لا تمثل حكومتها.
وأدانت داخلية السراج الاختطاف الذي طال مدنيين قادمين من المنطقة الشرقية عبر مطار بنينا الدولي في بنغازي (شرق) إلى مطار معيتيقة الدولي بطرابلس، بهدف استبدالهم بإرهابيين مسجونيين في سجن الكويفية ببنغازي.
وادعت الوزارة في بيانها الجمعة، أن هذه الأفعال -غير المسؤولة- ترتكبها مجموعة من الأشخاص لخدمة مصالح ومآرب شخصية لهم لا يمثل الحكومة ولا تخدم الصالح العام للبلاد، بل يزيد الفرقة بين أبناء الوطن الواحد ويُقوض مسار المفاوضات الجارية حالياً لإيجاد حل للأزمة الليبية والخروج بالبلاد لبر الأمان.
وأشار البيان إلى أن وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشا أغا، الذي يزور القاهرة الآن، أصدر تعليماته لمدير أمن طرابلس ورئيس جهاز المباحث الجنائية للتحقيق في الواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المجموعة المسلحة الذين قاموا بهذا الفعل.
واختطفت، صباح اليوم مليشيا تعرف بـ"النواصي" تتبع وزارة الداخلية بحكومة السراج، مدنيين وصلوا إلى مطار طرابلس على متن رحلة جوية قادمة من مدينة بنغازي.
وقالت مصادر أمنية في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيا النواصي، اختطفت مدنيين (لم تحدد عددهم) إثر وصولهم إلى مطار معيتيقة الليبي قادمين من مطار بنينا (شرق ليبيا)، عبر رحلة شركة "البراق".
وبحسب المصادر، فضلت عدم نشر هويتها، فإن الميليشيا التابعة لوزارة الداخلية بحكومة طرابلس برئاسة فايز السراج، طالبت بمقايضة المدنيين المختطفين بعناصر "إرهابية" يقضون مدة عقوبتهم في سجن الكويفية بمدينة بنغازي (شرق).
يأتي ذلك بالتزامن مع زيارة مفاجئة لفتحي باشاأغا إلى العاصمة المصرية القاهرة للتباحث حول مستجدات الملف الليبي ومد جسور ثقة مع القاهرة بوساطات دولية، تمهيدا لطرح نفسه رئيسا للوزراء في الحكومة الليبية المقبلة خلفا لحكومة لسراج.
وأكدت مصادر مقربة من اللجنة المصرية المعنية بالشأن الليبي، لـ"العين الإخبارية"، أن "القضايا المطروحة للنقاش في اللقاء أبرزها سبل مكافحة الإرهاب، وتفكيك المليشيات المسلحة وإمكانية إعادة دمج عناصرها فى المؤسسة العسكرية الليبية والمؤسسات الأمنية والشرطية".
إضافة إلى "إخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا مع تأكيد القاهرة على عدم صحة تمكين الأيديولوجيات المتطرفة، والمتعاونين مع التنظيمات الإرهابية، من مستقبل ليبيا بعد ما مرت به البلاد خلال العقد الماضي من انقسام وضياع للدولة واقتتال بين أبناء الوطن الواحد بسببها".
وتأتي الزيارة قبل انعقاد المسار السياسي الليبي في تونس 9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري والذي من المقرر أن ينتج عنه اختيار رئيس المجلس الرئاسي ونائبين له موزعة على الأقاليم الليبية الثلاثة ورئيس حكومة منفصل يتولى إدارة المرحلة الانتقالية لمدة عام ونصف تمهيدا لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وفي إطار انفتاحها على كافة الأطراف الليبية، استضافت القاهرة، خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، عدة لقاءات جمعت الليبيين من كافة أنحاء ليبيا بالتنسيق مع البعثة الأممية في ليبيا في إطار رعاية تدابير الثقة بين الليبيين وفقا لمخرجات برلين وقرار مجلس الأمن رقم 2510 وإعلان القاهرة وتفاهمات أبوظبي.
واستضافت القاهرة في أغسطس/آب الماضي لقاء جمع أعضاء من البرلمان الليبي وقيادات من مصراتة (غرب) أسفر عن البدء في الإفراج عن المحتجزين الليبيين على الهوية لدى أبناء البلد الواحد.
كما استضافت مدينة الغردقة المصرية (شرق) نهاية سبتمبر/أيلول الماضي لقاءً للعسكريين الليبيين أسفر عن تقريب وجهات النظر واعتبر تأسيسا للاتفاق العسكري الليبي في جنيف 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي والذي خرجت نتائجه إيجابية في إطار تثبيت وقف إطلاق النار وإخراج القوات الأجنبية وسحب المرتزقة وتفكيك الميليشيات ونزع سلاحها وايقاف كل الاتفاقيات المبرمة بين الرئيس التركي أردوغان وحكومة فايز السراج.
وهو الاتفاق الذي رحبت به القوى الدولية واعتبره مجلس الأمن نقطة انطلاق نحو الحل الشامل في ليبيا.
وتأسيسا على اتفاق جنيف، قامت اللجنة العسكرية الليبية بعقد أول اجتماعاتها في مدينة غدامس (جنوب غرب)، وتوصلت اللجنة في الختام إلى عدة قرارات من بينها تثبيت وقف إطلاق النار وإنشاء آلية للرقابة عليه.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuNDAg جزيرة ام اند امز